المبعوث الأمريكي يجتمع مع المهدي اليوم، استبعاد لقاء وزير الخارجية مع زعماء المعارضة السودانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبددت أمس تكهنات سرت هنا باحتمال لقاء بين وزير الخارجية السوداني الزائر مصطفى عثمان اسماعيل وكل من قطبي المعارضة السودانية رئيس (التجمع الوطني) محمد عثمان الميرغني ورئيس الوزراء السابق الصادق المهدي, في وقت استعد الزعيمان المعارضان للاجتماع بالمبعوث الأمريكي الخاص هاري جونستون الذي يبدأ مهمته بلقاء مع المهدي اليوم . وتشهد القاهرة هذه الأيام حركة سياسية دبلوماسية نشطة لتحريك الملف السوداني في اتجاه ازالة التناقض الذي بدا بين مبادرة (ايجاد) والمبادرة المصرية الليبية المشتركة المعنيتين بالشأن السوداني. وأجرى وزير الخارجية السوداني لقاءات مع المسئولين المصريين شملت نظيره المصري عمرو موسى ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عاطف عبيد وينتظر ان يلتقي صباح اليوم الخميس الرئيس محمد حسني مبارك برئاسة الجمهورية بمصر الجديدة لينقل له رسالة من الرئيس السوداني عمر البشير. وراجت تكهنات سابقة بأن المسئول سيلتقي قطبي المعارضة السودانية الميرغني والمهدي , غير ان مصدرا في المعارضة السودانية استبعد ذلك في تصريح خاص لـ (البيان) أمس. وقال المصدر ان الوسطاء في المبادرة المشتركة (هم القناة الرئيسية لمثل هذه اللقاءات) لكنه أعرب عن أمله في ان تسفر مثل هذه الخطوة المرتجاة عن رؤية واضحة لدى النظام السوداني في اتجاه خطوات جدية نحو تحقيق السلام الشامل استباقا للمشاريع الدولية التي تتسابق نحو فرض واقع التجزئة في السودان) . ومن جهة أخرى نفى أحمد عبدالحليم سفير السودان بالقاهرة الأنباء التي ترددت حول لقاء وزير الخارجية بقيادات من المعارضة السودانية وقال لصحيفة (الأنباء) الرسمية الصادرة في الخرطوم ان ما ساقته بعض الصحف حول لقاء وزير الخارجية بالمهدي والميرغني لا أساس له من الصحة وكان أحد قيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم قد أعلن ان المؤتمر كلف وزير الخارجية السوداني لقاء قادة المعارضة السودانية في مصر ضمن اطار جهود المصالحة. ونقلت صحيفة (الرأي العام) أمس الأول عن محمد الحسن الامين قوله ان الهيئة العليا في المؤتمر الوطني فوضت اسماعيل اجراء محادثات مع قادة المعارضة ضمن اطار محاولة مصر تحقيق المصالحة الوطنية في السودان. وعلى الصعيد الآخر أكد السفير السوداني أيضا ان وزير الخارجية لن يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص الذي وصل إلى القاهرة أمس. وفي المقابل أكد المهدي لـ (البيان) انه سيلتقي المبعوث الأمريكي اليوم الخميس. وردا على سؤال حول أجندة اللقاء أجاب زعيم حزب الأمة المعارض بأنه سيطرح للمبعوث الخاص رؤية المعارضة السودانية للحل السياسي الشامل ورفضها للحلول الجزئية التي لن تفضي في نهاية المطاف لتحقيق السلام والاستقرار في السودان. وإلى ان السودان يحتاج إلى جميع جيرانه في شمال أفريقيا وجنوبها وشرقها وهو ما يمكن ان يعبر عنه من خلال توسيع مبادرة الايجاد بحيث تتكامل مع المبادرة المصرية الليبية المشتركة. وأضاف المهدي انه سيوضح رؤيته حول دور السودان الواصل في أفريقيا باعتباره يمثل أيضا نموذجا مصغرا للقارة وان أي اتجاه لعزل السودان عن انتمائه للشرق الأوسط أو انتمائه لأفريقيا في القرن الأفريقي الكبير سوف لن يكون في صالح الاستقرار في السودان. وقال انهم في المعارضة سيواصلون مباحثاتهم مع المسئولين الأمريكيين في واشنطن الشهر المقبل وأعرب عن أمله في اقناع الادارة الأمريكية بضرورة التكامل بين المبادرتين المصرية الليبية ومبادرة (ايجاد). كما سيلتقي المبعوث الأمريكي أيضا محمد عثمان الميرغني زعيم المعارضة بالمنفى رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي اضافة إلى أقطاب المعارضة السودانية المتواجدين في القاهرة. وكانت (البيان) قد علمت من مصدر مصري مسئول بأن جونستون سيجري مباحثات مع المسئولين المصريين في ذات الشأن. من جانب آخر أسفرت المشاورات التي تمت بين الزعيم الميرغني والمهدي في اطار تقييمها لاجتماعات المعارضة في القاهرة عن رؤية مشتركة لانجاح اجتماع المعارضة المقبل في كمبالا والمقرر له الخامس عشر من الشهر المقبل وضرورة الخروج بموقف تفاوضي مشترك يجمع بين المبادرتين, كما أكدا على ضرورة تكامل دور جيران السودان في القرن الأفريقي وفي شمال أفريقيا. وعلمت (البيان) ان المهدي سيلتقي في الأيام المقبلة كلا من الرئيسين الأريتري (سياسي أفورقي) و الأوغندي (موسيفيني) في اطار توحيد الموقف المشترك الذي يدعم جهود الحل السياسي الشامل. القاهرة ـ حسن الحسن

Email