المعارك مستمرة وقتلى في صفوف الغزاة والمقاومين ، روسيا تنشىء ادارة مدنية داخل الاراضي المحتلة في الشيشان

ت + ت - الحجم الطبيعي

استمرت المعارك بين القوات الروسية الغازية والمقاومة الشيشانية امس وتكبد الجانبان العديد من القتلى في وقت مضت روسيا قدما في اضفاء المزيد من التعقيدات السياسية على الازمة بانشائها ادارة تابعة لها في الاراضي التي تسيطر عليها داخل الشيشان خلال الايام الماضية . وعلم صباح امس من مصادر روسية وشيشانية ان المعارك التي استمرت يومي الجمعة والسبت اوقعت العديد من القتلى في صفوف العسكريين الروس ونحو 12 قتيلا في صفوف المدنيين الشيشان, من جهتها اعلنت الرئاسة الشيشانية في جروزني ان ستين روسيا قتلوا خلال الساعات الـ 24 الماضية. ونقلت وكالة ايتار-تاس الروسية للانباء عن وزارة الدفاع ان سبعة قتلى و37 جريحا سقطوا خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية في الشيشان من دون تحديد مكان وقوع المواجهات. كما اعلنت الوزارة ايضا ان خمسين مقاتلا من الشيشان سقطوا قرب كيري وتم تدمير معسكرات (للارهابيين) . واشار المكتب الصحافي التابع للرئاسة الشيشانية الى وقوع معارك عنيفة في مقاطعة نادترشني (شرق) ادت الى سقوط (خمسين قتيلا وعشرات الجرحى) في صفوف الروس كما سقط قتيلان وسبعة جرحى في صفوف الشيشان. كما اعلن الشيشان عن تدمير اربع آليات مدرعة روسية, من جهة ثانية, وحسب المصدر الشيشاني نفسه, حاولت القوات الروسية التقدم في مقاطعة باموت (غرب) ففشلت وتكبدت عشرة قتلى وعشرين جريحا. واعلن الشيشانيون انهم لم يتكبدوا اي خسائر خلال صدهم هذا الهجوم. وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين اعلن مساء الجمعة انه (لم تقع اي معارك) الجمعة واصفا المعلومات الشيشانية حول سقوط قتلى وجرحى روس بـ (المضللة) . من جهة ثانية اعلنت الرئاسة الشيشانية ان 13 مدنيا قتلوا في عمليات قصف عدة. واوضحت ان اربعة اشخاص كانوا يعملون في حقل في ضاحية كنخي (جنوب شرق) قتلوا اثر سقوط صاروخ على مقربة منهم. وخلال ليل الجمعة السبت قتل اربعة مدنيين في تولستوي-ايورت على بعد كيلومترات شمال العاصمة جروزني خلال قصف براجمات الصواريخ من نوع جراد. وحسب جروزني ايضا تعرضت بلدتي شاروي وايتوم-كالي (جنوب) للقصف بالمروحيات الروسية ما ادى الى مقتل خمسة اشخاص. وحسب المسؤول العسكري في قيادة اركان القوات الشيشانية محمدي سعيداييف فان قريتي جوراجورسكي وباموت غرب الشيشان باتتا تحت سيطرة القوات الشيشانية. من جانب آخر افاد مراسل وكالة فرانس برس ان جنرالين روسيين يشرفان على العمليات العسكرية في الشيشان زارا للمرة الاولى ما تسميه روسيا (الاراضي المحررة) في الجمهورية الانفصالية وعينا ادارة محلية وقدما مساعدات انسانية للمدنيين. واضاف ان الجنرالين جينادي تروشيف وفيكتور كزانتسيف وصلا الى بلدة ستاراجلادوفسكايا (شمال شرقي الشيشان عند الحدود مع داغستان) ووزعا بطانيات ودقيقا وسكرا على السكان قائلين انها (هبة من وزير الدفاع ايجور سيرجييف) . وقال الجنرال تروشيف امام 200 من السكان تجمعوا امام مدرسة القرية (اتينا لنجلب لكم السلام وسنعيد التيار الكهربائي وندفع الرواتب ونعيد فتح المدرسة وندفع المال للاشخاص الذين تضررت منازلهم من جراء القصف) . وقال موسى (44 عاما) وهو يصغي الى الجنرال (يعدوننا بالكثير لكننا نبقى حذرين. فنحن لا نثق بالقوات الفيدرالية) . وابدى السكان التحفظ نفسه بالنسبة الى الشيشاني الذي عينه الجيش الروسي على رأس الادارة المحلية. فهو ليس من منطقة ستاراجلادوفسكايا التي تعتمد على الزراعة لكنه من داغتسان. ووعد الجنرال تروشيف بمساعدة انسانية جديدة في الايام المقبلة وبدفع رواتب المعلمين قبل 15 من الشهر الجاري, كما حذر العسكريون السكان من اي وجود او تسلل (للصوص والارهابيين) الذين يهاجمون القوات الروسية ما قد يتسبب برد روسي. ولا تحتل القوات الروسية مواقع في القرية نفسها بل خارجها, وعانت ستاراجلادوفسكايا من القصف الروسي وخصوصا ضواحيها. ويشكل تشكيل هذه الادارة نواة لما يعتزم الروس اقامته في الاراضي (المحررة) شمال الشيشان حيث سيتم ارسال اللاجئين الشيشان. ويريد الروس جعل من هذه المنطقة نموذجا للشيشان امام الفوضى والاجرام اللذين تشهدهما هذه الجمهورية القوقازية منذ الحرب التي استمرت من 1994 الى 1996. ومنذ الاسبوع الماضي تنفي روسيا اي شرعية للرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف وتدعم تشكيل حكومة في المنفى قد تقام في هذه المنطقة. ـ ا ف ب جنود روس نائمون في العراء بعد الفراغ من دورية ليلية في منطقة يحتلها جيشهم شرقي الشيشان ـ ا.ب

Email