واشنطن تتفهم موقف بيروت من التوطين، لبنان: الانسحاب الآحادي محاولة للضغط على سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

استبعد مصدر دبلوماسي لبناني ان تكون الولايات المتحدة تؤيد حل قضية جنوب لبنان بمعزل عن هضبة الجولان لان السلام الشامل في المنطقة لا يمكن ان يتحقق ما لم يتم التوصل إلى اتفاق مع سوريا ولان الامن على الحدود مع اسرائيل لا يبقى ثابتا دون هذا الاتفاق . ونقلت صحيفة (النهار) الصادرة في بيروت امس عن الدبلوماسي الذي لم تحدد اسمه ان تهديد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك بالانسحاب من الجنوب اللبناني من طرف واحد, ما هو الا وسيلة ضغط على سوريا لكي تقبل العودة إلى طاولة المفاوضات بلا شروط مسبقة. واشارت الصحيفة الى ان الولايات المتحدة تعارض اقدام باراك على الانسحاب من الجنوب من جانب واحد وابقاء الوضع فى الجولان دون حل وان كانت تؤيد ضمنا جعل التهديد بهذا الانسحاب ورقة ضغط على سوريا لكى تقبل العودة الى مائدة المفاوضات دون شروط مسبقة او صعبة. واكدت ان الرئيس الامريكى بيل كلينتون يهمه ان يتم التوصل الى تحقيق سلام شامل فى المنطقة من خلال اتفاق بين اسرائيل من جهة وسوريا ولبنان من جهة اخرى لكى يوظف تحقيق هذا السلام فى الانتخابات الرئاسية الامريكية لمصلحة نائبه المرشح آل جور. وكشفت الصحيفة امس عن الرسالة التي تلقاها رئيس الوزراء اللبناني سليم الحص من توماس بيكرينج نائب وزيرة الخارجية الامريكية التي تضمنت تفهم واشنطن لرفض لبنان توطين الفلسطينيين في اراضيه. واشارت الى ان هذه الرسالة التى سلمها السفير الامريكى فى لبنان ديفيد ساترفيلد الى الحص امس الاول جاءت استكمالا للقاء الذى عقد بين الحص وبيكرينج على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة الشهر الماضى. وقالت ان الرسالة تتضمن تفهما امريكيا للموقف اللبنانى انطلاقا من ان التوطين يجرد الفلسطينيين من حق العودة الذى يشكل جوهر قضيتهم من جهة ولعدم قدرة لبنان على استيعاب مثل هذا المشروع من جهة اخرى. كذلك تضمنت الرسالة حسب الصحيفة تأكيدا بان الادارة الامريكية ستسعى الى معاودة مفاوضات التسوية بسرعة وستأخذ فى الاعتبار الموقف اللبنانى فيها. كما تضمنت تفهما للموقف اللبنانى لجهة تلازم المسارين اللبنانى والسورى فى المفاوضات.. على صعيد متصل سخر الشيخ نبيل القاووف مسئول منطقة الجنوب اللبناني في حزب الله مما تردده اسرائيل عن قرب الانسحاب من الشريط الحدودي المحتل, وقال ان ذلك يكشف عن عمق المأزق الذي تعيشه قوات الاحتلال وعدم قدرتها على تحمل الخسائر. واعرب القاووق فى حديث اذاعى امس عن اعتقاده بأن القرار الاسرائيلى بالانسحاب من جنوب لبنان موجود لكنه لن ينفذ فورا و من دون توظيف سياسى, غير انه لفت الانتباه الى ان المعطيات الميدانية لا تشير الى انسحاب جزئى قريب من منطقة حاصبيا المحتلة و أن هناك تضخيما و مبالغة على المستوى الاعلامى فى هذا الشأن قد لا يكون بعيدا عن الاستهدافات الاسرائيلية بتوظيف الانسحاب و توجيه رسائل ضغط الى لبنان و سوريا. وقال ان القيادة الاسرائيلية تدرس الانسحاب من الاراضى اللبنانية المحتلة فى الجنوب و البقاع الغربى وتقسم هذه الخطط الى مستويين الانسحابات الجزئية والانسحاب الكامل .. مشيرا الى ان الانسحابات الجزئية حسمت منذ سنة ابان وجود رئيس الوزراء الاسرائيلى السابق بنيامين نتانياهو و تنفذ على مراحل أنجز منها الانسحاب من منطقة جزين و سيليها الانسحاب من منطقة حاصبيا و قرى الريحان و عرمتى و العيشية المتروك توقيته للتوظيف السياسى. أما بشأن الانسحاب الكامل الى الحدود قال قاووق ان الدراسات العسكرية الاسرائيلية حوله لم تنته حتى الساعة وان الاسرائيليين متفقون على الهزيمة فى لبنان باعتبار أن البقاء فيه بات مكلفا جدا الا أنهم مختلفون حول ما اذا سيتم الانسحاب الكامل باتفاق أو من دونه. وأشار الى أن الجيش الاسرائيلى بدراساته و اجراءاته الميدانية يحاول تأكيد استحالة الانسحاب الكامل دون اتفاق فى حين يفضل الساسة الانسحاب من دون اتفاق أمام البقاء مع الخسائر فى الجنوب. وقالت مصادر عبرية امس ان الجيش الاسرائيلي قدر تكلفة الانسحاب واعادة انتشار قواته في جنوب لبنان بـ 234 مليون دولار. واوضحت صحيفة (يديعوت احرونوت) ان معظم هذا المبلغ سيصرف في شكل بناء مخابىء ومنشآت دفاعية اخرى لم تحددها في المدن والقرى المحاذية للحدود مع لبنان بما في ذلك احتمال اقامة سياج تضاف اليه اجهزة الكترونية معقدة لرصد اي اختراق. ـ الوكالات

Email