تخدير جميع الركاب قبل الهبوط ، اختراع مصري لمنع خطف الطائرات

ت + ت - الحجم الطبيعي

اثار اختراع مصري لحماية الطائرات من الاختطاف عن طريق استخدام غاز مخدر ردود فعل متباينة بين الطيارين وخبراء الطيران. وكان المهندس اسماعيل صبري بادارة عمرة الطائرات بشركة مصر للطيران قد توصل الى اختراع لحماية الطائرات من الاختطاف يعمل بمجرد هبوط الطائرة المختطفة ارض المطار بناء على طلب المختطفين، فيقوم الطيار بالضغط على مفتاح تشغيل النظام فينتشر غاز مخدر في الطائرة عن طريق هواء التكييف وذلك من خلال وضع اسطوانة غاز على كل وحدة من وحدات انتاج الهواء المكيف بحيث تعمل كل اسطوانة بصورة مستقلة لتسمح لقائد الطائرة بنشر الغاز المخدر سواء في الطائرة كلها او في كابينة القيادة فقط اذا كان المختطفون ملازمين , ويتم تزويد الكابينة واماكن الركاب بمصباح ارشادي يضئ بسرعة بمجرد سريان الغاز معطية اشارة لقوات الامن. وقام المخترع بوضع تصميم للامان بحيث لا يحدث اختلاط الغاز المخدر بالهواء الا في حالة الضرورة. اكد فريق من الخبراء ان الفكرة خيالية ولا يمكن تطبيقها في الواقع ولها آثار جانبية ضارة على المرضى وكبار السن والاطفال واشار الخبراء الى ضرورة تنفيذ اجراءات امنية مشددة للتأكد من صعود جميع الركاب الى الطائرة دون اسلحة او مفرقعات. في حين ابدى فريق آخر قبوله للفكرة واجراء الدراسات اللازمة عليها للتأكد من جدواها وعدم وجود اضرار بالركاب والطائرة. يشير اللواء احمد بيومي رئيس قطاع الامن في مصر للطيران سابقا ان اختطاف الطائرات مشكلة قديمة متجددة حاول القائمون على امن الطائرات وشركات الطيران مواجهتها ولجأوا الى عدة حلول كانت غير مجدية مثل الاستعانة بحرس للطائرات خلال رحلتها من مطار الاقلاع الى مطار الهبوط لكن وجد ان هؤلاء الحراس عند تعاملهم مع المختطفين يقتلون بعض الركاب لذلك اتجه التفكير الى تخدير المختطف او الراكب الذي تحوم حوله الشكوك والشبهات من خلال وضع حقنة مخدرة اسفل كل كرسي يتم حقنها في المختطف او الراكب عند اللزوم. ويضيف ونظرا لان فكرة التخدير غير واقعية اتجهت الاختراعات الى التدقيق في تفتيش الركاب وحقائبهم ومعرفة محتوياتها من خلال بوابات الانذار. واجهزة الاشعة مشيرا الى ان البوابات تظهر ما اذا كان الراكب يحمل اسلحة او مفرقعات في اية منطقة في جسمه في حين تظهر اجهزة الاشعة كل محتويات الشنط والحقائب وما اذا كانت تحتوي على اسلحة او قنابل او اذا كانت الشنطة مفخخة وبهذه الاختراعات نستطيع ان نضمن عدم وجود اسلحة او قنابل مع الركاب. ويرى اللواء بيومي ان تخدير الركاب والمختطفين وطاقم الطائرة فكرة قديمة وصعبة التنفيذ لان المخدر قد يؤثر على الركاب خاصة المرضى وكبار السن والاطفال الصغار موضحا ان هذه الفكرة غير مجدية وتسير في اطار الافكار الخيالية مثل التفكير في ربط الراكب في الكرسي حتى لا يستطيع ان يتحرك من مكانه. ولو كانت هذه الافكار مجدية لطبقتها شركات الطيران. كذلك كانت هناك فكرة قديمة تطالب بان يرتدي الركاب ملابس خاصة تختلف عن ملابسهم توفرها لهم شركات الطيران حتى نضمن عدم وجود اسلحة او قنابل بحوزتهم. التفتيش ويؤكد ان الوسيلة المجدية لمنع اختطاف الطائرات تتمثل في تفتيش الركاب بصورة جيدة والتأكد من عدم وجود اسلحة معهم لكن المؤسف ان بعض الطائرات يتم اختطافها بدون اسلحة مشيرا الى ان اتخاذ الاجراءات والتدابير الامنية في المطارات كفيل بمنع اختطاف الطائرات وهذه وسيلة اسهل واضمن من استخدام الغازات المخدرة. ويشير الى ان وضع كاميرات على الطائرة مسألة غير مجدية ايضا لان المختطفين يدرسون الطائرة جيدا قبل الاختطاف ويعرفون الثغرات ويضمنون الحماية لانفسهم. ويرى ان اختطاف الطائرة معناه الاهمال في الاجراءات الامنية في المطار الذي اقلعت منه الطائرة لان المختطف ينظر بعين نفاذة ويعرف السلبيات التي تساعده في الوصول الى هدفه. فكرة صعبة ويشير طه حسن طه رئيس اتحاد شركات الطيران الخاص المصرية الى ان الفكرة قد تكون جيدة خاصة اذا استطاع قائد الطائرة ان يرتدي قناع الاكسجين لكنه لن يستطيع اعطاء اوامره لطاقم الطائرة بارتداء القناع فضلا عن انه في حالة حدوث تخلخل في الضغط داخل الطائرة فان ذلك يؤدي الى سقوط سقف الطائرة. ويضيف ان الركاب بعد اقلاع الطائرة يفكون الاحزمة اما الطيار فتظل الاحزمة مشدودة على ظهره وبطنه ويظل مقيدا فاذا ضغط الطيار على زر الغاز فربما لا يسمح له المختطف بذلك لانه سيعرف ان ذلك سوف يخدره ولان المختطف يبحث عن اماكن الانذار من اجل تأمينها كما ان المختطف غالبا ما يكون على دراية جيدة بكل تجهيزات الطائرة ويرى ان المختطف اذا شعر بالتخدير فسوف يطلق النار بعشوائية ويقتل اكبر عدد ممكن لانه يدرك انه سيتم القاء القبض عليه وهذا يجعله يتصرف برعونة وبطريقة غير مسئولة وبالتالي يتعرض الركاب وتتعرض الطائرة لمخاطر كبيرة. ويوضح انه اذا كانت فكرة التخدير مقبولة من حيث الشكل فانها تحتاج الى دراسات كثيرة مشيرا الى انه كطيار لا يتخيل رد فعل المختطف عندما يشعر بان الغاز المخدر يسري في اعماقه. هذا بالاضافة الى ان التخدير قد يستغرق وقتا وهناك بعض الناس لا يتأثرون بالمخدر بسهولة خاصة من المدمنين وهذا يجعل الفكرة صعبة التطبيق لكن لو نجحنا في احداث صدمة عصبية للمختطف فهذا افضل لانها ستكون سريعة ومضمونة النتائج. هذا بجانب ان الغاز المخدر سيضر بالركاب خاصة مرضى القلب وضغط الدم والجلطات. واذا علمنا ان نسبة غير قليلة من ركاب الطائرات يسافرن طلبا للعلاج فسوف تزيد احتمالات اصابة عدد كبير من الركاب. ويرى ان التفاوض مع المختطفين يؤدي الى نتائج افضل من التخدير لانه في حالة التخدير سيكون الركاب هم الضحية خاصة الذين لا يتحملون تأثير الغاز موضحا ان الفكرة خيالية وقد تكون مفيدة في افلام السينما واذا عرفها المختطفون فربما يصطحب احدهم اسطوانة اكسجين ويزعم انه مريض بالربو مثلا وفي هذه الحالة لا تستطيع سلطات الامن في المطار ان تمنعه الا اذا كان هناك اكثر من راكب يحمل هذه الاسطوانة لان ذلك يثير الشك ـ وبالتالي يستطيع المختطف ارتداء الاسطوانة في حالة اطلاق الغاز وذلك لان المختطف يحاول سد جميع الثغرات قبل ان يقوم باختطاف الطائرة. التنسيق ويؤكد ان حماية الطائرة من الاختطاف تتطلب وجود افراد امن يمنعون اي راكب من الدخول الى كابينة الطيار وان يكون هناك تنسيق بين افراد الامن واطقم الضيافة وهذا يحتاج الى تدريب مشترك لهما والا يجلس افراد الامن في ذيل الطائرة فقط بل يكون عدد منهم في المقدمة وتستطيع المضيفة ان تعطي اشارة معينة متفق عليها لفرد الامن اذا كانت تشك في احد الركاب بحيث يقوم الامن باتخاذ الاجراءات اللازمة كان يجلس بجواره طوال الرحلة ويتأكد مما اذا كان هذا الراكب يحمل اسلحة او قنابل ايضا لابد من تدريب افراد الامن على اسلحة وآلات حديثة كهربائية لو ضرب بها المختطف على راسه يصاب بصدمة كهربائية ويقع على الارض في الحال. وكذلك يمكن الاستعانة بزجاجات (سبراي) بحيث يتم الضغط عليها في وجه المختطف فيحدث له عمى وقتي. مخدر خفيف ويرى اللواء طيار انيس خضير الامين العام لاتحاد وشركات الطيران المصرية ان الفكرة لا بأس بها ويمكن ان تؤدي الى نتائج معقولة وفعالة خاصة وان المخدر لا يستخدم الا بعد الهبوط الى ارض المطار. لكن لابد من دراسة الفكرة جيدا بحيث نضمن تأمين الركاب والطيارين والطاقم والطائرة فان كان الاختراع يحقق هذا التأمين فهو جدير بالتقدير خاصة اذا كان المخدر خفيفا ولا يحدث اضرارا وانما يحدث اغماءة بسيطة. ويضيف لكن الخطورة تكون في حالة استخدام الغاز والطائرة في الجو اما استخدامه بعد الهبوط وتوقف الطائرة بدون اية حركة واطفاء المحركات فلا خطورة فيه. ويقترح ان يكون زرار الضغط الخاص بالغاز في اسفل كرسي القيادة وليس في لوحة العدادات حتى لا يعرفه المختطف. ويشير الى ان الصعوبات التي تواجه هذا الاقتراح قد تتمثل في عدم موافقة الشركة المنتجة للطائرة على تركيب هذا النظام بحجة ان الطائرة لا تستطيع تحمل اثقال اخرى لان كل طائرة مصممة بمقاييس واوزان معينة في كل جزء منها ولو اجازت الشركة المنتجة تركيب هذا الاختراع فاننا نضمن بذلك عدم وجود خطورة فيه. ويطالب باستخدام مخدر مثل المخدر الذي يستخدم من اجل الدفاع عن النفس في بعض الدول الغربية وهي عبارة عن كبسولة يضغط عليها فتجعل من يستنشق الغاز المنبعث منها يصاب بالاغماء في الحال ولا تعطيه الفرصة للدفاع عن نفسه لكن بشرط الا يترتب على استخدام هذا الغاز شلل او عمى او اية اخطار على صحة الركاب وان يتحمله الكبار والصغار والمرضى ودون آثار جانبية. ويخلص الى ضرورة اجراء دراسات للتوصل الى غاز مخدر تتوافر فيه هذه الشروط. حتى يكون استخدامه آمنا ومضمونا. أساليب للتعامل ويرى الكابتن هاني رضوان ان الفكرة جديرة بالدراسة خاصة وان الطيار هو الذي يتحكم في ضخ الهواء المكيف وغير المكيف الى الطائرة فاذا استطاع تخدير المختطفين والركاب فهذا امر جيد يؤدي الى حل مشكلة الاختطاف لكن هذه الفكرة قد تكون غير قابلة للتنفيذ اذا ارتدى المختطفون كمامات تحول دون تأثرهم بالغاز الخدر. ويضيف اذا كانت هذه الفكرة سوف تساعد رجال الامن في القاء القبض على المختطف لكنها لن تظل سرا غير معروف فترة طويلة لان المختطفين سيعرفون الفكرة وستكون لديهم القدرة على التعامل معها. واذا كانت وراء المختطفين جهة معينة فسوف تزودهم بقناعات واقعية واساليب التعامل مع الغاز المخدر. ويشير الى ان هذا الاختراع قد يساهم في النيل من المختطف او مجموعة المختطفين خاصة اذا كانت صغيرة العدد موضحا ان تعميم الفكرة وتركيب هذا الاختراع يتطلب موافقة الشركات المنتجة والجهات المشرفة على الطيران المدني في كل دولة لان هاتين الجهتين تستطيعان التأكد من صحة الاختراع واهميته اما نحن كطيارين ومهندسين فلا نستطيع الاقتراب من الطائرة دون موافقة هاتين الجهتين. ويضيف نحن نحترم ما يقوله المخترع ولا نشكك فيه لكن لابد من اجراء دراسات وتجارب للتأكد من جدوى الاختراع. وحول اسلوب التعامل مع المختطفين وما اذا كانت هناك تصرفات محددة يتبعها الطيار وطاقم الطائرة يقول الكابتن هاني ان هذه التصرفات تختلف من طيار الى آخر فبعض الطيارين يخافون ولا يستطيعون معالجة الموقف او التعامل مع المختطف بحكمة مشيرا الى ان الطيار ينبغي ان يدرس شخصية المختطف وان يتحدث معه حتى يعرف نواياه وما اذا كان جادا في الاختطاف ام لا والاسلحة التي معه وكم عدد المختطفين وهل هم في الكابينة فقط ام في كل اجزاء الطائرة ويجب على قائد الطائرة الا ينساق في الاستجابة لمطالب المختطف الا في حالة وجود تهديدات للطيار والركاب ففي هذه الحالة يفضل ان يذهب الطيار بالمختطف الى المكان الذي يريده ويترك للسلطات التعامل والتفاوض معه. اما ان تختطف طائرة بسكين او نحو ذلك فهذا امر مرفوض ويجب ان يكون هناك تعاون بين رجال الامن وبين الطيار للتعامل بطريقة فورية مع المختطف. القاهرة البيان ضياء الدين احمد

Email