(الأمة) على شفا الانشقاق ، الخلافات في اجتماع أسمرة تهدد بانفراط عقد المعارضة السودانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

غادر حزب الامة ليل الاربعاء الخميس اجتماعا للمعارضة السودانية في أسمرة لابداء معارضته لاعادة تنظيم التجمع الوطني الديمقراطي (ائتلاف المعارضة الشمالية والجنوبية). وقال احد المشاركين الذي رفض الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان حزب الامة بزعامة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي يعارض انشاء لجنة تنفيذية انتقالية وافقت عليها الفصائل السبعة الاخرى في التجمع. واضاف (سنقوم بما في وسعنا لحل هذه المسألة. لقد وافق الجميع على الخطة باستثناء حزب الامة. واذا لم يوافقوا اليوم (أمس) فسيغادرون) التجمع. وكان المصدر يتحدث قبيل عقد جلسة ثانية في الساعة 13,00 بالتوقيت المحلي (10,00 ت.غ) للبحث في تعليق مشاركة الامة في التجمع كما اوضح المصدر نفسه. ولم يشارك زعيم حزب الامة الصادق المهدي في اجتماع الليلة قبل الماضية ولم يتسن الاتصال بأي مسئول من الحزب صباح أمس. ووافق سبعة من اصل الفصائل الثمانية في التجمع الوطني الديمقراطي الذي يضم المعارضة الشمالية لنظام الخرطوم والمتمردين الجنوبيين على اقتراح احد الاحزاب, (مؤتمر البجا) , بتعليق اللجنة التنفيذية الحالية وانشاء لجنة انتقالية حتى موعد المؤتمر المقبل المقرر في يونيو المقبل. ويضم التجمع الوطني الديمقراطي الى جانب أكبر حزبين شماليين (الأمة) والاتحادي الديمقراطي, الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة العقيد جون قرنق, وفصائل أخرى ثانوية. وكان قرنق دعا الجمعة الماضي في خطاب اتسم بالشدة خلال افتتاح الاجتماع الى اصلاح جذري في بنى التجمع لأنها برأيه مسئولة عن الشلل في قرارات مجلس القيادة وفي اعمال اللجنة التنفيذية. واعتبر المصدر المشارك في الاجتماع ان حزب (الامة يريد عرقلة هذه التعديلات) . واظهر اجتماع أسمرة وجود خلافات عملية حول السياسة التي يجب اعتمادها بعد استبعاد الزعيم الاسلامي حسن الترابي عن السلطة. ويجتاز التجمع الوطني الديمقراطي ازمة خطيرة منذ ان اعاد الصادق المهدي فتح مفاوضات مباشرة مع حكومة الخرطوم في ديسمبر بعد قرار الرئيس السوداني الفريق عمر البشير استبعاد رئيس البرلمان السابق حسن الترابي الذي يعتبر العقل المدبر للنظام في الخرطوم عن السلطة. وقال قرنق مساء الثلاثاء في مقابلة مع وكالة فرانس برس في أسمرة ان (التيار السياسي الاسلامي الذي يتزعمه الترابي غير ديمقراطي بطبيعته ولا يمكنه اصلاح نفسه كما لا يمكن اصلاحه) . واضاف زعيم الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان, ابرز فصيل في التجمع, ان (موقفنا حازم. لقد آن الاوان لزيادة الضغط على تيار الترابي) . وقد اعرب بعض الاعضاء في التجمع الوطني الديمقراطي عن خشيتهم من ان يؤدي احتمال انشقاق حزب الامة عن التجمع الى انشقاق الحزب الاتحادي الديمقراطي بزعامة محمد عثمان الميرغني الذي يرأس ايضا التجمع ما سينجم عنه انقسام في المعارضة بين الأحزاب التقليدية والقوى الحديثة. أ.ف.ب

Email