بميزانية محدودة وصلاحيات مطاطة ، بيريز يخطط لقناة البحر الميت

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكثر الوزارات غموضا في حكومة باراك هي وزراة التنمية الإقليمية برئاسة الثعلب العجوز شيمون بيريز, فصلاحيات الوزارة غير معلنة بوضوح, وخططها او بالاحرى مؤامراتها يحيطها سياج من السرية, وكأنها اسرار عسكرية, من هنا اكتسب التقرير الصادر منذ ايام عن الملحق الاقتصادي ليديعوت احرونوت اهميته, خاصة وانه نشر على خلفية تكهنات بتصعيد بيريز قريبا لمنصب رئيس الدولة العبرية. عندما اراد باراك ان يمنج بيريز اقل الوزارات اهمية لم يجد ضالته سوى ان يخترع وزارة بهذه المواصفات.. صلاحيات الوزارة تحددت فقط منذ اسابيع قليلة ويأتي على رأسها طرح مشاريع إقليمية والتنسيق مع الاطراف المختلفة لتنفيذها ومع هذا لم يسمح باراك لبيريز بان يحتل الاخير رئاسة وفد إسرائيل في ملتقى ديفوس الاقتصادي وترأس الوفد بنفسه. قائمة المشروعات الإقليمية في اجندة الوزارة تتعارض مع ميزانيتها المعنلة فهي تضم : 1ـ إقامة مصنع لشركة (رينو) للسيارات على حدود غزة 2ـ منطقة صناعية في وادي الاردن تتمتع منتجاتها بإعفاء جمركي في الولايات المتحدة 3ـ مناطق صناعية على حدود اراضي الحكم الذاتي مع حدود اراضي الـ 48 4ـ إقامة طريق للمعبر الآمن بين غزة والضفة 5ـ منتجع سياحي ترفيهي على الحدود بين العقبة وإيلات يشمل فنادق ومناطق ترفيهية بميزانية قدرها مليار ونصف المليار دولار. 6ـ سلسلة من الفنادق على طريق (العطور) الذي سيبدأ من البتراء إلى غزة عن طريق النقب. 7ـ قناة بين البحر الاحمر والبحر الميت وهو حسب ما اعلنته المصادر الإسرائيلية مشروع من شأنه توليد طاقة كهربية من خلال استغلال فروق الارتفاعات بين البحرين, وهي الطاقة التي ستستخدم لتحلية المياه وانقاذ ساحل البحر الميت المنحسر يوما بعد يوم 8ـ تنظيم مؤتمر إسرائيلي فلسطيني يشارك فيه مستثمرون اجانب يحضره رؤساء عدد من الدول منهم المانيا وإيطاليا و حصل بيريز على موافقتهم بالفعل على المشاركة فيه. 9ـ إقامة مركز علمي للتعاون الإقليمي يشمل قاعدة بيانات شاملة الغرض المعلن منها هو تقديمها للمستثمرين ولكل الاطراف المشرفة على المشاريع . 10ـ تأسيس لجنة رباعية دائمة تضم بيريز ووزير الاقتصاد المصري والتنمية الاردني ووزير التعاون الدولي الفلسطيني للتنسيق ودفع المشاريع قدما. الحوار مع بيريز القى مزيدا من الضوء على خططه الخطيرة حيث قال: السلام الدبلوماسي اصبح موضة قديمة لان قادته هم اسرى مشاعر الماضي.. في حين ان السلام (الاقتصادي) يصل للعمق المطلوب.. انظروا لما حدث في اوروبا, الاتحاد الاقتصادي اثمر عن سلام يسود اوروبا . لايزال بيريز متمسكا حتى النهاية بمشروع الشرق اوسطية , والشرق الاوسط الجديد الذي يروج له منذ سنوات, فقال في هذا الإطار: الانظمة المحافظة والمستمرة في الحكم, منذ اكثر من ثلاثين عاما, لا تفهم ما يحدث, لكني سعيد ان هناك تقدما حتى في إيران, فالعالم ينقسم حاليا إلى اقتصادي عالمي كوني ينفصل عن المنطقة ويرتبط بالتكنولوجيا السريعة واقتصاد إقليمي عتيق يرتبط بالارض . المهم الآن حسب قول بيريز هو نقل سريع للمعلومات فالكوارث تقع عندما تصطدم السرعة بمعوقات الاقتصاد المحلي, لذا يجب على الدول ان تدعم البنية التحتية بها, حتى تتيح نقلا سريعا للعلم والمعلومات. واضاف بيريز بوضوح: انا لا اثق في الحدود, اثق فقط في التعاو ن, فالحدود لا تمنع انتقال التلوث او تلوث المياه , وللاسف البنية التحتية الحقيقية للشرق الاوسط هي الخوف والرغبة, وهذا يبعد عنا المستثمرين, لا يمكن ان يبقى الوضع على ما هو عليه حاليا, لن يأتي احد ليمول الخوف, او المعوقات او البطء . يجب ان تبقى الحدود بين الدول لكن من غير المسموح ا ن تحيطها حقول الالغام, فالازدهار الاقتصادي سيمنع احتمالات اعتداء طرف على آخر, نحن في وزارة التنمية الإقليمية نحاول بميزانيتنا الصغيرة ان نحقق تعاونا, بدأنا في بناء مناطق صناعية على طول الحدود, ونخطط لتنفيذ مشروع إقامة فندق كبير في العقبة, الفندق على الحدود افضل من موقع عسكري, والعلاقات الجيدة اهم من المدافع الجيدة, ولذا انا احاول ان احشد اموال المستثمرين في العالم في المنطقة , انني اؤمن انه كلما ارتفع مستوى المعيشة في الاراضي الفلسطينية سترتفع فرص تحقيق السلام. بيريز اختتم حديثه بقوله مشكلتي الرئيسية الآن ان الاستثمارات تقل بشكل كبير في اعقاب الشائعات التي ترشحني لتولي منصب رئيس الدولة انا من جانبي اعمل كالمعتاد , ولدي ارتباط كامل بوظيفتي , فحاليا هناك رئيس يشغل المنصب, ومن المحرج ان نناقش هذا الموضوع حاليا, انني اعمل على تحقيق احلامي, ومقتنع بوسائل تحقيقها على الرغم من انني فشلت كثيرا إلا انني لم اتنازل عن اي حلم من احلامي.

Email