العناني: هل يبقى العرب (مقاولين من الباطن للآخرين)

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتقد الدكتور جواد العناني نائب رئيس الوزراء الأردني السابق ركون العالم العربي الى حالة (المقاولين من الباطن لما يصنعه الآخرون) . وطالب في اللقاء الشهري لمنتدى الفكر العربي بضرورة تعاطي المفكرين العرب بإيجابية مع التحديات والفرص المصاحبة للعولمة دون تهوين أو تهويل . واستعرض العناني خلال اللقاء اتجاهات ندوة (العولمة والعالم العربي) التي عقدت في تونس مؤخرا وبمشاركة الأمير الحسن بن طلال. وتحدث د. العناني حول التيارات الثلاثة التي سادت أوساط المشاركين العرب في ندوة تونس حيال العولمة, إذ كانت هناك فئة متحمسة لها وتراها حتمية, بينما وقفت فئة ثانية من المفكرين العرب, وتشكل أغلبية, ضد العولمة وترى فيها تهديدا للعائلة واللغة والثقافة والاقتصاد وترى عواقبها وخيمة على العرب, ووقفت مجموعة ثالثة بين المجموعتين ورأت في العولمة فرصا وتحديات لم نستعد لمواجهتها بعد. وقدم العناني عرضا لما يتصوره في المستقبل من تأثيرات للعولمة بما فيها من فرص وتحديات, إذ بدا أكثر إنحيازا للمجموعة الثالثة بعد أن قدم عرضا موضوعيا للتيارات التي سادت الندوة وهي ذات التيارات السائدة في الساحة الفكرية العربية عموما. رأى المحاضر أن الثقافة في عصر العولمة ستأخذ منحى مختلفا وتحدث عن الخلاف حول تعريف الثقافة التي يعتقد أنها بناء الوعي والإدراك ليكون الإنسان أكثر قدرة على فهم ما يجري حوله. وقد خالفه محمود الشريف في تعريف الثقافة التي رأى أنها كل ما له علاقة بشخصية الأمة : الدين والعادات والذاكرة الجمعية والحس القومي الواحد وحتى الخرافات. وقد أبرز العناني عددا من التحديات التي تواجه العرب, وتساءل: أين يقف العرب منها؟ وهل يبقى العرب (مقاولين من الباطن لما يصنعه الآخرون) , إذ أننا نتحدث الآن عن ترتيبات ملزمة في منظمات دولية, فقد أصبح الأردن العضو رقم 136 الذي يدخل منظمة التجارة العالمية وحيث هناك شروط ملزمة لاتفاقية الجات وغيرها من التحديات التي تواجهنا فالعالم العربي ما زال أقل مناطق العالم عولمة وجذبا للاستثمارات الأجنبية من حيث حجم الصادرات (باستثناء النفط ) وحجم المستوردات كما جاء في آخر تقرير للبنك الدولي ومع ذلك فإننا أكثر الناس حديثا عن مخاطر العولمة. فالمنتسبون للإنترنت في الوطن العربي حتى نهاية عام 1999 5.0% من مجموع المشتركين في العالم, لكن المحاضر رأى إمكانية خلق تحالفات اقتصادية يشارك بها العرب لصناعات لم يعد الغرب مهتما بها مما سيساهم في تحسين أوضاعنا. وحول عولمة حقوق الإنسان ومدى تعارض ذلك مع السيادة الوطنية لكل دولة, تساءل العناني حول: مستقبل السيادة الوطنية في عصر العولمة وتحدث عن الكتاب الجديد الذي صدر في فرنسا تحت عنوان: (موت الدولة القطرية) والذي يشرح بتفصيل شديد إمكانية تراجع السيادة الوطنية إلى حد الإنقراض في عصر العولمة. وفي نهاية حديثه طالب المحاضر المفكرين العرب بأن يكونوا إيجابيين وأن يبادروا لتقديم فكر جديد يتعامل مع المتغيرات. وكان د. علي عتيقة أمين عام المنتدى قد أدار الحوار وأعطاه حيوية شديدة باستنتاجاته بين الحين والآخر وعلى مدى ساعتين من الزمن, وكان قد بدأ تقديمه للمحاضر بتعريف للعولمة يرى فيها إمبراطورية القرن الجديد تحميها وسائل حديثة, دون أعلام ودون جيوش. عمان ـ البيان

Email