الممر الآمن في عيون القيادات الفلسطينية، المفاوض الفلسطيني أقر بعد20عاما الوضع القائم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصل (البيان) استطلاعها لمعرفة رد فعل الشارع الفلسطيني بشأن اتفاق الممر الآن بين الضفة الغربية وقطاع غزة, وقد أبدت العديد من الفعاليات استهجانها للاتفاق وقالت ان المفاوض الفلسطيني عاد بعد20عاما ليقر الوضع القائم دون احراز جديد يسمح للفلسطيني ان يتنقل بحرية بين مدنه دون قيد أو بطاقات ممغنطة مما يعكس مفهوم السلام بأكمله معانيه . رسام الكاريكاتير الفلسطيني بهاء البخاري وصف الممر الآمن بأنه من سخرية الاقدار في البيت الفلسطيني وكأن الخلاف حول كردور (انتري) في المنزل مثلما تريد الذهاب من غرفة إلى أخرى في منزلك. يقول البخاري: السلام ان لا يتم تحديد الطريق الذي يجب ان يسلكه الفلسطيني فمبدأ السلام هو الثقة, طالما انت لا تثق بي فهذا يعني انك ستبقي القيد حولي, والممر الآمن عبارة عن نوع من القيد فالسلام يعني ان يركب الفلسطيني سيارته ويصل إلى أي مكان يريده هذا هو مفهومنا للسلام, فطالما الفلسطيني يسلك مسلكاً واحداً يعني ذلك بأن الفلسطيني يقع تحت الشبوهات الأمنية التي تفرضها اسرائيل. وأضاف ان اي انسان فلسطيني يحمل بطاقة ممغنطة تمنح له من قبل الاسرائيليين يعني ذلك انه يبقى تحت دائرة المراقبة الاسرائيلية (مشبوه أمني) . قيس عبدالكريم (أبوليلى) عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قال ان اتفاق الممر الآمن يشكل مزيدا من التعقيد على نظام التصاريح التي كانت تمنح من الاسرائيليين للفلسطينيين والممر لا يضمن مرورا سلسا ما بين الضفة وغزة, ولامروراً آمنا في الواقع, فالبروتوكول الموقع بين الجانبين (الفلسطيني والاسرائيلي) هو شكل من أشكال اعادة التنظيم لنظام التصاريح الذي كان قائما في الأصل, ويمكن الاسرائيليين بأن يمنعوا عددا من أبناء الشعب الفلسطيني من ممارسة حقهم في التنقل بين أرجاء وطنهم. وأضاف ان المخاطر الأمنية مازالت قائمة أصلا, وقال ان الآمال معلقة على ان يكون الاتفاق بخصوص (الممر الآمن) شكلاً من أشكال دفع الحواجز ما بين شطري الوطن. حسام خضر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني قال: ان مصطلح (الممر الآمن) هو مصطلح غير دقيق وهو آمن لاسرائيل التي مازالت تتحكم في كل فلسطيني يدخل ويخرج منها, واسرائيل تفرض اجراءات أمنية دقيقة ويخضع الفلسطيني إلى تفتيش من قبل الجيش الاسرائيلي, موضحا ان هذا التفتيش الأمني أسواء من السابق, وقال ان الممر الذي نتحدث عنه لا يخلق وحدة جغرافية فلسطينية واحدة كما انه لا يخلق وحدة ديمغرافية. وأضاف ان الاعلام الفلسطيني قام بتهيئة المواطن الفلسطيني بأن له الحق في التنقل بحرية, لكن الفلسطيني شهر بأنه يحتاج إلى 20 سنة نضال ومفاوضات كي يعد أمور حركة الفلسطيني بين الضفة وغزة والمدن الفلسطينية نفسها. وقال عضو المجلس التشريعي ان اسرائيل تريد من خلال المفاوضات ان تبقي الفلسطينيين أسرى لسجن اسرائيلي كبير يتحكم بالفلسطينيين الجنود الاسرائيليون الذين لديهم من العنصرية ما كان عليه هتلر في عهد النازية وأضاف ان هذا الممر الآمن لاسرائيل ولن يكون بالمفهوم الفلسطيني. ودعا القيادة الفلسطينية إلى الانفتاح على الجماهير الفلسطينية وان تصارحها بالحقيقة, وتساءل لماذا يتم ايهام الشعب الفلسطيني ويعملوا على زراعة أوهام وردية تعشعش في صدورهم وعقولهم وبعد ذلك يصدمون بالواقع. من هو الذي سيلزم اسرائيل على عدم ايقاف سيارة أو باص أثناء مروره في الممر الآمن ومن سيلزمها على عدم اعتقال الفلسطيني الذي سيستخدم الممر. د. اسعد عبدالرحمن عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية قال: ان الحديث في الشارع الفلسطيني يتركز على فتح الممر الآمن. لكن المنطق الذي تسلكه اسرائيل في عملية التفاوض والسلام هو منطق تفتيت ابسط القضايا إلى ذرات أصغر, لكي تصبح الذرات الخبز والحديث اليومي الذي تحاول اسرائيل عبره ان تبعد الانظار الفلسطينية عن القضايا الأكثر أساسية. وأضاف: يندرج هذا الممر الآمن ضمن منطق الكاهن والعنزة والبقرة والغرفة التي تضيق علينا كفلسطينيين, وفق القصة فاسرائيل تواصل سياسة التضييق على الفلسطينيين وعندما تبدأ اسرائيل بتخفيض بعض المعاناة يصبح الموضوع حديث الشارع الفلسطيني اليومي. ويعتقد عبدالرحمن بأن الممر الآمن سيشكل نوعا من التنفيس عن حالة سجن واحتقان (مجرد تنفيس) نفسي وعائلي بحيث تتزاور العائلات والاصدقاء, وهذا الممر لن يطور الأوضاع الاقتصادية والسياحية أو الثقافية وانما سينقلها من وضع سيء مضيق إلى وضع أقل سوءا ولا يزال مضيق على الشعب الفلسطيني. أبو علي مصطفى نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قال ان من حق الشعب الفلسطيني ان يتنقل في وطنه بحرية, كما يريد كباقي الشعوب على الكرة الأرضية, إلا اذا كان يرغب الصهاينة دائما بتذكير الشعب الفلسطيني بعنصرية نظام جنوب أفريقيا, وأي ترتيب يتخد شكل فرض الاجراءات على الفلسطينيين في حركتهم وتنقلاتهم في وطنهم , هذا اجراء قصري فلا يمكن ان يكون هذه الاجراء بالاختيار وبالراحة. وأشار: إلى ان القيود التي توضع على حركة التنقل ما زالت صارمة ومؤذية لمشاعر الفلسطينيين, ففي كل الاحوال يجب ان يبقى النضال والدور الفلسطيني بالتشديد على ان هذا الحق الطبيعي لا يجب ان تبقى عليه القيود تذكر الفلسطينيين بمحاولات تعذيب الانسان الفلسطيني واذلاله من خلال الاشتراطات الاسرائيلية. وقال: الآن الفلسطيني عندما يرغب بالتنقل ما بين مدينة ومدينة في الضفة هناك تقاطع أوصال لفلسطين, فالجيش الاسرائيلي يستطيع ان يعزل أي منطقة عن الأخرى في أي وقت يرغب. ودعا مصطفى إلى وضع رؤية استراتيجية لكيفية الربط ما بين المناطق الفلسطينية خاصة ما بين الضفة وغزة. وقال: ان اسرائيل تقصد من وراء الاجراءات الأمنية المشددة ان تقول للفلسطينيين يوميا على مدى 24 ساعة ان اسرائيل هي صاحبة القرار والسيادة واسرائيل هي التي تقرر الحياة للفلسطينيين. وأشار: مطلوب من اسرائيل ان تستجيب لكل قرارات الشرعية الدولية التي تنص على الحقوق الفلسطينية إذا اسرائيل أرادت الأمن, فالنظرة الاسرائيلية تقوم على مبدأ استمرار الاحتلال. القدس المحتلة ـ عبدالرحيم الريماوي

Email