ميليشيا الصرب ترتكب مذبحة جديدة في كوسوفو، فتح ممر انساني بين مقدونيا والبانيا لنقل اللاجئين،الجنرال كلاوس: ذراع الحلفاء لم تمنع جرائم ميلوسيفيتش

ت + ت - الحجم الطبيعي

استمر تدفق افواج اللاجئين من كوسوفو الى مقدونيا والبانيا وسط تداول تقرير حول مذبحة جديدة نفذتها الميليشيات الصربية وراح ضحيتها 150 مدنيا من رجال ونساء في بلدة درينيشا غرب كوسوفو, واعلنت الامم المتحدة عن عزمها فتح ممر انساني بين مقدونيا والبانيا لنقل نحو خمسين الف لاجىء يتكدسون في تجمعات على الحدود المقدونية الى البانيا , وطالب كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة بلجراد السماح بدخول بعثة انسانية الى كوسوفو. ووجه المستشار الالماني السابق هيلموت كول انتقاداته الى اوروبا والغرب لتقاعسهم عن اغاثة ابناء كوسوفو , فيما اعتبر الجنرال كلاوس تيومان القائد السابق لقوات الناتو ان الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش قد نجح في حملته للتطهير العرقي واخلاء كوسوفو من ابنائها. فقد قال راديو تيرانا الالباني الحكومي امس أن القوات الصربية شبه النظامية قتلت ما لا يقل عن 150 مدنيا من رجال ونساء في بلدة درينيشا غرب كوسوفو. وقال مراسل لوسائل الاعلام الالبانية الحكومية في بلدة درينيشا أن الضحايا كانوا من مختلف الاعمار ولم يحدد التقرير وقت وقوع المجزرة. واضاف أن القوات الصربية غير النظامية اقتادت المجموعة إلى قبور كانت محفورة وقامت باعدامهم. وجاء في التقرير أن مجموعة أخرى مكونة من ثلاثين شخصا أمرت بخلع ملابسهم وتعرضوا إلى أعمال عنف ووحشية لم يسبق لها مثيل على أيدي القوات الصربية غير النظامية. واعلنت الامم المتحدة في سكوبيي انه قد يتم قريبا نقل اكثر من نصف لاجئي كوسوفو البالغ عددهم100 الف الموجودين في المخيمات المكتظة في مقدونيا الى البانيا مؤكدة بذلك فتح ممر انساني من مقدونيا الى البانيا. وقال دنيس ماكنمارا موفد المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة الى يوغوسلافيا السابقة ان الدفعة الاولى من اللاجئين قد تنطلق في الايام المقبلة. واضاف ان اللاجئين سينقلون الى مساكن قيد الانشاء في كورتشا في جنوب شرق البانيا. واوضح نأمل في ان تسمح التحضيرات التي يقوم بها (في كورتشا الجنود الفرنسيون والبريطانيون والالمان من الحلف الاطلسي) بايواء ما بين 50 الى 60 الف لاجىء من مقدونيا في الاسابيع القادمة. وحاليا يقيم نحو 204 آلاف لاجىء من كوسوفو في مقدونيا بينهم اكثر من 100 الف تحت الخيم في حين يتدفق آلاف اللاجئين كل يوم من الاقليم الصربي. ويقيم اللاجئون الاخرون مع عائلاتهم خصوصا في غرب مقدونيا حيث غالبية السكان من الالبان. واضافت المفوضية ان 9400 لاجىء وصلوا الليلة قبل الماضية الى مقدونيا معظمهم على متن ثلاثة قطارات الى مركز بلاتشي الحدودي في الشمال. وقال ماكنمارا ان اللاجئين في مقدونيا سيتشجعون على التوجه الى البانيا في اطار هذا البرنامج الذي وضعته المفوضية العليا والحلف الاطلسي وحكومتا سكوبيي وتيرانا. واستبعد موفد المفوضية احتمال نقل اللاجئين بالقوة قائلا (على هذه العملية ان تكون طوعية ومن الضروري ان تجري بطريقة انسانية وبكرامة) . كما رفض فكرة كون هذا البرنامج يخدم التطهير العرقي الذي يتهم الحلف الاطلسي القوات الصربية بتنفيذه في كوسوفو. واوضح ان نقل اللاجئين الى البانيا الذين سيتمكنون من التوجه الى دول اخرى هو الخيار الاقل سوءا" لتخفيف ضغط تدفق اللاجئين الى مقدونيا. وفي موازاة ذلك تستمر عمليات الاجلاء جوا التي تنتقدها الحكومة المقدونية بسبب بطئها وغادر 453 لاجئا الى الولايات المتحدة وهي الدفعة الاولى من مجموعة تضم 20 الف لاجىء وافقت واشنطن على استقبالهم حسبما اعلنت المنظمة الدولية للهجرة. ويتوقع ان يتوجه 750 لاجئا الى فرنسا هذا الاسبوع وثلاثة آلاف الاسبوع القادم كما ذكر السفير الفرنسي في سكوبيي جاك هونتزينغر. كما وصلت مجموعة تضم 248 من لاجئي كوسوفو الالبان الليلة قبل الماضية الى اونتاريو حيث هبطت الطائرة التي كانت تقلهم في قاعدة ترينتون الجوية. واوضح مسؤول في مكتب الهجرة الكندية ان معظم هؤلاء اللاجئين امهات مع اطفالهن وبعض المسنين. من جانبه طلب الامين العام للأمم المتحدة من حكومة بلجراد السماح بدخول بعثة انسانية الى كوسوفو , غير انه قال في مؤتمر صحفي الليلة قبل الماضية انه لم يتلق ردا بعد. وقال انه اذا ما سمح لفريق البعثة بالدخول الى كوسوفو فان هذا قد يتيح للأمم المتحدة فرصة اقتراح خطة عمل تمكن اللاجئين من العودة الى ديارهم. وعلى صعيد مخالف وجه المستشار الالماني السابق انتقادات لاذعة لاوروبا لتقاعسها عن تقديم المساعدات المطلوبة للاجئي كوسوفو. واعتبر كول ان اوروبا اغنى مما كانت ومع ذلك ترتكب فضيحة مخزية بتقصيرها في مساعدة اللاجئين والتعامل معهم كسلع وقال كول ان الاتحاد الاوروبي يضم 300 مليون اوروبي ودولا تعيش الرفاهية ومع ذلك تقف صامتة امام مشاهد طوابير لاجئي كوسوفو الباحثين عن لقمة خبز. ومن جانبه قال الجنرال كلاوس قبل تقاعده امس عن منصبه ان ميلوسيفيتش نجح في حملته للتطهير العرقي رغم ضربات الناتو وقال بلهجة ساخرة ان ذراع الحلفاء العسكرية لم تردع الصرب عن ارتكاب جرائمهم . ـ الوكالات

Email