أبوعلي مصطفى العائد من الشتات لـ (البيان):نتحاورمع(فتح)لوقف نزيف التنازلات وتثبيت الخطوط الحمراء السلام بدون حق العودة قنبلة موقوتة

ت + ت - الحجم الطبيعي

رأى ابوعلي مصطفى نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان ايهود باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي نجح في تكريس نهج التفاوض على ما هو متفاوض عليه, ووجه رسالة الى الجمهور الاسرائيلي عبر اتفاق شرم الشيخ مؤداها انه قادر على الاتفاق مع الفلسطينيين بفاتورة اقل كلفة من فاتورة سلفه بنيامين نتانياهو . وحذر ابوعلي مصطفى العائد من الشتات والنفي القهري طيلة ثلاثة عقود الى الوطن من الربط بين اتفاقيات المرحلة الانتقالية ومفاوضات الحل النهائي للقضية الفلسطينية, مؤكدا التزام الجبهة بالحوار الوطني وان ما حدث في شرم الشيخ لا يوقفه ولا يلغيه. واعتبر ان حوار الجبهة مع حركة فتح يستهدف ترسيخ الوحدة الوطنية ووقف نزيف التنازلات, مشددا على ضرورة توسيع آفاق الحوار الوطني لوضع منهج حقيقي لرسم السياسة الفلسطينية. ووجه ابوعلي مصطفى اول القيادات الفلسطينية المعارضة العائدة الى الوطن انتقادات حادة الى اتفاقيات اوسلو وما افرخته من اتفاقيات فرعية, مؤكدا انها راكمت مجموعة من الحواجز العربية, مطالبا بضرورة توفير بعد عربي يشكل حماية للموقف الفلسطيني. ونعى ابوعلي العرب وعدم امتلاكهم خطة استراتيجية سواء للحرب أو للسلام. وفيما يلي نص الحوار مع ابوعلي مصطفى: اتفاق باراك أقل كلفة من نتانياهو * كيف تقيمون اتفاق واي المعدل: اين ملاحظاتكم المحددة عليه وهل سيؤثر على حوارات الجبهة مع السلطة وفتح التي انطلقت في القاهرة؟ - نحن ننظر لهذا الاتفاق في سياق نفس نظرتنا للاتفاق السابق, اتفاق واي ريفر, بمعنى هو تفرع من اتفاق سابق كنا قد حددنا موقفا منه باعتباره مزيدا من التنازلات امام الاملاءات الاسرائيلية وللاسف كل تنازل منذ اوسلو وحتى الآن والتي بلغ عددها حتى الآن ست اتفاقيات تؤسس لتنازل آخر وهذا ما يجعل الامر اكثر تعقيدا على مستقبل القضية الفلسطينية خاصة وان هذا الاتفاق قد جاء بنقطتين خطيرتين هما: الربط بين الانتقالية والنهائية من جهة ثم تمديد اتفاقات اوسلو من جهة ثانية بالقول لعام 2000 والى آخره مما صدر, وظهرت مقارنات عديدة بين اتفاق واي الاول واتفاق واي الثاني لكن في رأيي ان المشكلة تتمثل في النهج المتبع اكثر منها في قراءة التفاصيل مع ان التفاصيل مهمة ولكن الامر بالاساس بدأ من نهج سياسي مستعد ان يخضع للضغوط الاسرائيلية, النقطة الاخرى ان باراك اراد ان يكسب من عقد هذا الاتفاق ثلاث مسائل: المسألة الاولى ان يخاطب الاسرائيليين ويقول لهم انه قادر على صنع اتفاقه الخاص مع السلطة الفلسطينية بفاتورة اقل كلفة من تلك التي قدمها نتانياهو وهذا قد وضح على الاقل فيما يتعلق بموضوع اعادة الانتشار ثم في موضوع الاسرى والمعتقلين اضافة الى ذلك يريد ايضا ان يثبت دائما تركيز مقولة التفاوض على ما هو متفاوض عليه سابقا فكل ما تم التفاوض عليه في شرم الشيخ تم التفاوض عليه سابقا, ثم اراد باراك ان يدفع الامور باتجاه لا قدسية المواعيد, وتلك ثلاثة انجازات لرئيس الوزراء الاسرائيلي امام جمهوره. * نحن اليوم نعيش الذكرى السادسة لاتفاق أوسلو الموقع في 13 سبتمبر 1993, كيف تقرأون مسيرة السنوات الست, هل قربت اوسلو الشعب الفلسطيني من الاستقلال وماذا كان البديل؟ وكيف تقيم الاداء الفلسطيني في هذه السنوات الست؟ - حين يأتي هذا التساؤل بعد ست سنوات من مراكمة الاحداث السياسية فليس بالامكان الاجابة عليه كما لو كان قبل ذلك حيث كانت هناك ظروف مهيأة لكي تكون مكاسب الشعب الفلسطيني اكثر مما حصل بكثير اذا اعتبرنا ان هناك مكاسب وليس تفريطا, بينما نحن قيمنا اوسلو على انه كان تفريطا في بعض المسائل وخاصة عندما دفع القضايا الكبرى الاساسية والمصيرية للشعب الفلسطيني الى ما بعد ست سنوات وهي المرحلة الانتقالية وهذه القضايا هي القدس والاستيطان واللاجئون والسيادة والحقوق والآن ها نحن امام مدى مجهول لا نعرف الى اين يمكن ان يصل فيما يتعلق بالقضايا الاساسية وانا اذكر انه في احد النقاشات التي دارت سواء في المجلس المركزي او المجلس الوطني قبل اوسلو كانت الذريعة الاساسية من الذين قدموا مداخلاتهم ومبرراتهم للانخراط في التسوية ايام الحوار المشاركة او عدم المشاركة في مؤتمر مدريد وقبل اوسلو كانت الذريعة ان الحقوا الارض لأن الاستيطان يبتلع الارض, ها نحن الآن بعد ست سنوات نجد ان الاستيطان توسع ومصادرة الاراضي كثرت والطرق الالتفافية اكلت المزيد من الاراضي وكان رأينا كجبهة شعبية انه في انتفاضة مجيدة قادرة ان تخلق اشكالات للاسرائيليين بما يفرض عليهم الاستجابة للحدود الدنيا من الحقوق الفلسطينية لكن للاسف جرى القفز على هذا الامر بل على العكس عندما جرت مفاوضات اوسلو كانت هناك اشتراطات اسرائيلية كما ورد في كتاب اوري سافير حول اتفاقات اوسلو (من الالف الى الياء) عندما قال في احدى صفحات هذا الكتاب في ص 67 انه وضع القواعد الاساسية للحوار وهي سبع قواعد احدها وقف الانتفاضة لأنهم كانوا يرون ان لدى الفلسطينيين بدائل ويعرفون ونعرف انه لم يكن ممكنا للتسوية ان تمشي بدون الفلسطينيين كما لا يمكن لفلسطيني ان يكون خارج اطار منظمة التحرير الفلسطينية, الآن بعد ست سنوات نجد انفسن ما زلنا لا نملك السيادة ولا نملك الارض والقدس تتهود والاستيطان ما زال قائما ومسألة حق العودة للاجئين مازالت في اطار المجهول, اللجنة التي تشكلت لبحث موضوع النازحين تعطلت اجتماعاتها لانها لم تتفق على تعريف (من هو النازح) الى آخره من القضايا التي بددت الكثير من النضال الفلسطيني في سبيل تحقيق حكم اداري ذاتي محدود ما زال محاصرا بسقف الاشتراطات الاسرائيلية وما زلنا نقف امام اللاءات الاسرائيلية من (الليكود والعمل) وبالامس كررها في خطابه ديفيد ليفي وزير الخارجية وهي اللاءات الاربعة, نحن امام وضع ازداد تعقيدا على الرغم من انه يمكن للبعض ان يقول ان هناك سلطة وهناك شيء من الارض تحت السيادة ولدينا السلطة وقد عاد للوطن مائة وخمسون او مائة وعشرون الفا يعتبرون هذه مكاسب ولكن في رأينا انه كان يمكن للشعب الفلسطيني ان يحصل على اكثر من ذلك بكثير بما فيها من ردع هذه التوسعية الاسرائيلية التي لم تتوقف يوما واحد طيلة السنوات الست الماضية والمخطط الاسرائيلي اكتسب عنصرين لصالحه بعد اوسلو: العنصر الاول انه بقي تحت مظلة السلام يطبق البرنامج الاستيطاني نفسه والعنصر الثاني انه فتح لنفسه مساحة عربية ودولية لم تكن ميسورة له فيما قبل اوسلو او حتى مدريد في زمن الانتفاضة. لقد حقق لنفسه اشياء اعتقد ان بيرس عندما وصفها بقوله انها الانتصار الثاني للصهيونية كان يعي ما يقول. نحن مع استمرار الحوار الوطني وتوسيعه * ربما ونحن في حوارنا هذا تجاوزنا نقطة من السؤال الاول حول تأثير اتفاق واي المعدل الاخير على حوارات الجبهة مع السلطة وفتح التي انطلقت في القاهرة؟ ـ لقد اعربنا عن استعدادنا للاستمرار في الحوار ونعرف ان جولة واحدة او جولتين في الحوار لا يمكن ان تنقل الطرف الآخر من مكان الى مكان آخر خاصة في مجال النهج السياسي الذي يسير عليه لكن في نفس الوقت كنا نأمل ان تكون هناك بداية تصويب للموقف الفلسطيني اعتمادا على فتح باب الوحدة الوطنية ومناقشة كافة القضايا التي تعرب عن التمسك بالثوابت الفلسطينية, بكل الاحوال نحن لا نشك ان الذي جرى في شرم الشيخ له ظلال سلبية وقد اعربنا عن أن هذا الاتفاق فيه مزيد من التنازلات امام الاملاءات الاسرائيلية لكن في نفس الوقت نحن ما زلنا مستعدين لاستكمال الحوار ولمراكمة النتائج التي نأمل ان تكون ايجابية لصالح القضية الوطنية بمعنى آخر نحن مع استمرار الحوار وما حدث في شرم الشيخ لا يوقفه ولا يلغيه. دمج الانتقالي بالنهائي يفتح باب التنازلات * البدء بمفاوضات المرحلة النهائية قبل استكمال تنفيذ استحقاقات الانتقالية قد يقود لتنازلات كبرى امام ضعف اوراق المفاوض الفلسطيني, ألا يلقي ذلك على عاتق المعارضة الفلسطينية مسؤولية اكبر من اي وقت سابق للمشاركة في مفاوضات المرحلة النهائية ورسم الخطوط الحمراء وتخفيف حجم التنازلات التي ستحدد مصير اجيال الشعب الفلسطيني المقبلة؟ ـ نعم هذا صحيح, بمفاوضات المرحلة النهائىة قبل استكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية سيؤدي الى تراكم المزيد من التنازلات, وهذا كان رأينا منذ البداية في اتفاقات اوسلو وما تبعها, موقف المفاوض الفلسطيني ايضا ضعيف امام هذه المجموعة من التراكمات التنازلية وامام تعقيدات الموقف بشكل عام وأولا واخيرا امام الاشتراطات الاسرائيلية, المسؤولية الآن تقع على عاتق الجميع ومن يفرط بحقوق الشعب الفلسطيني يرتكب جريمة ما بعدها جريمة واسأل من الذي يجرؤ اليوم على ان يتنازل عن حق العودة للاجئين وعن القدس, لا اعتقد ان هناك من يستطيع فعل ذلك من القيادات او من الناس, هذا امر صعب ان لم يكن مستحيلا التفكير حتى في مجرد الاقدام عليه, وهدفنا في فتح صفحات الحوار الوطني مع السلطة ومع حركة فتح هو مناقشة كل هذه الامور ووقف نزيف التنازلات وتثبيت الخطوط الحمراء في المرحلة المقبلة من المفاوضات وصولا الى احقاق للحدود الدنيا على الاقل من الحقوق الفلسطينية في الارض والسيادة, واعود للسؤال من يستطيع الا يقول ان القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية وان كان موضوع اعلان الدولة تعثر وتحقيق شروطها في الارض والسيادة ايضا تأخر ومع ذلك فهي تبقى حقوقا محفوظة وتبقى المطالبة بها قائمة ولتمتد مساحات الصراع ولتتعقد الامور فنحن لا نتوقع سهولتها ابدا كما كنا دائما, نحن على ثقة بأن الصراع محتدم ويطول امره ويصعب ايجاد مخارج له ومنه بسهولة ولكن تبقى المطالبة بالحقوق امرا لا يمكن تجاوزه بأي شكل من الاشكال. * ثمة دعوات لاستئناف وتوسيع اطار الحوار الوطني ليشمل فصائل وشخصيات وطنية وثمة دعوات لعقد اجتماع سريع للمجلس المركزي الفلسطيني.. ما موقفكم من هذه الدعوات, وهل ستشاركون في اجتماع (المركزي) المقبل؟ ـ نحن مع توسيع افاق الحوار الوطني ومع الاستمرار فيه حتى تحقيق النتائج المرجوة ونحن مع عقد اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني ولسنا ضد المشاركة فيه طالما ان الهدف سيكون توحيد الصف الفلسطيني ووضع منهجية حقيقية للسياسات الفلسطينية المقبلة وبشرط الا يكون مثل الاجتماعات السابقة: اجتماع لمجرد الاجتماع او اجتماع للالتفاف على المواقف الاساسية والجوهرية كما حدث في اجتماع غزة الاخير في مسألة اعلان الدولة حيث تم التأجيل بطريقة استعراضية لا تليق بالمجلس ولا بممثلي الشعب الفلسطيني. الدعوات القائمة لعقد اجتماع للمجلس المركزي يجب ان تتسم بالتنظيم والتخطيط والرؤية الموضوعية المتكاملة لبناء استراتيجية فلسطينية واضحة في المرحلة المقبلة, أما إذا كانت ستجري على غرار الاجتماع الأخير فهذا أمر مرفوض من قبلنا في الجبهة الشعبية. * امكانات (اعلان الدولة) تراجعت حسب اتفاق شرم الشيخ, هل ضاق اذن مجال المناورة وما فائدة اعلان دولة لا تملك الأرض والسيادة؟ الاستفتاء ليس مستحيلا ـ نعم ضاقت امكانات اعلان الدولة باتفاق شرم الشيخ لكن الأهم الآن هو العمل على انتزاع الأرض وتحقيق السيادة, يجب الا نتخلى عن هذا المطلب العادل, من حق الشعب الفلسطيني ان تكون له دولة على الأرض التي يقف عليها وان تكون له سيادة في اتخاذ القرار, وأعود إلى اجتماع المجلس المركزي الأخير في غزة والذي أجل اعلان الدولة بطريقة التفافية ومن ثم ما جرى في شرم الشيخ حيث ضاقت المساحة أمام تنفيذ هذا الحق الفلسطيني لأقول انه علينا العمل في المرحلة المقبلة على تحقيق الشرطين الأساسيين وهما الأرض والسيادة للوصول إلى تنفيذ الحق والطلب الفلسطيني العادل في ان تكون للشعب الفلسطيني دولة. * هناك من يعتقدون انه لابد من اجراء استفتاء عام للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده لاقرار أية اتفاقات نهائية وهناك من يطلبون اجراء انتخابات لبرلمان فلسطيني جديد يملك حق اقرار الاتفاقات. أين تقف الجبهة الشعبية من هذه الدعوات؟ ـ يجب العمل على ايجاد صيغة لاجراء استفتاء وانتخابات للشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات, هناك من يقولون ان الأمر مستحيل إذ كيف يمكن تنظيم مثل هذه الأمور في الشتات ورأينا انه في أي مكان يمكن ان يكون الانتخاب فليكن ذلك, وإذا لم يكن ممكنا تعالوا نتفق على لائحة تنظم عملية الاختيار الديمقراطي لممثلين عن الشعب الفلسطيني. أما ان يبقى الحال على حاله فلا يصح ذلك, لابد من ايجاد صيغة, هناك آراء تريد ابقاء القديم على قدمه وفي رأيي فإن هذا لن يحوز على ثقة الشعب الفلسطيني بالمؤسسة التشريعية, وخاصة ان أمامنا تحديات كبرى تحتاج لبرلمان قوي ومنتخب. التسويات المنفردة أقامت حواجز بين العرب * ثمة تداخل فلسطيني عربي في قضايا المرحلة النهائية وخاصة اللاجئين والقدس لماذا لا يكون هناك وفد عربي من البلدان التي يعيش فيها لاجئون ليبحثوا الأمر مع الاسرائيليين على الطاولة ويصلوا الحلول لمن يعيشون فوق أرضهم منذ نصف قرن والأمر نفسه ينطبق على القدس وهي ملك للعرب والمسلمين, أليست تلك هي الوسيلة الأفضل لمنع حروب جديدة ضد اللاجئين الفلسطينيين في الأقطار العربية وكيف ستفرض ما تتوصل له من حلول على هذه الدول المضيفة لمئات الآلاف من اللاجئين؟ ـ قضية فلسطين هي قضية مركزية للعرب, وتاريخيا نضالنا ارتبط بشقين متكاملين بين الخاص الوطني والعام القومي والعربي ولكن للأسف في كل مجريات التسويات التي حدثت في المنطقة منذ عشرين عاما أي منذ كامب ديفيد هي التسويات المنفردة أو العزف المنفرد وبعد ان قطعت هذه التسويات أشواطا في العمل الانفرادي هل يمكن ان نقول للأطراف العربية تعالوا لنوحد الجهد وهو السؤال القديم المتجدد؟ لماذا لم يتوحد الجهد في مدريد ولماذا لم يتوحد الجهد في واشنطن؟ ولماذا استغفلتم الاطراف الفلسطينية والعربية في عقد اتفاق اوسلو, لقد راكمت أوسلو مجموعة من الحواجز العربية وأصبحت ازالتها تتطلب جهودا مضنية وكثيرة, المفاوض الفلسطيني لم يضع في اعتباره انه في يوم من الأيام سيصطدم بالجدار الاسرائيلي الذي يجبره على انه لابد من بعد عربي يشكل حماية للموقف الفلسطيني, للأسف تبددت كثير من الأرصدة وتبددت كثير في الفرص التي جعلت وضع الفلسطيني أمام الاملاء الاسرائيلي منفردا. أما ما يعلن عن استعداد الجهات الرسمية فهذا يدخل في نطاق العواصف وليس الرؤى والاستراتيجيات وللأسف العرب لا يملكون خطة استراتيجية لا لعملية الحرب ولا لعملية السلام, للأسف هذا الوضع عقد الأمور الآن أكثر مما كانت عليه عشية مدريد وعشية مفاوضات واشنطن والآن لا أعرف كيف يكون لهذا الموضوع المعقد حلولا, بالطبع العرب معنيون فيما يتعلق بموضوع اللاجئين الفلسطينيين والآن نحن نواجه في لبنان حملة من بعض الأوساط تقول بمقاومة التوطين. من يقاوم التوطين يجب ان يساند الفلسطينيين في حق العودة وليس مقاومة التوطين دون بديل (وابحثوا لهم عن بلد آخر) كأنما الهجرة تستوجب هجرة أخرى بينما الهجرة تستلزم حق عودة, ولذلك نحن نواجه قضايا متداخلة مع الوضع العربي ولكن لابد من اعادة النظر في المنهج السياسي وإذا لم تتم اعادة النظر في المنهج السياسي بشكل كامل وليس اتخاذ الموقف بالقطاعي: موقفا منفردا معزولا مثلما هو حال الجامعة العربية فإنه لن يحدث تقدم في الربط بين الوطني والقومي. دعم السلام وحقوق الشعب الفلسطيني دون وجود استراتيجية ورؤية ووحدة مفهوم للقضايا لا يعني شيئا, الأمر يتطلب اعادة منهج واعادة نظر جذرية تجعل من الوضع العربي عنصر قوة لصالح القضية الفلسطينية فهل السلطة مستعدة ان تأخذ هذا المسار؟ هذا هو السؤال وهذا أيضا من قضايا الحوار لأن من يريد من أخيه ان يدعمه فليقل له على ماذا يدعمه, لا يجوز ان تبقى الأمور بالقطاعي أو الاستنجاد بالعرب وقت الضيق, السلطة الفلسطينية تريد ان تستجير بالعرب وقد مارست فردية المواقف والسياسات كيف؟ هذا يجب ان يجعلك تعيد النظر في السياسة وليس هو قضية تكتيكية آنية أو فزعة اعلانية. لا استقرار بدون حل قضية اللاجئين * في موضوع اللاجئين كيف يمكنك فرض القرار في حال اتخاذه على الدول المضيفة لهم؟ ـ لاشك انها مشكلة المشكلات ونحن متأكدون ان شعبنا متمسك بحقه في العودة وسيبقى على هذا الحق لو استلزم الصراع خمسين عاما قادمة, لن يستسلم حتى من يحاول ان يشيع التوطين او التجنيس او غيره, يمكن ان يصيب هذا بعض العشرات لكنه لايلغي حق الملايين ومن يعتقد انه يمكن ان يعمل سلاما او اتفاقات او صفقات دون ان يمارس الشعب الفلسطيني حقه في العودة فليفهم ان هذا سلام لايصمد في المستقبل, حق العودة هو العنصر الرئيسي في السلام لمن يريد السلام ونحن لانخاف من المستقبل ومن يعتقد انه يمكنه ان يعمل سلاما متجاوزا هذه المسألة فهو حقيقة مثل الذي يضع قنبلة في جيبه تشكل تهديدا دائما, لان التفاوض سيبقى قائما بين اللاجىء الذي احتلت ارضه والاسرائيلي المحتل للارض فمن يدعى انه صنع سلاما سواء كان فلسطينيا او عربيا او من العالم فان هذا ليس هو الطريق, لا سلام مع بقاء حالة التشرد والاحتلال, نحن امام حالة موضوعية موجودة في الجانب العربي وفي الجانب الفلسطيني من قال ان غزة فيها 60% من سكانها لاجئون سيقبلون استمرار الوضع, نحن اذن امام معركة مفتوحة ونحن نقرع الجرس لنقول ان اي واحد يعتقد انه يصنع سلاما ويتجاوز حق العودة في الوقت نفسه فهو واهم, فالمنطقة لاتستقر باستمرار حال اللاجئين على ماهو عليه الآن, بالتأكيد الدول العربية موقفها المعلن والمثبت هو التمسك بقرارات الامم المتحدة التي تنص على عودة اللاجئين الى ديارهم وخاصة القرار 194 وما تفرع عنه لهذا السبب نحن نعتبر انفسنا ما زلنا في معركة مفتوحة على اكبر عنوان للشعب الفلسطيني سواء كان في الداخل او في الخارج, وذلك يتطلب اليقظة السياسية في التمسك بحقوق الشعب, وحقه في العودة بشكل خاص. نحن الآن لسنا امام حروب جديدة في الدول العربية وانما امام حرب مفتوحة مع اسرائيل وهذا توجهنا وهذا تناقضنا الرئيسي مع العدو, اذا كان هناك تحرك رسمي من قبل القيادة الفلسطينية بالتوجه نحو سياسة عربية تجمع هذه القضايا برؤية استراتيجية فانا اتوقع ان تكون الامور لصالح قضيتنا وستجري الامور في مسارها الصحيح, لكن الامر يحتاج الى استعداد سياسي جديد وشامل اما اذا بقي الامر على ماهو عليه الآن فسيكون الوضع مثلما كان في 1948م وتتكرر المأساة, ما زالت ذاكرتنا تحفظ كيف ان اسرائيل بعد حربها مع العرب في عام 1948م لجأت الى عقد هدنة مع كل دولة عربية على حدة وبشروط مختلفة مع كل دولة وكان ذلك لصالح الاسرائيليين الآن الموضوع اخطر كثيرا وبالتأكيد فان كل اتفاق يعقد مع كل طرف على حدة سيكون لصالح الاسرائيليين. الصراع بين المسارات لعبة اسرائيلية * هل انتهى صراع المسارات باتفاق شرم الشيخ الذي حسم خيار (المسار الفلسطيني اولا) وهل تتوقع بعد هذا الاتفاق انطلاقة على المسارين: السوري واللبناني؟ ـ نحن نعتبر ان قضية الصراع بين المسارات هو لعبة اسرائيلية وقد حذرت من ذلك في حديثي مؤخرا مع قناة الجزيرة الفضائية وقلت انه يجب ان نحذر جميعنا فلسطينيين وعربا من الوقوع في المناورة الاسرائيلية في التنافس بين المسارات, المشكلة ليست بين الفلسطينيين والسوريين او السوريين واللبنانيين بل ان مشكلتنا جميعا هي مع اسرائيل ولذا يجب ان يتوجه الجهد نحو هذا الاشكال ولم نقل يوما انه اذا تمكنت لبنان من الحصول على انسحاب اسرائيلي وتنفيذ للقرار 425 واذا ما حصلت سوريا على حقوقها في انسحاب اسرائيل من الجولان حتى حدود 4 يونيو وعودته الى السيادة السورية فاننا سنعارض ذلك, فهذا امر يجب ان يفرح الفلسطينيين لانه كلما قلصنا المساحة التي يحتلها الاسرائيليون, فهذه مصلحة عربية ولصالح القضايا العربية والفلسطينية وبالتالي لاتناقض بين المسارات لكن المشكلة انها لعبة اسرائيلية والاسرائيليون لعبوها عبر وسائل الاعلام, تارة يصورون للناس ان الامور تسير بسرعة على المسار السوري وتارة يعلنون عن تقدم على المسار اللبناني وهلم جرا بالطروحات التي قدموها في الاشهر الماضية وانا اعتقد ان القيادات الرسمية واعية تماما لهذه المسألة ولم يقع احد في هذا الخطأ, حتى التصريحات التي صدرت عن القيادة الفلسطينية كانت حكيمة ومتوازنة ونحن نريد التأكيد على ضرورة التنبيه من عدم الوقوع في اللعبة الاسرائيلية فاذا كانت اسرائيل جادة في القول بالعودة الى حدود 4 يونيو فالامور على المسار السوري ستمشي, اذا كانت جادة في تنفيذ القرار 425 مع لبنان فان الامور ستمشي ايضا واذا ارادت اسرائيل اللعب والمناورة واستخدام الوقت والتضليل الاعلامي فذلك امر مختلف وعلى الجميع ان يكونوا يقظين تجاه ذلك ونحن نكون سعداء اذا حصل الاخوة العرب على حقوقهم. أبوعلي مصطفى لدى عودته للوطن ويبدو بجواره الطيب عبدالرحيم وصائب عريقات

Email