ثمانية من خمسة وعشرين مركزا تدب بالحركة، تنشيط الحركة الثقافية في نابلس

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت مدينة نابلس خلال السنوات القليلة الماضية جهودا كبيرة لتنشيط الحركة الثقافية والفنية التي لا يزال البعض يؤكد انها قاصرة ودون المستوى المطلوب في حين يرى آخرون انها حققت نقلة نوعية وكمية الى الامام رغم كل الملاحظات التي لا تزال تعتري هذه الانشطة. ويرى د نزيه خطاطبة مدير وزارة الثقافة في نابلس ان المشكلة الابرز التي يمكن تسجيلها حول هذه المسألة تكمن في الافتقار الى البنى التحتية موضحا ان عدم توفر صالة عرض مجهزة ومناسبة يحول دون تنظيم العديد من الفعاليات الفنية والثقافية سيما خلال فصل الشتاء. ويتجاوز عدد المراكز الثقافية التي حصلت على تراخيص بالعمل في محافظة نابلس 25 مركزا لكن اقل من ثلث هذا العدد فقط تعتبر مراكز فاعلة بينما البقية شبه معطلة او غير فاعلة حسب د. خطاطبة. ويوصف مركز الطفل الثقافي الذي افتتح العام الماضي في نابلس وبلغت تكاليفه حوالي نصف مليون دولار بأنه المتنفس الاساسي لتنظيم الانشطة الثقافية في نابلس وينشط المركز في رعاية وتنظيم مجموعة غنية من الدورات الفنية للصغار الذين تتراوح اعمارهم مابين 6 ـ 14 عاما اضافة الى اشرافه على العديد من الفعاليات. ووصل عدد اعضاء المركز 1500 طفل وطفلة يستفيدون من مكتبة وورش الرسم والكمبيوتر والاشغال اليدوية والمسرح والموسيقى والدمى اضافة الى انشطته التدريبية. واوضحت مصادر المركز ان العديد من الدورات يجري تنظيمها كدورات حرة لمن يريد الاشتراك من خارج دائرة اعضاء المركز هذا خلال العطل الرسمية على وجه الخصوص, ويشير خطاطبه الى تأسيس نواة ناد للسينما سيتم خلال الايام القليلة المقبلة الاعلان عنه وبهدف تنظيم بعض العروض السينمائية والندوات لافلام منتقاة في قاعة مركز الطفل وتبتعد العديد من المراكز الثقافية عن المساهمة في النشاط الثقافي في كثير من الاحيان وتتداخل وتتكرر الفعاليات التي تجري رعايتها او تنظيمها من قبل تلك المراكز. ويقدر مدير مكتب وزارة الثقافة النسبة التي تشكلها الانشطة الثقافية من مجموعة ما تقوم به المراكز الثقافية بـ 10% فقط بينما تتوزع الفعاليات الاخرى على تنظيم الدورات السياسية والاجتماعية وغيرها, وتشرف بعض المراكز على تنظيم دورات للاطفال والشباب لتعلم الرقص الشعبي والموسيقى وتطوير بعض المواهب كالرسم والاشغال اليدوية ويرى ان المراكز الفاعلة والتي لا تشكل ثلث العدد الاجمالي من تعداد هذه المؤسسات تنحصر في تلك التي تحصل على تمويل من مؤسسات اجنبية او عربية او محلية. اما البقية الباقية من هذه المراكز التي تجاوز عددها 25 مركزا فلا تمارس سوى نشاط محدود يكاد يكون موسميا ونوه الى عدم قدرة الوزارة على توفير الدعم الدوري او المنتظم لهذه المراكز رغم انها تقدم لها احيانا مساعدات مختلفة. وتتركز انشطة المؤسسات الثقافية الفاعلة في المحافظة على تنظيم دورات في الدبكة والاشغال اليدوية والرسم والموسيقى للاطفال وذلك وفق القدرات الاستيعابية التي تسمح بها مقراتها الامر الذي جعل من اعداد المستفيدين منها محدودا لضيق المكان او المساحة في معظم الحالات. ويرفض الخطاطبة الرأي القائل بوجود ركود ثقافي في المحافظة موضحا ان نابلس تشهد تنظيم عشرات الفعاليات الثقافية والفنية خاصة خلال فصل الصيف كمهرجان سبطية والتراث ومهرجان فرح ومرح التي باتت منظمة اضافة الى المعارض الفنية والندوات وذلك الى جانب الدورات التدريبية المنوعة وقال على سبيل المثال فان برامجنا كوزارة ان يتم تنظيم معرض مرة كل نصف شهر, ويقول د. عادل الاسطه الناقد والمحاضر في جامعة النجاح الوطنية لم تكن نابلس من قبل مركزا لنشاط لافت للنظر حتى يصبح ممكنا القول انه حدث اليوم تراجع او اضمحلال فيها. ويضيف ان النشاط الثقافي وفي مختلف البلدان غالبا ما يكون في المركز كالعاصمة مثلا ونابلس لم تكن مركزا بل كانت محيطا ما يجعل النشاط الثقافي فيها محدودا وهذا امر طبيعي والحديث عن حركة ثقافية في المحيط يبقى محصورا ونوه الى ان النشاط الثقافي يتم غالبا من خلال الصحف والمجلات ووسائل الاعلام بصورة عامة موضحا ما تلعبه بعض الفعاليات الجادة التي تبادر لها بعض المؤسسات واضاف لكن هذا وفي معظم الاحيان ينحصر ضمن دائرة محدودة من الجمهور مشيرا الى غياب المسرح مثلا ومحدودية بعض الانشطة والفعاليات. ويؤكد خطاطبة مسألتين مهمتين الاولى الاستمرار في تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية المنوعة في مختلف التجمعات والتي بلا شك لها جمهورها مهما كان محدودا او ضيقا والعمل على نشر الوعي الهادف لتوسيع دائرة المهتمين بهذ الانشطة واضاف ان من ابرز الاخطاء التي تقع فيها عدم تكريس الجهود لغايات او اهداف محددة فتجد على سبيل المثال مؤسسة او مركزا ثقافيا ينظم الندوات اضعاف ما يرعاه من انشطة ثقافية يفترض ان يوليها جل اهتمامه.

Email