وزير الخارجية الباكستاني لـ بيان الأربعاء : نتمسك بقرارات الأمم المتحدة لحل قضية كشمير

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد وزير الخارجية الباكستاني عبد الستار عزيز في حوار لـ (بيان الأربعاء) في إسلام أباد ان العلاقات العربية الباكستانية تستحوذ على اهتمامات الدبلوماسية الباكستانية بصفة دائمة وخاصة في الوقت الحاضر.. مشيرا إلى ترتيبات تتم لزيارة الرئيس الباكستاني برويز مشرف للقاهرة ، وبعض الدول العربية في المستقبل القريب ربما بعد عيد الأضحى إلا انه لم يحدد وقتا بعينه تتم الزيارة فيه, كما أوضح ان باكستان لن تتخلى عن دعم كفاح شعب كشمير من اجل الحصول على حريته مع مطلع الألفية الثالثة التي لن تبقى على احتلال أجنبي أيا كان في أي بلد في العالم ومنها كشمير, كما المح إلى ان الرئيس الأمريكي سيزور باكستان لتسوية بعض المصالح المتبادلة التي تهم واشنطن من خلال علاقاتها مع إسلام أباد كما تناول عددا من القضايا الهامة على الساحة الباكستانية في هذا الحوار. * ما موقع العلاقات العربية من اهتمامات الدبلوماسية الباكستانية ؟ ـ بداية عليك ان تعلم ان العالم العربي مصدر الهام لنا نتلقى عنه الدروس العديدة في المجال الديني والعلمي والأدبي لاسيما أولئك العلماء الذين سكنوا مصر على مدار التاريخ الشافعي وغيره من العظماء وخاصة ونحن على أبواب قرن جديد حيث تبدي باكستان اهتماما خاصا بتعميق العلاقات العلمية والتكنولوجية مع العالم العربي ودراسة الفكر العربي بأبعاده التاريخية والمعاصرة في نفس الإطار. ولا يخفى عليكم الشاعر والأديب الباكستاني المعروف د. محمد إقبال الذي كان له دور بارز في تنبيه بلاد ما وراء النهر بحدود أمتهم العظيمة التي تحوي الآن اكثر من مليار وربع المليار وقلب هذه الأمة هم العرب والعروبة, كما طالب الشعوب الإسلامية بضرورة الانطلاقة نحو الوحدة الإسلامية الكبيرة ولا يقفوا عند الماضي أو ينظروا للحاضر مكتوفي الأيدي ولكن عليهم ان يتطلعوا للمستقبل, وهذا ما نتجه نحوه اليوم في باكستان. * ما حقيقة الدور الدبلوماسي الباكستاني لحل قضية كشمير ؟ ـ لا شك ان لباكستان دورا هاما لابد ان تلعبه في مسألة الصراع مع الهند حول كشمير, وتركز باكستان في صراعها مع الهند على الشرعية التاريخية كخلفية أساسية في الصراع الدائر والذي اخذ شكل الكفاح المسلح منذ عشر سنوات حتى الآن وحيث يقاتل أبناء شعب كشمير لتقرير مصيرهم, وما فعله أهل كشمير إنما هو نتيجة طبيعية لأنهم سمعوا وعودا من الهند تارة, ومن باكستان أخرى,ومن الأمم المتحدة بإعطائهم حق تقرير المصير إلا ان هذه الوعود لم تنفذ ولم يكن أمامهم بد في ظل الاضطهاد والقمع - إلا الكفاح المسلح. كما ان الاعتراف بحقوق الإنسان عامة و بحقوق الشعب الكشميري على وجه الخصوص أمر أقرته الهند وباكستان من قبل في بداية التقسيم كما اقره مسئولون هنود على رأسهم رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو في تصريحاته وكذلك التصريحات التي نقلت عن طريق المراسلين الهنود والباكستانيين من ان الشعب الكشميري سوف يحصل على حق تقرير المصير.. بل انه في أغسطس من عام 1948م صدر إعلان الأمم المتحدة ومفاده ان الهند وباكستان قد أكدتا حرصهما على تحديد مستقبل مواطني كشمير وحقهم في تقرير مصيرهم لكن الهند تراجعت في الخمسينيات عما اتفقت عليه وإننا مع الحوار الثنائي والمفاوضات لرأب الصدع بين البلدين. و يضاف إلى ذلك أمر يتعلق بالمسائل الأخلاقية بين الدول ان 90000 باكستاني ما زالوا محتجزين في السجون الهندية كما ان الهند تحتل جزءا هاما من الأراضي الباكستانية. تطبيع العلاقات * هل هناك وسيلة لتطبيع العلاقات في المستقبل بين الهند وباكستان ؟ ـ ان الطرق إلى إعادة العلاقات بين البلدين معروف حيث يتكون من أمرين أساسيين حين اعترفت انديرا غاندي رئيسة وزراء الهند في مؤتمر عام 1972 بحق شعب كشمير في تقرير مصيره. الأمر الأول هو: ان تكون الاتفاقات بين الدول طبقا لمبادئ الأمم المتحدة بشأن مشكلة كشمير وغيرها من القضايا. والأمر الثاني هو: ان تتم اتفاقات ثنائية بين الطرفين دون وساطة الدول العظمى حيث ان وساطة الدول العظمى حسب التجربة الباكستانية على مدى نصف قرن أو يزيد لا تراعي مسألة الوئام بين دولتين بقدر ما تراعى مسألة فرق القوة بينهما.. فتستخدم هذه الدول قوة إحدى الدولتين المتنازعتين لتكون ورقة ضغط على الأخرى, وعلى ذلك فان حرص الهند على تسوية الخلافات بشأن كشمير هو السبيل الحقيقي لتطبيع العلاقات التاريخية بين الهند وباكستان. على المجتمع الدولي ان يدرك تماما كما تدرك الهند إن أهل كشمير هم ضحايا الحكم الأجنبي, والقمع, والطغيان... فكم أضلهم زعماء من بينهم ونسيتهم الأمم المتحدة وظلوا محاصرين يشعرون بخيانة العملاء لهم والذين ظلوا على ولائهم للمستعمر. إن الناس في كشمير اصبحوا يشكون في وصف عالمنا بالمتحضر.. وهل يمكننا ان نسميه عالما متحضرا في الوقت الذي يتعرض فيه شعب للقمع والاضطهاد والقتل والجرائم التي لا يستطيع اللسان ان يتحدث عنها ضد الرجال والأطفال والنساء في العقد الأخير. * تطالب الهند في كل مرة بضرورة حل القضية الكشميرية من خلال المحادثات الثنائية فما رأيكم في موقف الهند وإصرارها على رفض الشريك الثالث ؟ ـ نحن نأمل ان تسفر المباحثات الثنائية عن حل فعلي لقضية كشمير وجميع القضايا العالقة بين البلدين حيث ان الحل الثنائي افضل إذا تم في هدوء وبطريقة سليمة..إلا انه على مدى اكثر من خمسين عاما لم تفلح الوساطة بين البلدين إلا في مسألتين إحداهما لم يرض عنها الجانب الهندي, فما بالنا بالمباحثات الثنائية والتي تتنكر لها الهند مما يستحيل معه حل النزاع في كشمير دون تدويل القضية. ففي المرة الأولى توسط البنك الدولي وحكم بأن تدفع الحكومة الباكستانية فاتورة الإحلال والتجديد لبعض المرافق, وفى المرة الثانية والتي استمرت اكثر من 18 عاما تدخلت فيها الدبلوماسية البريطانية, وكانت حول إحدى المناطق أيضا ورفعت بريطانيا الأمر لتحكيم دولي وكانت النتيجة ان تحصل باكستان على 10% من هذه المنطقة بينما تحصل الهند على 90% منها, وكنا نحن فرحين جدا بهذه النتيجة بينما كان الهنود غير راضين ويتساءلون لماذا لا يأخذون الـ 10% الباقية. * ما رأيكم فيما يتردد عن ان الحوار بين الهند وباكستان أشبه بحوار الطرشان ؟ ـ إنني شخصيا أطلق على المحادثات مع الجانب الهندي هذا المصطلح الذي ذكرته (حوار الطرشان) فالمفاوضات لا نهائية, ولا حل, ولا تقدم, وقد ظل الجانب الهندي يتنازع على نهير صغير لا يتجاوز طوله كيلومترين, وها هو الصراع على هذه المنطقة الصغيرة منذ 1969 وحتى الآن أي اكثر من 31 عاما ولا حل. وفى شهر يونيو من عام 1998 ناشدت الأمم المتحدة الطرفين استئناف الحوار وحل الصراع وبدأ التفاوض مرة أخرى عام 1999 وتم الاتفاق على بذل الجهود لانهاء كل القضايا العالقة.. إلا انه ما ان رجع رئيس الوزراء الهندي من زيارته لباكستان حتى عادت الأمور كما كانت عليه في الوقت الذي أعلنت الهند ان باكستان لم تناقش إلا قضية كشمير. كما انه في أكتوبر الماضي 1999م وبعد تشكيل الحكومة الهندية الجديدة أظهرت هذه الحكومة الرغبة في بذل جهود لإقرار حق الكشميريين في تقرير مصيرهم.. ولكن للأسف حدث هذا في الوقت الذي كانت تتم فيه محاولات من الجانب الهندي لعزل باكستان دوليا وقد ظهر ذلك جليا في مؤتمر قمة الكومنولث في جنوب أفريقيا. - كيف ترى الشعب الكشميري الذي تصفه الدعاية الهندية بأنه إرهابي ؟ ان أهل كشمير ذو طباع رقيقة, ومتسامحون لكن الذي حدث هو انه مع بداية القرن التاسع عشر وتحديدا عام 1814 باعت الإدارة البريطانية الهندية ولاية كشمير لتاجر حروب فبدأ يضطهد أهالي الولاية حتى ان الكشميري كان يتعرض للاضطهاد والقمع إذا ثبت انه يملك مجرد قطعة ارض أو اية املاك أخرى حتى ينهبها هؤلاء,ولقد ظل أهل كشمير على هذا الحال حتى عام 1947 ثم عادوا للمعاناة مرة أخرى على أيدي السلطات الهندية منذ اكثر من نصف قرن, ولم يكن أمامهم خيار إلا الكفاح المسلح للحصول على حقوقهم الإنسانية المشروعة في تقرير مصيرهم والدفاع عن كرامتهم ووجودهم وأعراضهم وعقيدتهم وكل شيء ذي قيمة في حياتهم. وهذه بلا شك معضلة ومشكلة قاسية واجهت وتواجه شعب كشمير فإذا ظل صابرا هادئا زعمت الهند ان الناس رضخوا للوضع القائم وإذا احتج او كشف مزاعم نيودلهي المزيفة سلطت الهند عليه سيلا من أساليب الرعب وإذا لجأ إلى الكفاح المسلح وصفتهم الهند بانهم انفصاليون وإرهابيون, ومتطرفون وأصوليون.. اننا في باكستان حكومة وشعبا نجدد ونكرر تعهدنا بالدعم غير المشروط لحق شعب كشمير في تقرير المصير ان شوق شعب كشمير إلى الحرية يقوى يوما بعد يوم, ان القرن العشرين قد شهد انهيار امبراطوريات قوية, وسوف لا يتسامح القرن الواحد والعشرين كثيرا مع الهيمنة الأجنبية وسوف يسود الشعب الكشميري وينتصر بمشيئة الله ان عاجلا أو آجلا. انه لابد ان يتدخل المجتمع الدولي لانه لو لم يتدخل في صراع البلقان لحدثت مجازر اكثر كثيرا مما حدثت وكذلك الحال في كشمير ان لم يتدخل المجتمع الدولي سيظل المدنيين يعانون في كشمير المحتلة أسوأ الظروف ومزيد من القتل والاغتصاب والحرق والقهر في عقر ديارهم. زيارة كلينتون * ما حقيقة ما تردد حول زيارة الرئيس الأمريكي المرتقبة للمنطقة وهل تتضمن باكستان ؟ ـ الرئيس الأمريكي سوف يزور باكستان حيث ان الولايات المتحدة الأمريكية وباكستان قد عقدا أسابيع وشهورا من المناقشات حول عدد من المسائل الثنائية بين البلدين مثل مخاوف الولايات المتحدة من مشكلة الإرهاب والتي أعلنت باكستان مرارا انها تستنكر هذا العمل بكل أشكاله ومظاهره. فضلا عن ان حكومة باكستان تعمل وفقا لقواعد قوانين باكستان ولا أحد يتمتع بحصانة من القانون فإذا خرق أي إنسان القوانين الباكستانية فان واجب الدولة ان تتخذ ضده الإجراءات المناسبة, كما ان باكستان لها هي الأخرى بعض الأمور ذات الأهمية بالنسبة لمصالحها تجاه الجانب الامريكي ويهمها ان تتم هذه الزيارة وتسهم في تخفيف حدة التوتر بين الهند وباكستان, علاوة على ان باكستان حريصة على ان تتعرف على وجهة النظر الأمريكية فيما يتعلق بقانون الاضطهاد الديني الذي اقره الكونجرس الأمريكي حول التمييز بين الأفراد مؤخرا وموقع باكستان من هذا القانون, وكذلك العقوبات الاقتصادية المفروضة على باكستان, وبحث موقف أمريكا الرافض بيع أسلحة ومعدات عسكرية أمريكية لباكستان,وبالرغم من ان هذه المسائل تهم باكستان إلا انها ذات اهتمام مشترك بين الجانبين الأمريكي والباكستاني إلا انه لن ينظر إليها على انها شروط لزيارة الرئيس كلينتون المرتقبة موضحا ان هذه القضايا إنما هي من بين الأمور العادية في الحوار بين البلدين. القاهرة انس المليجي

Email