دمشق ترحب بجهود الوساطة المصرية السعودية، باراك يتراجع عن الاعتراف بوديعة رابين

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط ترحيبها بجهود الوساطة العربية التي تقودها مصر والمملكة العربية السعودية طالبت دمشق بترجمة اعتراف رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك بوديعة رابين الى تعهد خطي بالانسحاب الى خط الرابع من يونيو 67 من الجولان وهو الاعتراف الذي تراجع عنه باراك لاحقاً والذي بعث برسالة الى عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني يزعم فيها انتظاره لاستئناف المفاوضات. الترحيب السوري بالجهود المصرية السعودية الرامية لانقاذ السلام من جموده الراهن ومخاطر الانفجار جراء الاحتقان اوردته الصحف الرسمية في دمشق امس. واعتبرت صحيفة (البعث) الجولة التي بدأها الامير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد بالمملكة العربية السعودية والتي تشمل مصر وسوريا ولبنان بأنها تأكيد على التنسيق السعودى المصرى السورى اللبنانى مما سيعطى للأمة دفعا قويا يواجه سياسة العدوان والتهديد. وقالت صحيفة (تشرين) ان موجه التضامن العربى مع سوريا ولبنان وضعت حكام اسرائيل في مأزق شديد لاسيما وان سياسة التعنت والتسويف الاسرائيلية هى التي ادت الى تعطيل المباحثات مع سوريا وتصعيد أعمالها ضد لبنان. واشارت الى تجديد الراعى الامريكى تمسكه بمواصلة جهوده لدفع عملية السلام الى الامام والذى جاء على خلفية اعتراف باراك بوديعة رابين. وقالت ان التنسيق يظل ضمانة السلام الحقيقى. وفيما يخص اعتراف باراك بوديعة رابين طالب فايز الصائغ المدير العام لوكالة الانباء السورية باعترافات اسرائيلية اخرى تفتح الطريق امام السلام العادل والشامل. واضاف الصائغ في تعليق نشرته صحيفة الثورة الرسمية (ما يهمنا ان يقترن اعتراف باراك الشفوي باعترافات عملية في مقدمتها اقرار ترسيم خط الرابع من يونيو باعتبار ذلك يشكل جوهر الوديعة المعترف بها) . ومضى المسئول السوري قائلا (بذلك تزول ابرز العقبات امام استئناف المفاوضات والعودة الى شبردزتاون) في اشارة الى المكان الذي عقدت فيه الجولة السابقة من محادثات السلام السورية الاسرائيلية في الولايات المتحدة في الفترة بين الثالث والعاشر من يناير الماضي. وتقول مصادر دبلوماسية ان اتصالات دبلوماسية ورسمية تجرى حاليا من اجل حل المسائل العالقة التي تعرقل عقد جولة جديدة من المفاوضات المتوقفة. لكن الحكومة الاسرائيلية نفت من جهتها صحة انباء قرب استئناف المفاوضات مع سوريا وقالت أنه ليس هناك في المرحله الراهنه اى اشارات تدل على ذلك. وتراجع متحدث بإسم ديوان باراك عن الانباء التي نشرت في تل ابيب عن ان الاخير اعترف خلال جلسه مجلس وزرائه مؤخراً ان اربعه رؤساء حكومات سابقين كانوا على استعداد للانسحاب من هضبة الجولان الى حدود الرابع من يونيو 1967 ونفي المتحدث صحة ذلك مؤكدا ان باراك نفسه لايؤيد هذا الانسحاب. واضاف المتحدث ان باراك اكد خلال الجلسة أنه سيبلور موقفه من مسألة خط الحدود المستقبلى مع سوريا وفق المقترحات حول الترتيبات الامنيه وتطبيع العلاقات التي ستتلقاها اسرائيل من دمشق. وكانت الاذاعة العبرية زعمت امس الاول ان اسرائيل تنتظر الحصول على اجوبة من سوريا تخص موضوع استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين وذلك في ضؤ التصريحات الاخيرة التي ادلى بها ايهود باراك رئيس الوزراء الاسرائيلى حول هذا الموضوع. واضافت الاذاعة (أنه يستشف من تقارير سرية تلقتها اسرائيل أن سوريا مرتاحة من تصريحات باراك وان الرئيس السورى حافظ الاسد اصدر تعليمات باستئناف المفاوضات مع اسرائيل في غضون عشرة ايام) . وفي اطار الحديث نفسه عن انفراجة مزعومة من قبل المصادر الاسرائيلية ذكرت الاذاعة العبرية ان بنيامين اليعازر وزير الاتصالات الاسرائيلي نقل الليلة قبل الماضية رسالة من باراك لولي عهد الاردن الملك عبدالله الثاني اضافة لطوابع تذكارية للعاهل الراحل الملك حسين. ونقلت الاذاعة عن صحيفة (معاريف) العبرية القول ان الرسالة تؤكد ان اسرائيل تنتظر الان استئناف المفاوضات مع سوريا في اعقاب التطورات الاخيرة وتصريحات باراك حول الانسحاب لخطوط الرابع من يونيوعام 1967. واضاف ان العاهل الاردنى ابلغ الوزير الاسرائيلى بأن هذه التطورات والمعلومات ايجابية وتلقى الاستحسان في دمشق. وكانت الخارجية الامريكية نفت امس الاول ما تردد بشأن اعلان وشيك حول تحقيق انفراجه على المسار السورى الاسرائيلى. وقال جيمس روبن المتحدث بإسم الخارجية الامريكية ردا على سؤال حول الانباء التي ترددت بشأن استئناف المحادثات السورية الاسرائيلية في مارس المقبل ان الولايات المتحدة مازالت تجرى اتصالات على مختلف المستويات مع سوريا واسرائيل بهدف كسر حالة الجمود في المفاوضات غير أنه وصف مسألة (الاعلان الوشيك) بأنه مجرد شائعات لا اساس لها من الصحة. الوكالات

Email