من الملف السياسي: الاحداث العسكرية في الشيشان وداغستان وعلاقتها بمسلسل الانفجارات الأخيرة في روسيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا خلاف على أن ما يحدث الان على الساحة الداخلية الروسية لم يكن يتخيله حتى اشد المتشائمين لما سيكون عليه الوضع في روسيا الوريث الاكبر للامبراطورية الروسية, فقد تعرضت روسيا مؤخرا لسلسلة من الانفجارات الكبيرة والعمليات الارهابية التي خلفت وراءها الكثير من الضحايا, وكأنه لا يكفيها ما وصلت اليه الامور بالنسبة للاقتصاد الروسي والذي وصل الى درجة من الانهيار لا يمكن معها التنبؤ بانتعاشه مرة اخرى على المدى القريب, ففي روسيا وطبقا لتقرير منظمة العمل الدولية هناك نحو 10 ملايين شخص عاطل عن العمل, كما وصلت الديون الى حوالي 140 مليار دولار وهبط الناتج المحلي خلال العام الماضي بمعدل 4.5% عن العام السابق له, في الوقت الذي قفز فيه معدل التضخم السنوي الى نحو 90%, وبلغت قيمة الاموال المهربة الى الخارج حوالي ملياري دولار شهريا, في الوقت الذي زاد الحديث فيه عن عمليات غسيل للاموال بقيمة 10 مليارات دولار من اموال المساعدات التي كانت تقدم لروسيا.. هذه الاوضاع الاقتصادية المتردية في روسيا, اضافة الى عمليات العنف والارهاب والصراع الداخلي على السلطة في روسيا, صاحبها في الوقت نفسه انشغال روسيا في العمليات العسكرية في كل من داغستان والشيشان والتي تستنزف جزءا كبيرا من الموارد والامكانات الروسية, وهو ما أثار اهتمام المراقبين وادى الى تزايد التساؤلات حول علاقة الانفجارات الأخيرة والتدهور الأمني في روسيا بمسار الاحداث العسكرية في داغستان والشيشان وتأثير ذلك على مستقبل النظام السياسي الروسي, وحول مدى صحة ما يطرحه بعض المراقبين من احتمالات تورط بعض القيادات الروسية في اعمال التفجيرات بغرض اعلان حالة الطوارئ وإلغاء الانتخابات, وحول مستقبل الرئيس الروسي يلتسين في ظل هذه التطورات والمستجدات, اضافة الى موقف الولايات المتحدة بصفة خاصة والغرب بصفة عامة من ذلك.. (الملف) التقى بالدكتورة نورهان الشيخ مدرسة العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية والخبيرة في الشؤون الروسية, وضياء رشوان الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام لإلقاء الضوء على التطورات الأخيرة في روسيا والاجابة على هذه التساؤلات. صعوبة كبيرة في البداية ترى الدكتورة نورهان الشيخ مدرسة العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية والمتخصصة في الشؤون الروسية, ان هناك صعوبة كبيرة في التنبؤ بالمستقبل السياسي لروسيا في ظل التطورات المتلاحقة الاخيرة التي تعبر عن تدهور الاوضاع بشكل عام وفي مختلف المجالات, ولكن هذا لا يمنع من القول بأنه يمكن الاشارة الى ان المستقبل السياسي لروسيا سوف يتحدد ويتوقف على نوعية القيادة التي ستتولى الامور مستقبلا وخاصة ان هناك انتخابات رئاسية في يونيو من العام المقبل, فاذا وصلت قيادة روسية لها رؤية واضحة ومحددة لطبيعة الأزمة التي تمر بها روسيا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وكيفية مواجهة ذلك, فإنه من الممكن لروسيا ان تستعيد بعض من قوتها الاقتصادية وتماسكها الداخلي, مما سينعكس على دورها على الصعيدين الدولي والاقليمي.. هذه القيادة المطلوبة لقيادة روسيا في الفترة المقبلة هي التي تستطيع ان تحظى بقبول كل القوى الفاعلة في روسيا, وتستطيع في الوقت نفسه ان تجذب التأييد لبرنامج اصلاحي يكون هدفه الاول الخروج من الازمة الاقتصادية وبالاعتماد على الامكانات والموارد الروسية بالاساس. النموذج الاقرب وتشير الدكتورة نورهان الشيخ في هذا الصدد الى ان النموذج الاقرب لمثل هذه القيادة كان رئيس الوزراء الروسي السابق (بريماكوف) حيث كان يحظى بتأييد وقبول كافة القوى السياسية في روسيا سواء الشيوعيين او القوميين او الاصلاحيين, كما كان له رؤية محددة وواضحة للمصالح الوطنية الروسية على الصعيدين الداخلي والخارجي, فعلى الصعيد الداخلي تابع (بريماكوف) برنامج الاصلاح الاقتصادي وفي الوقت نفسه حرص على الا يكون هذا الاصلاح على حساب المواطن الروسي ومستوى معيشته, وان يكون الاصلاح بالاعتماد على الموارد الروسية ومعروف ان روسيا غنية بكافة الموارد سواء الزراعية والمعدنية والبترولية وغيرها, فقد حاول (بريماكوف) ان يوظف هذه الموارد بما يساعد على الخروج من الأزمة الاقتصادية, وكان له موقف واضح ومحدد تجاه الشروط التي وضعها صندوق النقد الدولي لتقديم مساعدات الى روسيا وهو الا يكون من اثارها حدوث هزات اقتصادية جديدة تؤدي الى زيادة معاناة الاقتصاد الروسي او المواطنين الروس, كما تمكن من جذب حكام الاقاليم المختلفة هناك وتحقيق درجة من الاستقرار الداخلي سواء على صعيد التكامل القومي او الصراع على السلطة حتى ان البرلمان الروسي ايد سياسات (بريماكوف) الداخلية.. اما على صعيد السياسة الخارجية استطاع بريماكوف ان يحقق درجة من الاستقلالية لمواقف روسيا تجاه القضايا الدولية المختلفة بغض النظر عن موقف الغرب ومدى تعارض الموقف الروسي معه, طالما ان الموقف الروسي يحقق مصالح وطنية لروسيا سواء كانت مصالح امنية او اقتصادية او قومية, فمثلا اثناء فترة تولي بريماكوف السلطة تعرضت روسيا لضغوط كبيرة حتى لا توافق على صفقة الاسلحة التي طلبتها ايران ولكنها لم تستجب لهذه الضغوط. وفيما يتعلق بالتطورات الاخيرة التي حدثت في روسيا والمتمثلة في مسلسل الانفجارات وتدهور الاوضاع الامنية وعلاقة ذلك بمسار الاحداث العسكرية في داغستان والشيشان تقول الدكتورة نورهان الشيخ: الارهاب والعنف ليسا من الظواهر الجديدة على المجتمع الروسي فهناك ظاهرتين تعذيان ذلك, الاولى وهي ما يعرف بظاهرة ازمة التكامل القومي في روسيا والناتجة عن محاولة بعض الجمهوريات الانفصال عن روسيا والتي وصلت الى اقصى درجاتها في الحرب مع الشيشان, وهناك ظاهرة اخرى وهي تصاعد العنف داخل المجتمع الروسي والذي يرتبط بدور ونشاط جماعات المافيا, وهذا النشاط كان موجه في الاساس ضد بعض رجال الاعمال الروس وبعض الشخصيات العامة ولذلك كانت هناك محاولات لاغتيال بعضهم ومعروف ان بعض رجال الاعمال الروس كانوا قد احتجوا على هذا النشاط ونظموا تظاهرة مطالبين بحمايتهم, ولم يكن هناك ربط بين هاتين الظاهرتين والاحداث العسكرية في داغستان والشيشان, ولكن الذي حدث في الفترة الاخيرة هو ان العنف والارهاب لم يتجه ناحية رجال الاعمال وانما طال قطاعات اخرى مثل تفجير المباني السكنية وهذا الامر ليس من ضمن اهداف واولويات عصابات المافيا وهو ما جعل البعض يربطون بين العمليات الارهابية الاخيرة والاحداث العسكرية المتوترة حاليا في الشيشان وداغستان على اساس ان هذه العمليات بمثابة محاولة من المقاومة الشيشانية والقوات الانفصالية في داغستان للضغط على الحكومة الروسية, ولذلك فإنني ارى ان هذا الاحتمال قد يكون واردا ولكن لا احد يستطيع الجزم تماما بصحته وخاصة ان المقاومة الشيشانية قد أعلنت اكثر من مرة انه لا دخل لها بهذه الاعمال الارهابية. اعمال التفجيرات الاخيرة على جانب اخر لا تستبعد الدكتورة نورهان الشيخ ان يكون هناك احتمالات لتورط بعض القيادات الروسية في اعمال التفجيرات الاخيرة بهدف اعلان حالة الطوارئ وبالتالي الحيلولة دون اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة, ولكنها في الوقت نفسه تعود فتشير الى ان هذا الاحتمال ليس اكيدا بنسبة مائة في المائة حيث ان الانتخابات البرلمانية قد اجريت قبل ذلك مرتين في مواعيدها المحددة مسبقا, وفي المرتين كانت القوى القومية والشيوعية تهيمن على البرلمان الروسي ولكنه لم يستطع باي حال من الاحوال التأثير على اتخاذ القرارات في القضايا الروسية الحيوية, البرلمان هناك له سلطات محدودة للغاية في مواجهة سلطات الرئيس, والذي بمقتضى دستور 1993 هو الفاعل الاساسي والمهيمن على عملية صنع القرار في روسيا, ودور البرلمان في هذا الاطار محدود جدا ويقتصر على مجرد تقديم الانتقادات او تقييم السياسات ودون وجود سلطات حقيقية له تتيح له منع اتخاذ قرار ما سواء كان ذلك في قضية داخلية او خارجية, ولذلك فالانتخابات البرلمانية لا تعني الرئيس الروسي كثيرا.. اما بالنسبة للرئيس الروسي الحالي بوريس يلتسين فلا احد ينكر شدة تمسكه بالسلطة وأنه حاول التحايل على الدستور من اجل ان يعيد ترشيح نفسه لفترة ثالثة, فمعروف انه طبقا للدستور الجديد فان الرئيس الروسي لا يحق له سوى الترشيح لفترتين رئاسيتين فقط وهذا ما حدث بالنسبة للرئيس يلتسين ولكنه يتحايل بان يدعي ان احدى هاتين المرتين كانت في عهد الاتحاد السوفييتي السابق في يونيو 1991 وبالتالي فهو لم ينتخب الا مرة واحدة في ظل الدستور الحالي ويحق له الترشيح لمرة اخرى, ولكن المحكمة الدستورية العليا في روسيا قضت ببطلان هذا الرأي, وبالتالي فمن المفروض الا يرشح يلتسين نفسه مرة اخرى, ولذلك ترددت بعض الشائعات والتكهنات التي تشير الى ان وراء هذه العمليات الارهابية بعض القيادات الروسية التي تسعى الى فرض حالة الطوارئ وتأجيل الانتخابات المقبلة, وساعد على استمرار هذه الشائعات والتكهنات استمرار العمليات العسكرية التي تتم بضراوة حاليا في الشيشان وداغستان, ولكن يظل هناك تساؤل هام هل من الممكن لرئيس دولة ان يزج بنفسه في اطار عمليات ارهابية وعنف بهذا الشكل من اجل ان يظل موجودا في السلطة!؟.. اعتقد ان هذا الامر يحتاج الى درجة من التأكد وبحيث لا يقتصر الامر على التكهنات وعموما الرئيس يلتسين تناقصت شعبيته كثيراً في الفترة الحالية بسبب التدهور الاقتصادي الرهيب والتغييرات الوزارية المتتابعة والاوضاع الامنية المتردية وايضا بسبب حالته الصحية المتدهورة. وحول المواقف المعلنة والمواقف الحقيقية للولايات المتحدة والغرب عموما تجاه ما يحدث في روسيا اشارت الدكتورة نورهان الشيخ الى انه ليس من مصلحة الغرب بصفة عامة ان تكوين هناك روسيا قوية, ولكنه في الوقت نفسه ليس من مصلحته ان تتفكك روسيا بالصورة التي تؤدي الى تصاعد. الحركات الاسلامية في هذه المنطقة وبالشكل الذي يهدد بعدم احكام السيطرة على الترسانة النووية الروسية.. مصلحة الغرب ان تحافظ روسيا على درجة ما من الاستقرار الذي يحقق الاطمئنان له فيما يتعلق بالترسانة النووية الروسية لان في ذلك حماية للغرب نفسه, لكن ان تصبح روسيا دولة قوية وكبرى مرة اخرى فهذا ليس ضمن اولويات اجندة السياسات الغربية فالغرب يسعى الى ان تظل روسيا على درجة من الضعف السياسي والاقتصادي بحيث لا تكون هناك خطورة عليه, ولذا لم يكن رئيس الوزراء الروسي السابق بريماكوف من الشخصيات المحببة الى قلب الغرب والذي رحب كثيرا برحيله عن السلطة لان وجوده كان لا يحقق المصالح الغربية في روسيا بشكل او بآخر, وهذا الكلام يؤكده ما حدث من الغرب تجاه روسيا في فترة ما بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. لقد وعد الغرب وقتها روسيا بمساعدات ضخمة ولكن الذي حدث هو أن روسيا لم تتلق الا القليل وكانت الاوضاع الاقتصادية في تدهور مستمر بسبب الشروط التي كان يمليها عليها صندوق النقد الدولي الذي يديره الغرب بالاضافة الى سوء الادارة في روسيا حتى وصلت الامور في روسيا الى اسوأ مما كان يتخيل اكثر المراقبين تشاؤما. العناصر الانفصالية اما ضياء رشوان الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فيرى ان هناك بعض العلاقة بين ما حدث في روسيا من تفجيرات وأعمال عنف, والاحداث العسكرية التي تجري حاليا في الشيشان وداغستان, ولكنه في الوقت نفسه يرى انه من الصعب ان نلقي بالاتهام كله على العناصر الانفصالية في داغستان والشيشان فهناك اسباب داخلية قد يكون لها علاقة بتلك الانفجارات وعمليات الارهاب في روسيا مثل الصراعات الدائرة حاليا حول الكرملين وبداخله بين المجموعات السياسية والقومية المختلفة وقد تبادلت هذه المجموعات وخاصة اليهودية منها الاتهامات علنا بالتورط في دعم وتأييد العناصر الانفصالية في الشيشان وداغستان وقد وجه الاتهام اساسا الى المليونير اليهودي والذي يحمل الجنسية الاسرائيلية (بيرونفسكي) ويعد من اقرب حلفاء وممولي الرئيس الروسي الحالي, والذي وجه اليه الاتهام هو يهودي اخر يرأس المؤتمر القومي الوطني اليهودي الروسي.. الانهيار الذي حدث في المجتمع الروسي سواء من الناحية الاقتصادية او السياسية يؤكد ان هناك عناصر روسية لها دور وساهمت في مثل تلك الانفجارات ولا يجب ان يلقي الامر كله على عاتق العمليات العسكرية الدائرة حاليا في الشيشان وداغستان. تطورات داخلية واوضح ضياء رشوان انه ما من شك ان هذه الاوضاع المتردية سواء في داخل روسيا او في الشيشان وداغستان سيكون لها اثار مهمة على النظام السياسي الداخلي في روسيا خاصة مع بدء فصل الشتاء الذي يؤدي سوء الاوضاع الاقتصادية فيه الى تنامي التذمر الاجتماعي خاصة في ظل نقص الوقود والامكانيات المادية, وبالتالي فان اي متابع للاوضاع في روسيا يضع في اعتباره دائما اهمية فصل الشتاء في اي تطورات داخلية. كما ان هناك تخوف اخر من ان يستغل الرئيس يلتسين الحرب الدائرة في داغستان والشيشان والارهاب في روسيا لاعلان حالة الطوارئ والغاء الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها بعد عدة شهور, الامر الذي يمكن ان يتفاعل مع الازمات الاجتماعية والاقتصادية, وفصل الشتاء, ويؤدي الى تفاقم الاوضاع في روسيا وكذلك فهو يرى باحتمال تورط قيادات روسية في الانفجارات الاخيرة لان الصراعات الداخلية هناك في اشدها ومن المؤكد ان هناك اطرافا روسية لها علاقة بتلك العمليات الارهابية, بالاضافة الى اللوبي اليهودي, هذه الاطراف قد يكون من مصلحتها تدهور الاوضاع الداخلية الى الحد الذي يدفع الى اعلان حالة الطوارئ وتأجيل الانتخابات سواء البرلمانية او الرئاسية بما يحقق مصلحتها في الاستمرار في تمتعها بمميزات السلطة, وقد يكون وارداً ايضا ان يكون هناك تحالف ما بين القوى اليهودية التي اشرنا اليها وبعض رجال الحكم والدولة في روسيا من اجل تحقيق هذا الهدف, ولعل في علاقة (بروزفسكي) الذي سبق اتهامه بالتورط في الشيشان وداغستان بالرئيس يلتسين وأسرته سياسيا وماليا ما يعضض هذا الاحتمال. تدخل المؤسسات الدولية وعن مستقبل الرئيس يلتسين في ظل هذه التطورات والمستجدات يقول ضياء رشوان انه من الصعب التنبؤ بمستقبل الرئيس يلتسين وخاصة انه في كل مرة يشتد الحديث عن رحيله بعد تردي الاوضاع الاقتصادية والسياسية نفاجأ بتدخل المؤسسات الدولية لدعم الاقتصاد الروسي وبالتالي ينجو الرئيس يلتسين, وهذا الامر فعلته امريكا من قبل عندما طلبت من المجتمع الدولي دعم روسيا لكي تتخطى ازمتها الاقتصادية, ومن المؤكد انهم سيفعلون ذلك مرة اخرى, فهناك في الغالب من يأخذ بيد يلتسين للخروج من الازمات التي تواجهه, لان وجوده يمثل مصلحة امريكية والبديل له بالنسبة لامريكا مخيف حتى المعتدلين مثل بريماكوف, وعموما فان روسيا ليست ذاهبة الى الاستقرار النهائي فقد تشهد الازمات بعض الانفراج من حين لاخر, ولكن الاكثر ترجيحا هو ان تظل الازمة الروسية قائمة وتتفاوت حدتها من مرحلة الى اخرى فتهدأ حينا وتشتد حينا اخر, لكنها ليست مرشحة في ظل الظروف السيئة الحالية والمتمثلة في الوضع الاقتصادي المتدهور والارهاب والعنف, وحرب المافيا, والاحداث العسكرية في الشيشان وداغستان, في ظل هذه الظروف روسيا ليست مرشحة لان تخرج من ازمتها في الوقت القريب. وفيما يتعلق بموقف امريكا بصفة خاصة والغرب عموما من الاوضاع في روسيا يرى ضياء رشوان ان الولايات المتحدة الامريكية تفضل دائما ان تظل روسيا ضعيفة ولكنهم في الوقت نفسه يخافون من تدهور الاوضاع في روسيا الى الحد الذي يؤدي الى انهيار النظام الحالي بها بما يفتح الطريق امام القوى القومية واليسارية الى الحكم, حيث ان الولايات المتحدة لم تنس مطلقا ان روسيا لاتزال ثاني أكبر دولة نووية في العالم ووقوع الحكم في ايدي هذه القوى سيهدد بالقطع المصالح الامريكية وفي مقدمتها استئثارها بقيادة النظام الدولي الجديد, وبالتالي فالامريكيون اميل دائما الى الحفاظ على روسيا ضعيفة ولكن ليست منهارة تماما حيث ان الانهيار التام يفتح الباب امام الاحتمالات لخروجها بصورة جديدة ومختلفة الى الدرجة التي يصعب على الولايات المتحدة قبولها.

Email