الجانبان يرحبان بانطلاقة السلام ، فرنسا تحول ديون المغرب استثمارات ، محمد السادس ينادي بشراكة جديدة مع اوروبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس مساء امس الاول الى نمط جديد من الشراكة بين المغرب والاتحاد الاوروبي معربا عن امله في الخروج من الاطار التقليدي للحوار الاوروبي المتوسط وذلك خلال مأدبة عشاء اقامها الرئيس الفرنسي جاك شيراك في باريس على شرفه في قصر الاليزية، ورحبا بانطلاقة محادثات السلام في الشرق الاوسط واعربا عن املهما في احراز تقدم على المسار السوري وكذلك الوضع في العراق وقد تم كذلك توقيع اتفاق يقضي بتحويل ديون المغرب الى فرنسا لاستثمارات. وذكر الملك خلال المأدبة بأن فرنسا تتولى منذ يونيو رئاسة الاتحاد الاوروبي وتساءل (أليست هذه فرصة تاريخية للخروج من الاطار التقليدي الذي بدأ في برشلونة ونقوم معا بعد خمس سنوات بتقييم حدوده وجوانبه الغامضة) . وتابع ان (الوقت ربما حان ايضا لاعطاء البرنامج الاوروبي في منطقتنا لهجة مختلفة تنعش امال المغرب وكثير من الدول في جنوب حوض المتوسط بامكانية ان يطمحوا الى شراكة تكون اوسع وافضل في آن من الشراكة (القائمة) التي اعيد النظر فيها وصححت ونتمسك بها جميعا ربما لمزيد من الوقت ايضا, لكن اقل من الانضمام الذي يمليه علينا العقل والجغرافيا وواقع الحياة اليومية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في بلداننا) . وقد شارك في حفل العشاء رئيس الوزراء ليونيل جوسبان وتسعة اعضاء على الاقل من حكومته اضافة الى رئيس بلدية باريس جان تيبيري ورئيسا وزراء سابقان ريمون بار واديت كريسون والمفوض الاوروبي ميال بارنييه. كما شاركت ايضا ليلى شهيد المندوبة الدائمة لفلسطين في فرنسا والمغنية لين رينو الرئيسة الفخرية للرابطة الفرنسية المغربية وكتاب مثل طاهر بن جلون وفريدريك ميتران اضافة الى ايف سان لوران ولاعب الركبي المغربي الاصل عبد اللطيف بنازي والعديد من الصناعيين الفرنسيين. واكد العاهل المغربي ان احلال السلام في منطقة الشرق الاوسط يظل في مقدمة اولويات بلاده, وجدد التزام المغرب بالسلام العادل والدائم والذي وصفه بأنه (سلام يتجاوز الدول والحكومات ليكون سلام القلوب والعقول) . وقال العاهل المغربي في كلمة القاها خلال مأدبة العشاء (ان الكرامة المستعادة والحرية المتقاسمة ايضا قابلتان للمساومة) مؤكدا ان هذه المبادىء الاساسية هي مبادىء دولية لا يمكن المساس بها شأنها في ذلك شأن الاحترام التام للتزامات المتفق عليها. واضاف قائلا: انني اعني بقولي هذا الاراضي العربية التي مازالت محتلة واخص بالذكر بطبيعة الحال مدينة القدس باعتبارها مكانا للتلاقي والحوار والتعايش يتعين ان يستعيد فيه كل مكانه وحقوقه) . وفي كلمة مماثلة اكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك عزم بلاده على مواصلة (مواكبة مجهودات المغرب على درب التقدم) وقال ان كل واحد منا شريك اقتصادي اساس للاخر, ونحن على استعداد للمضي ابعد من ذلك في هذا الاتجاه سواء تعلق الامر بالخصخصة او بتطوير البنيات التحتية) . كما اكد ان المغرب يمكنه ان يعتمد على دعم فرنسا من اجل تقارب اكبر مع الاتحاد الاوروبي واشاد بقيادة الملك محمد السادس. وقد اشاد العاهل المغربي والرئيس الفرنسي باستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وطالبا بضرورة احراز تقدم على المسار السوري. واعلنت كاترين كولون بعد لقاء الجانبان ان الرئيس والملك يعتبران استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية عنصرا ايجابيا وقد اعربا عن املهما فى احراز تقدم على المسار السورى الاسرائيلى بطريقة محددة فى ضوء اللقاء المرتقب فى جنيف بين الرئيس السورى حافظ الاسد والرئيس الامريكى بيل كلينتون. كما اعربا خلال هذا اللقاء عن ارتباط فرنسا بسيادة وسلامة اراضى واستقلال لبنان وعن توافق وجهات النظر بينهما حول الوضع فى العراق. واعرب شيراك عن قلق فرنسا بشأن تجمد الموقف حول نزع السلاح العراقى. من جهة اخرى افاد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الفرنسي ان فرنسا والمغرب وقعا امس اتفاقا حول تحويل الديون الفرنسية على المغرب الى استثمارات. ويشمل هذا الاتفاق ما قيمته 700 مليون فرنك فرنسي (106 ملايين يورو). ووقع الاتفاق في مقر رئاسة الوزراء بين وزيري الاقتصاد والمالية فتح الله ولعلو وكريستيان سوتر, في ختام غداء يقيمه رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان على شرف العاهل المغربي الملك محمد السادس. وحضر الملك وجوسبان حفل التوقيع. ومنذ ديسمبر 1997 ابرم البلدان اتفاقات عديدة لتحويل الديون الى استثمارات خاصة بقيمة تصل الى 2.7 مليارات فرنك (حوالي 410 ملايين يورو). وفرنسا هي الدائن الاكبر للمغرب مع 22% من اجمالي الدين الخارجي المغربي المقدر بنحو 19 مليار دولار.

Email