الأولى في الرباط والثانية في الدار البيضاء مظاهرة مؤيدة واخرى مضادة لحقوق المرأة بالمغرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

جرت تظاهرة ضخمة صباح امس في مدينة الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمغرب, احتجاجاً على مشروع حكومي يقترح منح المرأة حقوقا وصفها الاسلاميون بأنها مفروضة من الغرب عارضتها اخرى نظمتها الجمعيات النسائية واحزاب اليسار في الرباط ضمت نحو 80 ألف شخص. وتعد هذه المرة الاولى التي تسمح فيها السلطات المغربية بتنظيم مظاهرة اسلامية منذ اعتلاء العاهل المغربي محمد السادس العرش في يوليو الماضي. وشارك في التظاهرة نصف مليون شخص حسب منظميها و80 الفا حسب الشرطة و200 الف حسب الصحافة. واحتل المتظاهرون في جو نظامي الى حد كبير, الرجال من جهة والنساء من اخرى, جادة كبيرة سميت مؤخرا شارع محمد السادس يبلغ عرضها ستين مترا على مسافة تتراوح بين ثلاثة الى اربعة كيلومترات. ودعا للتظاهرة اكبر حركتين اسلاميتين في المغرب وهما حزب العدل والتنمية (يمثله 12 نائبا في المجلس الوطني) وجمعية العدل والاحسان المحظورة, واللتان تتحالفان لاول مرة. وتصدر التظاهرة قياديو جمعية العدل والاحسان التي تعتبر اكثر راديكالية. وتصدر المسئول الثاني في جمعية العدل والاحسان فتح الله ارسلان ونائب الدار البيضاء مصطفى رميد صف الرجال بينما تصدرت صف النساء نادية ياسين ابنة الشيخ عبد السلام ياسين زعيم الجمعية الموجود رهن الاقامة الجبرية منذ عشر سنوات. وردد المتظاهرون شعارات مناهضة لمشروع الحكومة الذي يهدف لادماج المرأة في التنمية ويتضمن اجراءات منها رفع سن الزواج للفتيات من 15 الى 18 سنة وتقاسم الممتلكات في حال الطلاق ومنع تعدد الزوجات وهو ما تعتبره الجمعية مخالفا للشريعة الاسلامية. واعلنت نادية ياسين في بداية المسيرة ان (المغربيات ترفضن المشاريع التي يفرضها الغرب بينما تعترف الشريعة بحقوق المرأة المسلمة وتحميها) . واستقدمت الحركتان المنظمتان مناصريهما من جميع انحاء المملكة بواسطة الحافلات والقطارات في محاولة لاظهار قوتها وتصميمها على مواجهة (قوى التقدم) الممثلة في الحكومة في هذه التظاهرة الاسلامية الاولى في عهد الملك محمد السادس. في المقابل نظمت حوالي مئة جمعية انسانية تظاهرة في الرباط امس دعت اليها الاحزاب الممثلة في الحكومة واحزاب اليسار واليسار المتطرف شارك فيها حوالي 80 الف شخص من النساء والرجال بحسب منظميها و15 ألفا حسب الشرطة. وردد المتظاهرون شعارات معادية للعنف والتهميش الذي تعاني منه النساء في المغرب مؤكدين دعمهم للمشروع الحكومي. وشارك معد المشروع سعيد سعدي كاتب الدولة لشئون الحماية الاجتماعية والعائلة والطفولة في التظاهرة الى جانب وزير الاستثمار الفلاحي محمد اليازجي والوزير المكلف العلاقات مع البرلمان محمد بوزوبعة. وتطالب المنظمات التي دعت الى هذه التظاهرة تحقيق المساواة بين الرجال والنساء في جميع المجالات فضلا عن مراجعة قانون الاحوال الشخصية المطبق في المغرب. أ.ف.ب

Email