مؤتمر لاهاي يطلق اشارات التطبيع ، بيريز: لا حل لقضية المياه دون سلام مع سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

ملامح التطبيع بدت في لاهاي بحسب المصادر الاسرائيلية حين لم تغادر الوفود العربية كما اعتادت في السابق قاعة انعقاد مؤتمر دولي حول مياه الشرق الاوسط وجرى حوار ايضاً بين شيمون بيريز ومسئول سوري لم يكشف اسمه حيث اكد بيريز انه لا حل لأزمة المياه دون سلام مع سوريا فيما حذر ميخائيل جورباتشوف آخر زعماء الاتحاد السوفييتي الغابر من حرب اذا لم تحل هذه الازمة سلمياً. وقالت صحيفة (معاريف) العبرية امس ان بيريز (اجرى حواراً مع مسئول كبير في وزارة الخارجية السورية خلال المؤتمر تم في نهايته التوصل الى حل وسط ادى الى نشر بيان مشترك) . وشارك في المؤتمر الذي تناول مشاكل المياه في الشرق الاوسط وزراء المالية والمدراء العامون العرب في كل من اليمن, الجزائر, ايران, تونس, العراق, الاردن, مصر, سوريا, ولبنان. وفوجئ الوفد الاسرائيلي برئاسة بيريز بعدم مغادرة الوفود العربية القاعة حين القى الاخير كلمته التي تحدث فيها عن أهمية الاقتصاد الاقليمي واحراز السلام الاقتصادي بين كل الاطراف من اجل التعاون على حل مشكلة المياه في المنطقة. وتحدث المندوب اللبناني والسوري في اللقاء وقال الاخير ان الجميع يريد السلام ولكن وتعقيباً على ما قاله الوفد الاسرائيلي, لا يمكن في ظل الاحتلال الاسرائيلي ان نتحدث عن سلام اقتصادياً يجب اولاً احراز السلام السياسي وبعد ذلك نحل كل المشاكل) . ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية في القدس قولها ان سلوك الممثل السوري وباقي الممثلين العرب يعبر عن الامل الذي اثير في الايام الاخيرة عشية اللقاء بين الرئيس كلينتون والرئيس الاسد في جنيف. وكان بيريز وزير التعاون الاقليمي في حكومة ايهود باراك قال في مؤتمر صحافي على هامش مؤتمر لاهاي انه (في حال لم نتوصل الى سلام مع سوريا اشك في ان نتمكن من تسوية مشكلة المياه بيننا وبينهم) . واضاف (يمكن للمياه ان تصبح اهم ثمرة سلام لكنني لا اعتقد ان الموارد المائية وراء الخلاف. اعتقد ان الخلاف حول الموارد المائية يعكس الخلاف الاساسي. وعندما نقوم بتسوية الخلاف بيننا بوسعنا التطرق الى مسألة المياه) . واشار بيريز الى اي مدى (تتجاوز مشكلة المياه (في منطقة الشرق الاوسط) الحدود بين الدول) والحاجة الى (تعاون حقيقي) بخصوص هذه القضية. وذكر بأن المحادثات في هذا الخصوص قائمة بين الاسرائيليين والفلسطينيين والاردنيين. واكد (بدلا من جعل المياه امتدادا للنزاع نريد ان نجعل من ذلك بداية سلام حقيقي) . الزعيم السوفييتي السابق ميخائيل جورباتشوف حذر من جهته من ان الشرق الاوسط قد يواجه حربا جديدة خلال ما بين 10 و15 عاما اذا فشلت بلدانه في الاتفاق على كيفية اقتسام مصادر المياه الشحيحة. وقال جورباتشوف وهو رئيس منظمة جرين كروس انترناشونال وهي منظمة غير حكومية ان الاردن واسرائيل وسلطة الحكم الذاتي الفلسطيني يتفقون جميعا على ان هذه المشكلة قد تتفاقم. وأضاف أمام المؤتمر الوزاري ومنتدى المياه الدولي الثاني المنعقد في لاهاي (كل الزعماء قالوا انه اذا لم يتغير شيء خلال الفترة بين الاعوام العشرة والخمسة عشر المقبلة فسينشب صراع اسوأ من الصراع الحالي) وكان جورباتشوف زار المنطقة في وقت سابق هذا الشهر لاجراء محادثات مع العاهل الاردني الملك عبد الله ورئيس الوزراء ايهود باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وأفاد ان الزعماء الثلاثة رحبوا بوساطة جرين كروس انترناشونال لتشكيل فريق عمل مشترك خلال الاسابيع المقبلة مع المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص وممثلين وطنيين لبحث سبل تخفيف وطأة نقص المياه في المنطقة. الوكالات القدس عبدالرحيم الريماوي

Email