وثيقة سرية للبنتاجون: امريكا نشرت آلاف الاسلحة النووية خلال الحرب الباردة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت وثيقة سرية لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان الولايات المتحدة نشرت الآلاف من الاسلحة النووية خلال الحرب الباردة وبالتحديد في الفترة من 1945 و1977 في انحاء عديدة من العالم واحيانا من دون علم الدول المعنية . وقال ثلاثة خبراء هم روبرت توريس ووليام اركين ووليام يور في مقال نشروه في مجلة نشرة العلماء الذريين الامريكية في عددها امس انهم عرفوا هذه الحقيقة بعد اطلاعهم على وثيقة سرية من البنتاجون حول تاريخ حراسة ونشر الاسلحة النووية الامريكية بين 1945 و1977. وقد ارغمت وزارة الدفاع على كشف هذه الوثيقة بموجب قانون حول حرية الاعلام. واستنادا الى الخبراء الثلاثة فان الولايات المتحدة خزنت اسلحة نووية في 27 موقعا في انحاء العالم, بينها 18 دولة تتمتع بالسيادة, بينما وزع الباقي على اراض تابعة للولايات المتحدة. وكتب الخبراء ان ادارة آيزنهاور اعطت الضوء الاخضر في ديسمبر 1954 لنقل مكونات غير نووية الى قواعد امريكية في اليابان بهدف استخدامها المحتمل في صنع قنبلة وانها بقيت في هذا البلد حتى يونيو 1965. وكتب الخبراء ان تخزين هذه المواد في اليابان كان بهدف السماح للولايات المتحدة باستخدامها اذا دعت الحاجة ضد الصين او الاتحاد السوفييتي. الا ان الولايات المتحدة لم تعترف يوما بوجود هذه المكونات بسبب حساسية هذه المسألة بالنسبة الى العلاقات بين واشنطن وطوكيو. واضافوا ان الامريكيين سحبوا اسلحة نووية وضعوها في تايوان في السبعينات بهدف تحسين العلاقات مع بكين. وفي نهاية عهد آيزنهاور (1960) كان عدد الاسلحة النووية الامريكية التي نشرت على شواطىء المحيط الهادىء, في اوكيناوا وجوام والفيلبين وكوريا (الجنوبية) وتايوان, وباستثناء هاواي, يصل الى 1600. وفيما يتعلق باوروبا, قال معدو المقال ان الولايات المتحدة خزنت مكونات غير نووية في قاعدة كيفلافيك الامريكية في ايسلندا, بين فبراير 1956 ويونيو 1966. كما نشرت في ايسلندا, رغم انها بلد غير نووي, قنابل نووية جاهزة للاستخدام من سبتمبر 1956 الى ديسمبر 1959. وتحتل المانيا, بلد المواجهة مع الكتلة الشرقية خلال الحرب الباردة, المرتبة الاولى في عدد الاسلحة النووية الامريكية التي خزنت فيها, اذ نشر فيها 21 نوعا مختلفا من الرؤوس النووية من العام 1955 وحتى اليوم. وقال الخبراء ان الرئيس الامريكي هاري ترومان كان اول من سمح في 1951 بنشر مكونات نووية خارج الولايات المتحدة, في جزيرة جوام اولا. واضافوا انه سمح ايضا في يناير 1952 بنقل مكونات غير نووية الى ثلاث قواعد في المغرب (بن غرير ونواصر وسيدي سليمان) عندما كان تابعا لفرنسا, لكن من دون علم السلطات الفرنسية. ووصلت هذه المكونات الى المغرب في يوليو 1953 وبقيت فيه 12 عاما ـ أ.ف.ب ـ رويترز

Email