د. حسن مكي .. الخبير السياسي السوداني في حوار مع (البيان) :الترابي استقوى على البشير بأهل الريف عندما شعر بفقدانه دعم الصفوة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الدكتور حسن مكي باحث وخبير سياسي معروف في السودان باعتباره اكاديميا متخصصا في تتبع شئون الحركة الاسلامية التي انتمى إلى صفوفها وهو في مقتبل العمر قبل ان يصبح احد ناشطيها المعروفين منذ الستينيات وحتى قيام نظام (الانقاذ) الحالي.لكن مكي بدأ منذ فترة مبكرة من عمر هذا النظام يجاهر بآراء كانت من (المحرمات) آنذاك وبعضها إلى الان. ويبدو أن ذلك تسبب في عزله عن دوائر صناعة القرار. ورغم حرص قادة النظام الحاكم على الابقاء على (شعرة معاوية) بينه وبينهم, فان مكي لا يتورع عن الخوض في رصد وتحليل المواقف التي يفرزها الصراع بين الاجنحة المتنافسة داخل النخبة الحاكمة, بصراحة ومعرفة يحسد عليهما. وفي سياق هذا الحوار يلقي مكي اضواء كاشفة على الصراع الذي طفح إلى السطح مؤخرا بين (شيخه) السابق الدكتور حسن الترابي, والرئيس السوداني الفريق عمر البشير على خلفية الفصول المثيرة التي شهدتها أروقة الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) ابان انعقاد المؤتمر العام لهذا الحزب, ويشير مكي ـ وهو استاذ جامعي ـ إلى ان التحالف بين البشير والترابي سيستمر لان الرجلين بحاجة إلى بعضهما الان, وقال ان الترابي (الطموح جدا) لجأ إلى جر اهل الريف إلى صفه في الصراع بعد ان فشل في اقناع الصفوة في العاصمة. واعتبر ان البشير سجل نقطتين (في مرمى) الترابي رغم ان الاخير نجح في (التنكيل) بموقعي (مذكرة العشرة) وتطرق مكي إلى موضوع الوفاق الوطني والمعارضة بالمنفى, وقال في هذا الجانب ان على الزعيم المعارض, رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي ان يستقل اول طائرة متجهة للخرطوم لان مكانه لايزال شاغرا ويمكنه ان يراهن على الشارع السوداني. وفيما يلي نص الحوار: سلاح الجماهيرية * مؤكد انك تابعت ما دار في جلسات المؤتمر التأسيسي العام للحزب الحاكم وما برز فيه من صراع.. كيف تنظر الى هذا الصراع وما هي اوجه الشبه بينه وبين صراع الحركة الاسلامية ابان مؤتمر 1969م الشهير؟ ــ في تقديري ان هذا المؤتمر هو مرحلة من مراحل التطور الذي تشهده الحركة الاسلامية ويمكن مقارنته بمؤتمر 69م لانه ناقش ذات الموضوعات مثل توحيد القيادة ومفهومية العمل السياسي وعلاقته بالحركة, والفارق بين المرحلتين ليس في طبيعة القضايا ولكنه في مراحل التطور التي وصلتها الحركة, فآنذاك كانت الحركة الاسلامية حركة صفوية والان هي حركة جماهيرية حاكمة ولكن الاسئلة لاتزال مطروحة حتى الان. خلال المؤتمرين استطاع الدكتور الترابي ان يحسم الصراع لصالحه وان يتجاوز بحنكته السياسية من خالفوه الرأي. ففي المرة الاولى تجاوز المجموعة الصفوية التي كانت تتمترس خلف شعارات التربية والدعوة وكان يقودها الدكتور جعفر شيخ ادريس ومحمد صالح عمر وآخرون. وهذه المدرسة تفرقت بها السبل فبعضهم توفى وبعضهم غادر صفوف الحركة الى مسارب سياسية اخرى وبقي الترابي في مكانه. واذا كان الترابي قد تجاوز من قبل المدرسة الصفوية فهو الان يكرر ذات الامر في هذا المؤتمر ويحاول ان يتجاوز المدرسة التقليدية الموجودة وبذات السلاح (الجماهيرية) ولكن تبقى بعض الاتكاليات. * ما تلك الاشكاليات وهل يستطيع الترابي ان يتجاوزها؟ ــ اولا المتابع لحركة الصراع داخل المؤتمر الوطني ونتائج الانتخابات التي جرت داخل اروقة الحزب الحاكم يجد ان الامر كان مبيتا, وكانت هناك (هندسة انتخابية) . هذه الهندسة الانتخابية ضيقت فرص الصفوة وهي اقلية. وهذه الهندسة جاءت فجأة وخلسة بأن اعطت 75% من المقاعد للقادمين من الولايات وتم تصفية الكلية القومية وهي التي كان بها عدد كبير من قيادات الحركة الاسلامية, وكأنه لم يعد هناك قومي غير الترابي والبشير والاربعة الذين حولهم, وهذه مسألة تحتاج الى حوار لان كثيرا من الاسلاميين والقوميين اضطروا للرجوع الى جذورهم وجهوياتهم حتى يستطيعوا المنافسة والدخول الى المناصب القيادية. وهذه قضية مثيرة للجدل وتستحق جانب المناظرة. الامر الثاني ان قيام المؤتمر بهذا الحجم وهذا التنوع قطعا يعد حدثا فريدا ويستحق ان يسجل في سجل اهم الاحداث التي مرت على السودان في تاريخه السياسي منذ الاستقلال. لان مثل هذا الحشد لا يجتمع الا في دور الرياضة وحتى في دار الرياضة لا يكون مرصودا بهذه الدقة. صراع الاجنحة * هل تعتقد ان المؤتمر التأسيسي عالج فعلا القضايا لحل الخلاف داخل الحزب الحاكم وخاصة قضية لمن تكون المرجعية؟ ــ لا.. مازال الخلاف على المرجعية مستمرا ولاتزال المرجعية داخل الحزب الحاكم ثنائية وبها ازدواجية. وذلك ليس بعيدا عن ظاهرة الثنائية التي تسيطر على الساحة السودانية منذ زمن بعيد, واذكر على سبيل المثال الحكم الثنائي وثنائية السيدين على الميرغني وعبدالرحمن المهدي وثنائية الحكم المكون من رئيس دولة ورئيس وزراء, والان نحن في عهد الثنائي البشير والترابي. ولكن الثنائية الاخيرة ليست حلا لمشكلة المرجعية. وازيدك ان هذه الثنائية تعود الى ان الترابي فشل في تحرير مشروعه كاملا وكان له مشروع (صفوي بحت) يقوم على مبدأ توحيد القيادة, وكان من المقرر ان تحسم هذه الدورة للمؤتمر الوطني قضية النظام الاساسي وانتخابات هيئة الشورى والامين العام. ولكن فرضت عليها اجندة من ضمنها اعطاء البشير دورة ثانية لرئاسة الجمهورية وهذه لم تكن موجودة في مشروع الترابي. والامر الثاني هو ان يصبح البشير الشخصية الثانية في المؤتمر الوطني وذلك برئاسته للمكتب السياسي. ومشروع الترابي لم يكن يسمح بذلك وان كان ليس ضد ذلك. وعموما كانت خطة الترابي تهدف الى ان تكون القيادة موحدة وان يترك للامين العام قضايا الترشيح وبعدها فليكن البشير في منصب الرجل الثاني. ولكن ان يأتي الامر على شكل موازنات وتوازنات بينه والبشير فهذا ما يرفضه الترابي. ولاشك ان ما حدث كان اختراقا للتصور العام الذي وضعه الترابي لوحدة القيادة. وهذا الاختراق احدث خللا وتفجيرا للتصور الهندسي الذي قام عليه المؤتمر الوطني. ومن المهم جدا في هذا الاطار ان اشير الى انه ليس هناك صراع شخصي بين د. الترابي والفريق البشير, انما الصراع صراع اجنحة. وانا اعتقد ان الرجلين يعلمان انه لا فكاك من تحالفهما معا ولا يستطيع احدهما ان يستغني عن الاخر. والمعادلة التاريخية التي قامت عليها (الانقاذ) هي تحالف القوة والفكرة, القوة تمثلها القوات المسلحة والفكرة تمثلها الحركة الاسلامية. وبما ان العمل السياسي عبارة عن جولات يمكنك ان تكسب واحدة وتخسر الاخرى, فان الترابي نفسه شعر ان الامور لم تعد كما كانت في السابق. وهذا بدا واضحا في حركته الاخيرة ولجوئه للريف وخروجه من العاصمة, ونحن نعلم ان العاصمة هي مركز الاشعاع والثقافة. فخروج الترابي يعني انه لم يجد ما كان يتمتع به في اوساط المثقفين من طاعة دون اشراك في الرأى. واعتقد انه قد وعى هذا الدرس تماما. الدرس الثاني هو عندما رشح عثمان عبدالقادر (المنشق عن المهدى) لرئاسة هيئة الشورى وقد يكون الترشيح من الناحية السياسية صحيحا ولكن رؤية الاغلبية كانت مع عبدالرحيم (قيادي اسلامي) الذي لم يكن موجودا في الاجتماع ولا حتى في داخل السودان. وتم اختيار الاخير رئيسا لهيئة الشورى وفشل مرشح الترابي. فهذا يؤكد ان الترابي لم يعد بامكانه وحده ان يمرر مشروعاته كما في السابق. وهذا مؤشر جديد داخل الحركة الاسلامية. وعلى كان حال انا مرتاح لما حدث واعتقد انه بداية لتغيير كبير في المنهج والسلوك وارجو ان كان للترابي ثورة تصحيحية أو اصلاحية ان يشرع فيها, لانه من المؤكد بأن الظروف قد لا تسمح له مره اخرى لا بحكم سنة ولا مقدراته على متابعة التيار الجارف للتقلبات السياسية. تشتيت مجموعة العشرة * تحدثت عن ان الصراع داخل الحزب الحاكم باعتباره صراع اجنحة لاصراع اشخاص فماذا تعنى بهذا؟ ــ المقصود من ذلك انه هناك رؤى مختلفة. وصراع الاجنحة امر طبيعي في السياسة, ففي الحزب الحاكم مجموعتان, المجموعة السلطوية والمجموعة الايديولوجية وايضا توجد مجموعات جهوية, كل هذه المجموعات تحاول ان تتمترس لتحقيق مصالحها. والملاحظ ان (مجموعة مذكرة العشرة) المذكرة التي كانت تحاول ان تدخل اصلاحات محددة كواحدة من هذه المجموعات كانت هدفا للترابي في هذه المرحلة, ونجح بالفعل في تشتيت شمل هذه المجموعة. * لوحظ في هذا المؤتمر الحركة الاسلامية نفضت الغبار عن الكثير من كوادرها القديمة وبدا واضحا ان هناك اتجاها لتقليص الكوادر الوافدة فهل هذا اتجاه جديد؟ ــ هذا صحيح ولكنه امر محزن فأنا شخصياً مع التوسع والانفتاح. لكن الحقيقة هي ان الاسلاميين قلقون بطبعهم وربما لانهم يرون ان الهجمة الامريكية الشرسة تحتاج لعناصر متماسكة او ربما لانهم يخشون ان تقصف بهم التعددية السياسية وربما كان هناك فقدان للثقة في العناصر القومية ولأنه هناك شعور لدى بعض (الاخوة) بأن العناصر القومية هي التي تحرض البشير ضد التنظيم وضد الترابي. ولكن على كل حال اعتقد انه حتى الاسلاميين الذين جاءوا يتمتعون بقدر من القومية. فمثلا د. عبد الرحيم علي هو شخصية قومية ومؤهلة تأهيلاً وله خبرة سياسية وله قدرات تفاوضية جيدة وهو عضو في لجنة حوار الاديان وطاف العالم ورئيس في جامعة أدنبرة وحصل على الدكتوراه في علم صعب جداً وهو علم اللغويات وله علاقات مع كافة الوان الطيف السياسي. طموحات الترابي * من واقع اجاباتك السابقة وشكل الصراع المحتدم خلف كواليس الحزب الحاكم الا ترى ان الترابي يتطلع لقيادة الجهازين التنفيذي والسياسي في السودان؟؟ ــ ربما واذا كان مشروع الترابي اجيز هو لكان الامر اكثر وضوحاً ولكن تصدر الترابي هذا تم اختراقه باعتماد البشير كمرشح للمؤتمر الوطني لرئاسة الجمهورية لفترة ثانية. وهذا لا يجوز لان الترابي يرفض البشير ولكن لان تصور الترابي وايمانه هو ان تحكم مؤسسات المجتمع المدني ممثلة في النقابات والاحزاب والصفوة الاكاديمية والقبلية ولا يؤمن بحكم الجيش. ولذلك فانه يرى عدم جدوى الاستمرار في الاحتماء بالجيش. وهو ضد ظهور البشير بالبزة العسكرية لانه يرى ان كان البشير وهو عسكري في المؤتمر الوطني ما الذي يمنع نائبه ان يكون في حزب الامة او ان يكون في الحزب الشيوعي. وهذا معناه تعرض قومية القوات المسلحة للاهتزاز. وجنوح الترابي الى حكم مؤسسات المجتمع المدني ليس وليد (مذكرة العشرة) كما يعتقد البعض ولكنه ايمان عميق لدكتور الترابي. واقول انه كان قد حدثني بعد عودته من كندا في اعقاب ما تعرض له من اعتداء هناك, حدثني انه من امنياته ان يطوف السودان كله ويبني المؤتمر الوطني وان يعبر به حيزه السياسي ويشارك به الاحزاب ويهزمها في انتخابات سياسية نظيفة هذا هو برنامج الترابي وطموحه. تطلعات البشير * دعنا ننتقل الى الطرف الآخر وهو الفريق البشير الا ترى انه تخلى عن الذين ساندوه وخاصة اصحاب (مذكرة العشرة) وفضل الاستمرار بعد ضمانه بأنه سيستمر لولاية ثانية؟؟ ــ هنا لا يمكن الجزم لان السياسية خسران ومكسب. وطبعاً البشير في هذه الجولة سجل نقطتين على الترابي, واعتقد انه من الضروري للدكتور الترابي ان يعمل على تصحيح وضعه واعتقد ان الترابي ما كان يريد لهذا المؤتمر ان يجدد رئاسة جديدة للبشير وكان يطمع في ان يترك هذا الامر ليحدوه مستقبل العمل السياسي. القضية الثانية في تصور الترابي انه حتى اذا كان لابد من ان يكون البشير مرشحا للمؤتمر الوطني في جولة الانتخابات المقبلة فعليه ان يتخلى عن عسكريته ويصبح مرشحاً مدنياً. ولكن هذا هو السودان... فهنا الفرق كبير بين التصورات وحقائق الواقع. انا مثلا من الذين ينادون بأنه لابد من وجوه جديدة وكنت اتمنى لو ان هذا المؤتمر كان له من الشجاعه والقدرة على انتخاب امين عام جديد غير الترابي ويحدد شخصا آخر كمرشح لرئاسة الجمهورية غير البشير. وهذا لم يتم والمجموعة التي كان لها ساقان يحملانها وتشجعت وقدمت (مذكرة العشرة) الآن نكل بها, ولكن المهم في الامر ان البشير لم يجد ما يصبو اليه ولا الترابي وجد كذلك ما يريد. هذا يعني ان هناك وعيا جديدا داخل صفوف الحركة الاسلامية ونحن نراهن على هذا الوعي بأنه يستطيع ان يحدث التغير وتقديم وجوه جديدة لقيادة الحركة والبلاد خلال الفترة المقبلة. كروت رابحة وخاسرة * البيان: يرى البعض ان كل جناح في الحزب الحاكم يشعر بالهزيمة يلجأ لرفع شعار الوفاق ليستعيد به مكانته داخل الحزب هل هذا صحيح وفي تقديرك هل سيمضي الترابي قدما في تحقيق المصالحة الوطنية؟ ــ اولا دعني اقول ان القضية الاهم هي قضية الحريات لان الوفاق يعني الاحزاب. انا ضد تأميم الحريات والحركة الاسلامية هي اكثر الجهات التي تضررت من تأميم الحريات. واعود لملاحظتك وهو ان جناح داخل الحزب الحاكم يحس بضعف موقفه يلجأ الى رفع شعار الوفاق والحريات. واوافق على ذلك وارى ان السبب في ذلك يكمن في ان الوفاق اصبح هو البطاقة الرابحة. وانا اعتقد ان الترابي بحنكته السياسية ومقدراته التي تمكنه من اللعب بالاوراق الرابحة يستطيع ان يأخذ هذه الشعارات ويبلورها في التوالي السياسي. والوفاق. وقطعا ان هذا الرهان سيكتب ولسوء الحظ ان البشير اخذ بالاوراق الخاسرة. النفق المظلم * دعنا نسأل عن تأثير هذا الصراع على المشروع المطروح من قبل الحركة الاسلامية وهل شغلت السلطة قياداتها عن الدين؟؟ ــ هذا سؤال جيد... انا اعتقد ان على الترابي مراجعة مشروعه الذي فرض عليه ان يقوم على ثنائية اذ لابد من توحيد المرجعية. الامر الثاني هو ان قضايا السودان الاساسية مهملة تماما سواء الناحية الاقتصادية او حتى الاجتماعية. وكذلك فإن هذا الصراع شغل الناس عن شبح التدخل الدولي وكذلك لاتزال ذات الاسئلة الدائرة منذ العام 1969م حائرة في القول.. هل هذه دعوة ام تربية ام حركة سياسية هدفها الوصول الى السلطة؟ الآن ذات الاسئلة وذات الصراع شغل الناس عند هموم السودان وانسان السودان الذي من المفترض ان يكون هو الخصم الرئيسي. وبالتالي لابد من المراجعة والمراجعة السريعة لان الوطن, اذا استمر هذا الصراع, سيدخل الى نفق مظلم واقل آثار ذلك ان الحركة الاسلامية ستفقد السلطة. رسالة الهدى * البيان: كيف تنظر الى الرسالة التي بعث بها رئيس الوزراء السابق الصادق المهدف زعيم حزب الامة المعارض لاعضاء المؤتمر الوطني وهل تعتقد ان الرد من قبل المؤتمر الوطني كان بحجم تلك الرسالة؟ ــ المهدي عليه ان يستقل اول طائرة متجهة للسودان ان مكانه مازال شاغرا. وهو شخصية مهمة ووجوده داخل السودان سيحسم كافة محاولات التدخل الاجنبي وسيكون دافعا قويا لان يرشد السودانيين امورهم, والصادق المهدي عليه ان يراهن على الشارع السوداني والا يراهن على الخارج. وسبق ان قلت: افضل للمهدي ان يأتي للسلطة من سجن كوبر بدلا من ان يأتي اليها من اي مكان آخر, لان ذلك لا يتناسب مع تاريخ الصادق المهدي. وهو يعلم ان الاسلاميين الآن يمسكون بمفاصل هذا النظام الامنية والعسكرية ولخوض المعركة مع النظام لابد للمهدي ان يستخدم الاسلحة السياسية وقطعا هذا لن يأتي الا اذا كان المهدي بالداخل. ونقاط ضعف هذا النظام الاساسية هي اهماله لقضايا الشارع, فعلى المهدي ان يأتي حتى يستطيع شد الشارع اليه. اما الرسالة التي بعثها الى المؤتمر الوطني فإنها تمثل خطوة طيبة وشجاعة وقد كسب فيها مالم يحققه خلال العشر سنوات الماضية. الخرطوم ــ عثمان فضل الله

Email