تسبق المفاوضات بين الجانبين، كلينتون يسعى على كافة المستويات لصيغة سورية اسرائيلية مشتركة

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم تأكيد دمشق بأن زيارة وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت لم تحقق شيئا وتأكيد تعمد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك تغييب الشرعية الدولية في شرم الشيخ فإن الرئيس بيل كلينتون يسعي وعلى كافة المستويات الامريكية لايجاد صيغة مشتركة بين اسرائيل وسوريا قبل استئناف المفاوضات بينهما . وكانت الصحف السورية قللت امس من أهمية زيارة أولبرايت لدمشق.. وقالت انها جاءت دون أن تحمل معها ماهو مفترض لاستئناف محادثات السلام من حيث توقفت. وأرجعت صحيفة ( البعث) السبب في ذلك الي حكومة باراك التي مازالت على موقفها القديم أي عدم التسليم بأسس وشروط قيام السلام العادل والشامل حتي أن أولبرايت التي أقرت رسميا بدمشق وبيروت أن من مصلحة كافة شعوب المنطقة قيام السلام المبني على مبدأ الارض مقابل السلام لم تستطع الحصول على هذا الاقرار من باراك. وقالت ان باراك عندما يفعل ذلك فلانه استطاع وللاسف الحصول على معظم مايريد من بعض الاطراف العربية بعيدا عن الشرعية الدولية وقراراتها. وأكدت أن استمرار حكومة باراك في نهجها الحالي سوف يدخل عملية السلام في مأزق جديد قد يكون من الصعب التكهن بنتائجه. ومن ناحيتها انتقدت صحيفة (تشرين) المسؤولين الاسرائيليين.. وقالت أنهم تعاملوا مع قضية جوهرية وحيوية كقضية السلام بمنطق التجارة الرخيصة وما تتطلبه من مساومة وصفقات وابتزاز. وأضافت الصحيفة أن باراك الذي خيب الامال بمواقفه المتناقضة مع تصريحاته يقيس قضية السلام من زاوية الربح والخسارة ولهذا فهو يناور ويساوم ويهدد كما فعل مؤخرا مع السلطة الفلسطينية في تنفيذ اتفاق واي ريفر. وأكدت أنه لا أمل في السلام بالشرق الاوسط اذا لم يكن عادلا وشاملا ويلبي الحقوق العربية. صحيفة هآرتس العبرية قالت من جهتها امس ان واشنطن ترفض استئناف محادثات السلام بين سوريا واسرائيل قبل ايجاد صيغة يمكن ان تحظي بقبول الطرفين. واشارت الصحيفة الي ان الحكومة الامريكية تري انه لاجدوي من لقاء الجانبين طالما لم يتضح أن هذه المحادثات ستحقق السلام مضيفا بأن تلك كانت محصلة الجولة المكوكية التي قامت بها مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية مؤخرا بين دمشق والقدس. وأضافت ان الولايات المتحدة ترفض بهذه النتائج في الاساس مقترحات استئناف المحادثات التي طرحها رئيس الوزراء اليهودي ايهود باراك وقبل فيها الموقف السوري بصفة جزئية. واستطردت قائلة ان الامريكيين يفترضون حتي قبل زيارة مادلين اولبرايت لدمشق ضرورة بذل قدر كبير من الجهد من اجل انعاش المسار السوري ومن ثم ركزت اولبرايت على نقل رسائل تؤكد على بناء الثقة بين باراك والاسد بدلا من الدخول في محاولات جادة لاستئناف المحادثات. وكان دينيس روس المبعوث الامريكي للشرق الاوسط قال أمس الأول ان الرئيس الامريكي بيل كلينتون مصمم على محاولة احياء المفاوضات على المسار السوري الاسرائيلي بعد ثلاثة اعوام من الجمود للتوصل الي سلام دائم بين الطرفين. وقال روس في حديث لرويترز ان المسؤولين الامريكيين الذين انتعشت امالهم بعد يومين من المحادثات مع الزعماء الاسرائيليين والسوريين سيواصلون الاتصالات مع البلدين خلال الايام والاسابيع المقبلة. واضاف روس (هذه عملية يشارك فيها الرئيس عن كثب. انها مقياس لالتزامه. مقياس لاهتمامه ومقياس لاهمية اتصاله المباشر مع الاطراف) . وقال روس انه رغم خلافاتهما فان مواقف سوريا واسرائيل تغيرت منذ فوز ايهود باراك في الانتخابات الاخيرة في اسرائيل وتوليه رئاسة الوزارة. ويؤيد باراك مبدأ الارض مقابل السلام الذي رفضه سلفه بنيامين نتانياهو. واضاف ان اولبرايت ومرافقيها خرجوا من مفاوضاتهم في اسرائيل يوم الجمعة وفي سوريا يوم السبت بشعور بانهم (اكثر اقتناعا من اي وقت مضي بنية الطرفين في الوصول الي اتفاق) . والقضايا المطروحة هي مستقبل هضبة الجولان السورية التي احتلتها اسرائيل خلال حرب عام 1967 وتفاصيل السلام. وتقول سوريا ان رئيس وزراء اسرائيل الاسبق اسحق رابين تعهد بالانسحاب من جميع الاراضي السورية. وتصر سوريا على استئناف المفاوضات من حيث توقفت في عام 1996 عندما اوقفتها اسرائيل بعد وقوع هجمات انتحارية راح ضحيتها عشرات الاسرائيليين. وتقول اسرائيل ان حجم انسحابها يعتمد على ما تقدمه سوريا في مجال الامن. والتقت اولبرايت وروس بالرئيس السوري حافظ الاسد ووزير خارجيته فاروق الشرع الا انهما فشلا في اعادة الطرفين السوري والاسرائيلي الي مائدة المفاوضات بعد ان اعربت سوريا عن خيبة املها في الرسالة التي حملتها اولبرايت من اسرائيل. لكن روس رغم ذلك وصف الاجتماع بانه ايجابي. وقال روس (ركزنا اكثر في هذه المرحلة على محاولة الحديث الي كل طرف عن نوايا الطرف الاخر لاننا نشعر انه اذا وجد مستوي متزايد من الثقة المتبادلة عن نوايا الطرف الاخر. فمن الممكن ان يجلب هذا مزيدا من المقدرة على التغلب على الخلافات حول لب الامور) . وقال روس ان الوسطاء الامريكيين يبحثون عن طريقة لا تضمن فقط استئناف المفاوضات بل تعزز احتمالات ان تسفر عن اتفاق. واضاف (سنعمل على عدة مستويات مختلفة.. على المستوي الرئاسي وعلى مستوي وزارة الخارجية وعلى المستوي الخاص بي) . ـ الوكالات

Email