اكمل بناء تنظيماته لملء الفراغ والضغط على السلطة تجمع الداخل يدعو للحل السياسي مع ضرورة الحذر من مراوغات النظام

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا وفد المعارضة السودانية القادم من الداخل قادة المعارضة في المنفى الى (اليقظة والحذر) للتعامل مع (تكتيكات السلطة ومناوراتها) ولممارسة مزيد من الضغوط على النظام الى حين انجاز الحل السياسي الشامل للأزمة السودانية. والقى كلمة الوفد القادم من الداخل الى اجتماع هيئة قيادة (التجمع الوطني الديمقراطي) المنعقد بأسمرة الامير عبدالرحمن عبدالله نقد الله (عضو قيادي في حزب الأمة). وطمأن نقد الله قادة المعارضة الى ان التجمع بالداخل انجز بناء تنظيماته في العاصمة والاقاليم مع التركيز على الجامعات والتنظيمات الجماهيرية والنقابية تمهيداً (لملء الفراغ السياسي ورفع وتيرة الضغط الجماهيري على السلطة) . واكد وفد الداخل تمسكه بالحل السياسي الشامل للأزمة السودانية مع عدم اغفال (الخيارات) الاخرى تحسباً لمراوغات النظام (الذي يؤمن مكره وخداعه) . وفيما يلي فقرات رئيسية منتقاة من الخطاب الذي القاه الامير نقدالله في الجلسة الافتتاحية لاجتماع اسمرة الجمعة الماضي: * نحيي عبركم فخامة الرئيس أسياسي أفورقي والشعب الاريتري الشقيق ونعبر عن امتنان شعبنا لوقفتهم الأمينة والمشرفة الى جانب الشعب السوداني وستبقى هذه الوقفة صفحة ناصعة في تاريخ العلاقة بين الشعبين الشقيقين وعربون مودة واخاء صادق يؤسس لمستقبل مشترك واعد ومشرق. والتحية لشهدائنا الابرار الذين قدموا ارواحهم فداء لوطنهم وشعبهم. والتحية للمقاتلين الاشاوس في الصفوف الامامية في جميع مناطق العمليات وهم يحملون رقابهم والسلاح في أكفهم دفاعاً عن الشعب والوطن ومن اجل كرامة الانسان السوداني وسعادته. * السودان يمر الآن بأدق المراحل, الأمر الذي يتطلب قدراً أكبر من اليقظة والحذر ووحدة الصف ووضوح الرؤى والهدف, فمشوار الحل السياسي يتطلب اضافة لكل ذلك جدية التعامل مع تكتيكات السلطة ومناوراتها ومزيدا من الضغوط عليها وصولاً لتحقيق الغايات المنشودة ويقيننا ان السودان يحتاج لصيغة التجمع الوطني الديمقراطي لفترة طويلة قادمة تتجاوز انجاز الحل السياسي الشامل, لحماية وتجذير الدولة الديمقراطية, دولة المؤسسات والمجتمع المدني والمساواة والعدالة الاجتماعية بالاتفاق على الحد الادنى في كل برامج النهضة والحداثة والتطور والعمران. * لقد أنجز التجمع الوطني الديمقراطي في الداخل بناء تنظيماته في العاصمة والاقاليم وفي مجال التنظيمات الجماهيرية والنقابية وتشهد الساحة السياسية صعوداً متصلاً على صعيد الحركة الجماهيرية ودخلنا بالفعل مرحلة جديدة لملء الفراغ السياسي المتاح ورفع وتيرة الضغط الجماهيري على السلطة وعلى سبيل المثال في المجال الطلابي يتواجد التجمع الوطني في عشرين جامعة من أصل اربعة وعشرين لها قيادات موحدة ومركزية واحدة ورغم ظروف الملاحقة والفصل والتشريد يقاوم طلاب التجمع سياسات النظام الرامية الى تكبيل الحركة الطلابية وتزييف ارادة الطلاب وعزلهم عن قضايا شعبهم. * ان فشل اجندة النظام الأيديولوجية وتفاقم مشكلاته وازماته الداخلية والتصدي الباسل من شعبنا للنظام ومحاصرته داخلياً وخارجياً اجبرته على التراجع واتاحة هامش من الحريات محدود, فأجهزته الامنية قائمة بدورها في القمع والارهاب لا سيما في أقاليم السودان المختلفة وما زالت السلطة تماحك في تنفيذ ما هو مطلوب لتهيئة مناخ الحوار خاصة مجال الحريات الأساسية, حرية التنظيم وحرية العمل النقابي, والسلطة المنقسمة على نفسها جعلت من موضوع الحل السياسي مجالاً للمزايدة بينهم. * ان التجمع الوطني الديمقراطي قد ارتضى الحل السياسي الشامل خياراً اصيلاً بالتكامل مع الخيارات الاخرى كوسيلة للوصول الى حلول جذرية للأزمة السودانية لا تصالحية ولا ثنائية ولا جزئية ولا تهدف الى المشاركة بل تهدف لاسترداد الديمقراطية والسلام والعدل والمساواة وتصفية دولة الحزب الواحد لصالح دولة الوطن والمحاسبة العادلة لكل من ارتكب جرما في حق الوطن والمواطنين والمحاسبة لا تعني التشفي فهناك غبن وظلم وشيء من الحقد تولد في نفوس البعض كنتاج طبيعي لظلم النظام بالتقتيل والبطش والتشفي, كما اصبح التعدي على المال العام وحرمته سمة من سمات النظام وتفشت ظواهر المحسوبية واستغلال النفوذ بشكل مريع ومفزع ناهيك عن انتهاكات حقوق الانسان بالترويع والارهاب, فمثل هذه القضايا ان لم تحسم وفق ضوابط صارمة وعادلة عمت الفوضى ولأخذ كل صاحب حق حقه بيده الامر الذي لا يرتضيه ولا يقره شرع ولا عرف. * ان التمسك بأسس الحل السياسي الشامل الهادف الى استعادة الديمقراطية والحريات وتفكيك دولة الحزب الاحادي المتسلط واقامة الدولة المدنية الديمقراطية بديلاً للدولة الدينية القاهرة, ووصولاً الى كل تطلعات شعبنا المشروعة كل ذلك يتطلب عدم اغفال خياراتنا الاخرى بل من الضروري التأكد من جاهزيتها, تحسباً للفشل في الوصول الى المبتغى بسبب تماطل النظام ومراوغته, والوقت لا يسمح وشعبنا قد ضاق ذرعاً وعيشته وصلت حد المستحيل, والنظام لا يؤمن مكره وخداعه ونقضه للمواثيق وخيانته للعهود. * نحن في الداخل تمددنا في كل مساحات الحرية المنتزعة واتخذنا التدابير الكفيلة بتوسيع حركة النضال الجماهيري واصبحت التعبئة العامة اجندة للعمل اليومي وتحويل شعار الحل السياسي الشامل الى معركة سياسية جماهيرية نضمن بها وفاء النظام بما التزم وما سيلتزم به في المستقبل القريب بإذن الله, فالحل السياسي الشامل لا يأتي الا عبر التصعيد الجماهيري المنظم في الداخل وذلك يتطلب منا الجهد, والدعم المادي والمعنوي منكم وتكثيف الاتصالات الدبلوماسية لمحاصرة النظام والتصدي لمناوراته وتكتيكاته وكشف أباطيله. أسمرة البيان

Email