لاقى الاتفاق السوداني الاريتري الذي وقعه الرئيسان عمر البشير واسياسي افورقي في الدوحة امس الاول ترحيباً واسعاً من قبل مسؤولي الحكومة السودانية وكذلك المعارضة بالداخل التي استبعدت من جهتها طرد عناصرها من الاراضي الاريترية رغم الاتفاق, وقد وصف الجانبان خطوة الدوحة بأنها دعم جديد, لمحادثات السلام وانها تضاعف الامل في التوصل الى اتفاق ووفاق سوداني في القريب العاجل. فقد اكد الرئيس السوداني ان اتفاق المصالحة الاريترية السودانية يشكل (خطوة الى الامام) . وقال البشير في تصريح للتلفزيون السوداني بعد عودته للخرطوم ان الجانبين اظهرا (العزم على انهاء خلافهما لما فيه مصلحة البلدين والشعبين) .واضاف (لقد شعرنا برغبة واضحة لدى الرئيس (الاريتري) لتطبيع العلاقات و(جعلها) حتى افضل من السابق) . وصف الدكتور رياك مشار مساعد رئيس الجمهورية وحاكم الجنوب الاتفاق السوداني الاريتري بأنه بمثابة دعم جديد لمحادثات السلام التي اكتملت الترتيبات لاجرائها في العاشر من مايو المقبل بين الحكومة وحركة قرنق. واضاف مشار في تصريح لـ (البيان) ان (ايجاد) بعد الصلح مع اريتريا اصبحت الوسيط الأنسب لحل مشكلة الجنوب باعتبار ان ثلاثاً من الدول الاعضاء في لجنة الوساطة اصبحت مقبولة للسودان ويبقى التخوف فقط من الوسيط الرابع وهو دولة اوغندا بسبب مواقفها المنحازة الى حركة قرنق. وعن تأثير الاتفاق على المعارضة الشمالية وامر بقائها داخل اريتريا قال مشار ان ذلك متروك لاوانه الا ان المنطق يقول انه من الاستحالة على اريتريا ان تجمع بين صداقة الحكومة والمعارضة في آن واحد. كما وصف الفريق عبدالرحمن سر الختم وزير الدفاع السوداني الاتفاق بأنه ايجابي ويتعين احترامه الا انه قال ان المهم هو التنفيذ وليس الاقوال مؤكداً ان القوات المسلحة السودانية حريصة على احترام هذا الاتفاق طالما احترمه الطرف الاخر. من جانبها استبعدت المعارضة السودانية بالداخل اي تأثير لاتفاق تطبيع العلاقات الذي وقعه الرئيسان (السوداني) و(الاريتري) على العلاقة بين الحكومة الاريترية والمعارضة السودانية, او على وجودها (المعارضة السودانية) بالأراضي الاريترية ورحبت ببادرة تحسين علاقات البلدين: وقال قياديون في المعارضة الداخلية لـ(البيان) ان الحكومة الاريترية كانت وما زالت تؤكد, على الدوام, على تميز علاقاتها مع الشعب السوداني, واعتبروا ان مشكلات القرن الافريقي لا يمكن ان تحل الا في اطار دولي على خلفية المتغيرات والتحولات الاقليمية والدولية ورأوا ان اعادة العلاقات بين البلدين لا يمكن ان تتم الا في سياق معالجة مشكلات الحكومة السودانية مع دول الجوار, وحركة التمرد, والمعارضة الشمالية, واستبعدوا امكانية تنفيذ البنود الواردة في مذكرة التفاهم بين الرئيسين. واعتبر المعارضون الذين تحدثوا لـ(البيان) ان الشعبين السوداني والاريتري ظلا يتآزران منذ زمن طويل, وقبل مجيء حكومة الانقاذ الى السلطة. وقال علي محمود حسنين النائب البرلماني الأسبق, العضو القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض الذي يتزعمه محمد عثمان الميرغني لـ(البيان) : اننا في (الاتحادي) ندعم خطوة اعادة العلاقات بين الشعبين السوداني والاريتري الى طبيعتها. من جهته قال د. علي حسن تاج الدين عضو مجلس رأس الدولة (المجلس الرئاسي) السابق, العضو القيادي بحزب الامة المعارض الذي يتزعمه الصادق المهدي رئيس الوزراء السابق: ان اتفاق التطبيع لن يؤثر على علاقة الحكومة الاريترية بالمعارضة السودانية وزاد: لان تنفيذ بنود المذكرة يحتاج الى وقت وجدية ومصداقية وقال: هذا ماتعتقده حكومة (الانقاذ) . وأضاف د. تاج الدين, الذي يعتبر من المقربين للمهدي, لـ(البيان) : ان حل مشاكل السودان مع اريتريا لا يمكن ان يتم الا في اطار تحسن علاقات السودان مع دول الجوار والوصول الى حل جذري لمشكلة الحرب في جنوب السودان. من ناحيته قال قيادي بارز في حركة القوى الديمقراطية الجديدة المنشقة عن الحزب الشيوعي السوداني (حق) لـ(البيان) : ان عودة علاقات الشعبين السوداني والاريتري الى طبيعتها يقع في طليعة المطالب الشعبية لقوى المجتمع الحية في البلدين معتبراً ان ذلك سيكون في المحصلة لصالح القوى الديمقراطية والشعبية بالبلدين. الخرطوم ــ محمد الاسباط والتيجاني السيد