التركيز على الفشل في تسمية ممثليها الى الوفاق، الخرطوم تنتقد نتائج مؤتمر المعارضة في القاهرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تباينت في الخرطوم ردود الفعل حيال نتائج اجتماعات المعارضة السودانية بالمنفى التي اختتمت بالقاهرة. وفيما وجدها قياديون بارزون في الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) فرصة لشن هجوم معتاد على المعارضة والتشكيك في صدقيتها ازاء الالتزام بالحل السلمي , دافع قادة معارضون في الداخل عن محتويات البيان الختامي لاجتماعات زملائهم بالمنفى وقال الدكتور علي الحاج محمد نائب الامين العام في الحزب الحاكم (فشل المعارضة في تحديد اسماء موفديها للجنة الحوار للمرة الثالثة يؤكد ماظلت تردده الحكومة بعدم جدية المعارضة في الوصول الى حل سياسي) . واضاف ان اختلاف الاهداف بين الاحزاب المكونة للتجمع الوطني يجعلها لاتستطيع الوصول الى اتفاق مشيرا الى تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت امس الاول في نيروبي والتي المحت فيها الى معارضة الادارة الامريكية للجهود المصرية الليبية وتفضيلها مبادرة (ايجاد) وقال: نحن نعلم ان حرص امريكا على (ايجاد) ليس له دوافع سوى انها تريد ان تدول قضية السودان حتى الجزء المتعلق بالمعارضة الشمالية. واعتقد ان قرارات التجمع التي اعلنها مؤخرا بالقاهرة تصب في اتجاه التدويل, وناشد عبدالقادر كلا من محمد عثمان الميرغني رئيس المعارضة بالمنفى وزعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي والصادق المهدي رئيس الوزراء السابق زعيم حزب الامة المعارض بان يتحملا مسئوليتهما التاريخية على حد تعبيره على اعتبار انهما زعيما اكبر كتلتين في التجمع المعارض. وقال يجب عليهما ان يعملا على ان تتجاوز القوى الشمالية داخل تجمع المعارضة اطروحات قرنق التي يهدف من خلالها الى تدويل مشكلة السودان. واستطرد مناشدا باتخاذ موقف موحد تجاه اكثر القضايا حساسية وقال على الحاج في تصريحات لـ (البيان) موقف الحكومة من عملية الحوار سيظل ثابتا ولا تعديل فيه وستظل الحكومة ملتزمة بالمبادرة الليبية المصرية وقال لم نكن نتوقع ان يصل التجمع الى اكثر مما اعلن. الى ذلك انتقد د. غازى صلاح الدين وزير الاعلام والمتحدث باسم الحكومة السودانية البيان الختامى لاجتماع هيئة قيادة التجمع المعارض ووصفه بانه يعبر عن حالة الشلل والصراع داخل التجمع . وقال غازى فى تصريحات لصحيفة (اخبار اليوم) السودانية نشرتها امس ان هناك تيارا بالتجمع تدعمه جهات خارجية تفضل بدائل التدخل عن الحوار مشيرا الى ان هذا التيار لايرغب فى اجراء حوار بين الحكومة والمعارضة ولا فى عقد مؤتمر الحوار الوطنى. وأضاف ان التيار الذى يساند الوفاق داخل التجمع يبدو عاجزا فى التصدى لهذه المجموعة التى نجحت للمرة الثالثة فى افشال تسمية اسماء اعضاء المعارضة فى اللجنة التحضيرية. واشار الى ان هذه المجموعة تعمل بسياسة احالة القضايا للمستقبل مضيفا انه يستطيع ان يتنبأ منذ الان بفشل المعارضة فى تسمية ممثليها باللجنة خلال الاجتماع الذى سيعقده التجمع فى كمبالا منتصف الشهر القادم . وقال غازى ان على كل من يحرص على الوفاق داخل التجمع ان يعيد النظر فى وجوده داخله والبحث عن وسائل اخرى لتحقيق الوفاق. واوضح فى ختام تصريحاته ان الحكومة السودانية ستعكف على تقييم الوضع واستطرد قائلا ولكننى مبدئيا اؤكد اننا ملتزمون بالمبادرة. وقال عثمان عبد القادر عبداللطيف عضو الهيئة القيادية للحزب الحاكم ان البيان الذي اصدرته هيئة قيادة التجمع (يؤكد ماظللنا نردده كثيرا حول ان الحوار اذا لم يكن سودانيا خالصا لن يكتب له النجاح. وفي دوائر المعارضة الداخلية امنت جميع القيادات التي استطلعتها (البيان) على تأكيد تمسك التجمع الوطني الديمقراطي على خيار الحل السلمي للأزمة السودانية مع ضرورة قيام التنظيم الحاكم في السودان باتخاذ بعض الاجراءات والتدابير التي تؤكد جديته في الوصول الى الحل نفسه. وقال الدكتور ادم موسى مادبو وزير الطاقة الاسبق والقيادي البارز بحزب الامة الذي يتزعمه الصادق المهدي لـ (البيان) ان جوهر القرارات التي تم اتخاذها في اجتماعات التجمع ايجابية وانها تدعم الحل السياسي للازمة السودانية مبينا ان جميع الخلافات بين فصائل التجمع شكلية وليست محورية تتعلق بوجود ثلاثة اراء حول المبادرة الليبية المصرية حيث يرى البعض ضرورة التكامل بينها ومبادرة ايقاد بينما يرى آخرون ضرورة التنسيق بين المبادرتين ويرى الطرف الثالث دمج المبادرتين ومضى في القول بان المجموعة التي تنادي بالدمج ترى ان هنالك اتفاقا على مبادىء الايقاد بين السلطة الحاكمة والحركة الشعبية وان المبادرة تلقى دعما ومساندة اقليمية وعالمية وان الرجوع الى مبادرة اخرى يمنح الحكومة فرصة للمناورة والتسويف ومضى في القول بان طرح هذه الآراء لايعني ان هنالك اختلافات جوهرية كما يصورها اعضاء التنظيم الحاكم مشيرا الى ان التفكير يجب ان ينصب الآن تجاه الوصول الى حل لجميع مشاكل السودان باستعادة الديمقراطية واحترام حقوق الانسان وغيرها من حريات داعيا الحكومة الى اتخاذ بعض الاجراءات والتدابير التي تؤكد مصداقيتها وجديتها في الوصول الى الحل السلمي, وذلك بالغاء قانون التوالي السياسي وقانون الامن الوطني وقانون النظام العام وجميع القوانين المقيدة للحريات اضافة الى اعادة الممتلكات المصادرة الى اصحابها والغاء الاحكام التي صدرت ضد بعض السياسيين. وحول تأجيل تسمية اعضاء اللجنة التحضيرية حين انعقاد الاجتماع القادم بكمبالا اوضح ان ذلك يعود الى بعض الاسباب منها غياب بعض قيادات التجمع عن حضور اجتماع القاهرة لاسباب موضوعية مثل د. جون قرنق قائد الحركة الشعبية والعميد عبدالعزيز خالد واللواء عبد الرحمن سعيد مبينا ان مشاركتهم بابداء الرأى والنقاش من الاهمية بمكان لضمان ان تكون جميع القرارات التي ستتخذ في كمبالا ملزمة للجميع اضافة الى ذلك فان التجمع في انتظار معرفة التوجه الجديد لقيادة التنظيم الحاكم حول الحل السياسي على ان يتم اختيار لجنة جديدة من جانب النظام الحاكم للاتصال بالتجمع وان تكون مفوضة من جميع مؤسسات الدولة وان يكون اعضاؤها من المؤمنين بالحل السلمي للازمة السودانية وان لايتم استخدام اسلوب المكايدات في تكوينها بحيث تضم بعضا ممن يدعون تمثيل الاتحادي الديمقراطي والأمة المعارضين . واوضح المحامي على محمود حسنين القيادي البارز بالحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يتزعمه محمد عثمان الميرغني لـ (البيان) ان مطالبة التجمع بارجاء اجتماعات (ايقاد) الى مابعد الخامس من عشر من نوفمبر المقبل يعود لضرورة التنسيق مابين المبادرة الليبية المصرية ومبادرة ايقاد مضيفا بانه اذا ماتم اجتماع ايقاد دون التنسيق مابين المبادرتين فان الجميع سيدورون في حلقة مفرغة خاصة وان مبادرة ايقاد تهتم بقضية الجنوب وحدها دون الاخذ بقضايا البلاد الاخرى في الاعتبار مثل قضية استعاده الديمقراطية وسيادة حكم القانون والتداول السلمي للسلطة وغيرها مبينا ان ارجاء تسمية اعضاء اللجنة التحضيرية لاتكمن في العجز عن اختيار وتحديد تلك الاسماء بقدر من انها تمثل حسما للاسس التي يسير عليها الحل السلمي للتجمع لذلك فان التجمع حريص على التنسيق لضمان عدم خروج اي فصيل من الحوار داعيا السلطة الى الغاء كافة القوانين المقيدة للحريات وعلى رأسها قانون التوالي السياسي وغيرها من قوانين تقيد الحريات. وقال غازي سليمان زعيم جبهة القوى الديمقراطية (جاد) المعارضة (للبيان) ان التجمع برأ نفسه امام الله واهل السودان بانحيازه للحل السلمي ولكنه اضاف ان حصيلة الوفاق النهائية (يجب ان تتمثل في تفكيك النظام الشمولي وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية المتعددة الاعراق والديانات بلا حجر او اضطهاد لاحد. واوضح فاروق زكريا الكادر القيادي في الحزب الشيوعي السوداني ان قرارات اجتماع هيئة قيادة التجمع تعتبر مواصلة للموقف الثابت للتجمع فيما يتعلق بالحل السلمي على اسس تضمن استعادة الديمقراطية وليس ما تدعيه السلطة بانه وفاق مبينا ان السلطة غير جادة للوصول للحل السلمي وانها لم تعترف بالتجمع الوطني الديمقراطي حتى الآن كما انها لم تهيىء الجو المناسب لتحقيق الخيار السلمي للازمة السودانية موضحا بانه لايوجد نظام انقلابي يستطيع وضع دستور ديمقراطي للشعب وان هذا الدستور يجب ان تضعه جميع الاحزاب السودانية.

Email