دعوة لمواجهة الهجرة غير المشروعة، فوز اليمين المتطرف في النمسا يقلق دول الاتحاد الاوروبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

حثت فرنسا وبريطانيا والمانيا الاتحاد الاوروبي على اتخاذ اجراءات صارمة ضد الهجرة غير المشروعة قائلة ان مكاسب اليمين المعادي للاجانب في انتخابات النمسا تعكس تزايد مخاوف المواطنين. وقالت الدول الثلاث انها ستدعو الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي خلال القمة التي ستعقد في فنلندا بعد عشرة ايام الى زيادة التعاون لمواجهة عصابات الجريمة المنظمة التي تعمل في انشطة الهجرة غير المشروعة. وعقد وزراء داخلية الدول الثلاث مؤتمرا صحفيا خلال اجتماع لوزراء العدل والداخلية لدول الاتحاد الاوروبي قال فيه الوزير الالماني اوتو شيلي لا يمكن ترك مسائل الهجرة للصدفة. وعقد الوزراء اجتماعهم بعد ان مالت النمسا نحو اليمين في الانتخابات العامة التي جرت مؤخرا والتي قفز فيها حزب الحرية المعادي للاجانب للمركز الثاني. وقال وزير الداخلية الفرنسي جان بيير شيفانمون انه يتعين التساؤل بشأن كيفية حدوث ذلك في مثل هذا البلد المزدهر. واضاف يتعين ان تحارب الحكومات الديمقراطية ضد المخاوف. المخاوف غير المبررة للمواطنين يتعين عليها تهدئة تلك الطبقات الاجتماعية التي لا تعد الاغنى ولا الاكثر ازدهارا. وشددت فرنسا وبريطانيا والمانيا على انها لا تستهدف من جهودها تلك المساس بحالات اللجوء السياسي الحقيقية. ومن المنتظر ان تقرر الدول الاوروبية خلال اجتماع فنلندا تشديد اجراءات مراقبة الحدود وتكثيف التعاون لمواجهة المجرمين الذين يتعاملون في تجارة اللجوء السياسي المربحة والعمل على ترحيل المهاجرين غير الشرعيين. وترجع المخاوف الاوروبية الى ادراك ساسة الاتحاد بايمان يورج هايدر زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف بالنمسا الشديد بالنعرة القومية وعقدة التفوق التي ورثها من والديه المعجبين بهتلر. فقد درس هايدر البالغ من العمر 49 عاما القانون في فيينا ونشأ في اسرة متواضعة وكان والده عضوا في الحزب النازي وحارب ضد قوات هتلر ووالدته كانت عضوة في المنظمة النسائية لهتلر. وقد دخل هايدر عالم السياسة عام 73 عندما كان عمره 23 عاما من خلال هذا الحزب اليميني المتطرف, وفي الانتخابات الماضية فاز حزب الحرية بنسبة 22.2% من الاصوات وحصل على 41 مقعدا, وعلى الرغم انها كانت نسبة كبيرة الا انها لم تؤهله لدخول الائتلاف الحكومي حيث كان كل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الشعب المحافظ قد حكما النمسا لثلاثة عشر عاما متتالية. وقد حقق حزب الحرية برئاسة هايدر فوزا كبيرا في هذه الانتخابات الاخيرة وحصل على 1.1 مليون صوت بنسبة 27.2% من اجمالي الاصوات ليحظى بزيادة في البرلمان بـ 12 مقعدا ويصل بذلك مجموع المقاعد التي فاز بها 53 مقعدا, واصبح الحزب الثاني في بلاده بعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي خسر نسبة 5%, فقد بها 6 مقاعد مما كان يحظى بها في الانتخابات السابقة لينخفض الى 65 مقعدا, وتمثلت اكبر مكاسب اليمين المتطرف في المدن النمساوية الكبرى (فيينا ـ اينسبروك ـ جراز) . بروكسل ـ سعيد السبكي

Email