تعتبره مسئولاً عن أزمة كارجيل ، الهند لا تثق في مشرف وتلزم الحذر تجاهه

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد دبلوماسيون ومحللون أمس ان الهند, الدولة الاقرب لمواجهة انعكاسات الانقلاب في باكستان, لا تثق بالجنرال برويز مشرف الذي تولى السلطة والمتهم بالتحريض على الارهاب في كشمير والذي لا يمكن التكهن بتحركاته. وذلك هو احد الاسباب التي دفعت الهند الى تجنب اتخاذ موقف بارز منذ الاطاحة برئيس الوزراء نواز شريف واضعة قواتها المسلحة على الحدود في حالة استنفار متجنبة الادلاء بأي اعلان يمكن ان يؤزم الوضع. وقال مدير معهد الدراسات والتحليلات الدفاعية ومستشار الامن القومي الهندي جاسجيت سينج (يجب ان نكون حذرين جدا) . واضاف ان (خبرتنا مع الجنرال مشرف لا توحي لنا بالكثير من الثقة) . وفي الهند, يعتبر قائد الجيش الباكستاني انه (رجل كارجيل) الذي كان وراء توغل مئات المقاتلين الاسلاميين في الربيع الماضي الى جبال كشمير الهندية من باكستان ما ادى الى نشوب نزاع مسلح اسفر عن وقوع اكثر من الف قتيل ودفع البلدين اللذين يملكان قدرات نووية الى حافة حرب رابعة. ويعتبر الجنرال مشرف ايضا مقربا من حركة طالبان الحاكمة في افغانستان وبعض المجموعات الاسلامية الباكستانية المتطرفة ما يسبب قلقا شديدا للهند التي تخشى امتداد موجة الاصولية الى كشمير. من جهته اعتبر رئيس الوزراء السابق اندير كومار جوجرال ان (مهنة الجنرال مشرف وآراءه المتعلقة بكشمير تظهر انه على الهند ان تتوقع منه موقفا صداميا) . الا ان الحكومة الهندية استبعدت اي هجوم عسكري باكستاني مباشر ضد الهند بالاسلحة النووية او بدون هذه الاسلحة. لكن احد مصادر (القلق) الذي اعربت عنه الجمعة وزارة الخارجية الهندية يتمثل في (الارهاب عبر الحدود) اي دعم المسلحين الانفصاليين الكشميريين وهو ما تتهم به نيودلهي اسلام اباد. ولم يتراجع رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي عن طموحه اقامة السلام مع باكستان واعرب عن رغبته في بدء حوار حتى مع النظام العسكري في اسلام اباد لكنه وضع شرطا مسبقا لذلك وهو وقف دعم الارهاب. واعرب رئيس الوزراء الهندي ايضا في مكالمة هاتفية امس مع الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عن استعداده للحوار لكنه اكد ان الجنرال مشرف يدعم الارهاب كما افادت صحيفة (انديان اكسبرس) . وعنونت الصحيفة (اننا مستعدون للحوار لكن انظروا من تولى السلطة) . واعربت الحكومة الهندية ايضا لدبلوماسيين عاملين في نيودلهي عن قلقها لكون قائد الجيش الباكستاني يعتبر (رجل انقلابات وعصبي) وليس (مخططا استراتيجيا) كما قال دبلوماسي غربي كبير. واضاف الدبلوماسي ان (ذلك خطير ويشبه الى حد ما النيتروجليسيرين (مادة متفجرة) يجب التعامل معه بحذر) . وتنتظر الهند حاليا بحذر وقلق أكيد معرفة ما سيقوم به الجيش الباكستاني وهي (تواصل مراقبة الوضع عن كثب) . واكدت صحيفة (اسيان ايج) أمس السبت في تحليل تحت عنوان (الجنرال في المتاهة) ان (احدا لا يعلم, وحتى الجنرال مشرف نفسه, في اي اتجاه ستعصف الرياح هذه المرة في باكستان) . ـ أ.ف.ب

Email