صفعة لروسيا وواشنطن تحبط بياناً لدعم جهودها: الناتو يبيح لنفسه ضرب أي مكان في العالم، كلينتون واثق من هزيمة ميلوسيفيتش ويؤكد على الحصار

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعطى حلف شمال الاطلسي (الناتو) لنفسه الحق في البيان الختامي لقمته بواشنطن في التدخل العسكري في أي مكان في العالم خارج حدود أعضائه عندما يتعلق الأمر بمسائل عالمية كحقوق الانسان ومكافحة الارهاب الذي أقر انشاء مركز لهذه الغاية . فيما وجه صفعة لروسيا بابقائه الباب مفتوحا أمام انضمام أعضاء جدد, وفيما يخص يوغسلافيا, أعلن الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ضرورة الحصار النفطي البحري, وأكد ثقته بالنصر بعد افشاله اقتراح اصدار بيان ثان باسم الحلف يدعو موسكو لتعزيز جهودها الدبلوماسية لوقف حرب البلقان. اعطاء الناتو نفسه الحق كشرطي للعالم ورد في المسودة النهائية للبيان الختامي لقمة الناتو في واشنطن, ولكن المسودة احتوت على دلائل خلافات في الرأي بشأن دور أوروبا في التحالف الممتد عبر المحيط الاطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية باعتبارها القوة العظمى الوحيدة في العالم. فقد ذكر البيان أن الاتحاد الاوروبي المكون من خمس عشرة دولة سيكون له (دور خاص) ومسؤولية خاصة في التعامل مع المشاكل في أوروبا بالاعتماد على إمكانات الناتو. وكان هذا هو أكثر المسائل إثارة للخلاف في الجلسات المغلقة التي حاول فيها رؤساء الناتو الاتفاق على استراتيجية موحدة لدخول القرن الواحد والعشرين باعتبارهم قوة جماعية (فوق العظمى) ستقرر مصير العالم, وذلك رغم تأكيد الرئيس الفرنسي جاك شيراك على أن الدبلوماسية الفرنسية حققت (نجاحا حقيقيا) في معارضتها خلف الكواليس لمنع الناتو من الاستيلاء على السلطات التي كانت حتى الان حقا للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي. وطبقا لما ذكره المسؤولون الامريكيون فقد عارضت تركيا بشدة منح الاوروبيين دورا خاصا داخل الناتو. ويذكر أن تركيا ما زالت غاضبة مما تعتبره تفرقة ضدها من جانب الاوروبيين الذين يرفضون وضعها على قائمة الدول المرشحة لعضوية الاتحاد لعدة أسباب على رأسها ما يزعم عن سجل تركيا في حقوق الانسان. وطبقا لما قاله المسؤولون الامريكيون فقد تصدت بريطانيا بقوة للموقف التركي المنتقد لما يسمى في البيان (مبادرة الدفاع والامن الاوروبية) . وتمكن البريطانيون من فرض رأيهم في النهاية ليتم تمرير المبادرة التي صاغتها فرنسا, رغم أن الفقرات المتعلقة بها ظلت محل خلاف لساعات بعد الاتفاق على بقية مسودة البيان الختامي. لكن وزير خارجية تركيا اسماعيل جيم قال ان بلاده حصلت على تعهد بأخذ موقفها بعين الاعتبار قبل أي تحرك أوروبي. وفي مؤتمر صحفي حافل بالبلاغات اللفظية قال الرئيس الامريكي بيل كلينتون ان (المبادرة الاوروبية) تعني ان الاوروبيين سيكونون (قابلين للفصل) ولكن (ليسوا منفصلين) عن إطار الحلف فيما يتعلق بالمشاكل الخاصة بأوروبا. وقال كلينتون أنه يجب على الاوروبيين أنفسهم أن يتفقوا على التفاصيل العملية المتعلقة بكيفية ترجمة هذا المبدأ إلى واقع. وقال كل من كلينتون وخافيير سولانا السكرتير العام للحلف ان الاطار الجديد لاستراتيجية الحلف في سنة 2000 وما بعدها تعني انه يمكن للحلف أن يتدخل خارج نطاق حدود الدول الاعضاء, سواء في أوروبا أو غيرها, عندما يتعلق الامر بحقوق الانسان أو (اهتمامات عالمية) أخرى لم تحدد تفصيلا. واتفق أعضاء الناتو أيضا على اتخاذ (خطوات خاصة) لم يحددوها لمكافحة الارهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل من بينها مركز لهذه الغاية. وفيما يتعلق بيوغسلافيا قال كلينتون ان الحلف (سيرد على أي أعمال يقوم بها الصرب ضد أي من جيرانهم) , محذرا على وجه الخصوص من أية محاولة صربية ضد حكومة مونتينجرو (الجبل الاسود) المشاركة مع صربيا في الاتحاد اليوغسلافي والتي نأت بنفسها عن تأييد ميلوسيفيتش في النزاع حول إقليم كوسوفو. وقال كلينتون ان تدخل الناتو في البلقان مبرر تماما حيث ان هناك خطرا من أن أي اضطرابات في تلك المنطقة ستزعزع الاستقرار في أوروبا بأكملها. وتقول مسودة البيان الختامي ان حلف الناتو سيضطلع بمسؤوليات دفاعية خاصة فيما يتعلق (بدول المواجهة) التي تجاور يوغسلافيا في منطقة البلقان المضطربة. ويقول البيان ان (أمن منطقة البلقان جوهري للتوصل إلى استقرار دائم في جميع أنحاء منطقة أوروبا ـ الاطلسي, وهدفنا هو أن نرى اندماج دول تلك المنطقة (البلقان) في المجموعة الاوروبية- الاطلسية) . واتفقت الدول الاعضاء على إبقاء الابواب مفتوحة لانضمام الدول المؤهلة إلى عضوية الحلف. ويذكر أنه يقف على رأس القائمة ست دول كانت تتبع فيما مضى الاتحاد السوفييتي السابق هي سلوفينيا وبلغاريا ورومانيا ودول البلطيق الثلاث أي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا. وهو ما يعتبر صفعة لموسكو التي تعارض هذا الأمر. واتفق الاعضاء على أن شراكة ما مع روسيا تظل حيوية بالنسبة للناتو. وأعرب كل من كلينتون وسولانا عن (الامل) في ألا يؤدي الحصار البحري الذي سيفرضه الحلف هذا الاسبوع على إمدادات النفط إلى يوغسلافيا إلى مواجهة مع روسيا. وكانت مصادر مطلعة قالت ان واشنطن أفشلت اقتراحا بريطانيا باصدار الحلف بيانا خاصا يؤكد دعمه لجهود الوساطة الروسية. وشبه الرئيس الامريكى بيل كلينتون فى مؤتمره الصحفى النزاع الحالى فى منطقة البلقان بحرب الخليج ولكنه حذر من توقع نتائج سريعة. وقال (فى حرب الخليج كانت هناك غارات جوية لمدة اربعة واربعين يوما قبل اى نوع من الهجوم البري) . غير ان الرئيس كلينتون اوضح انه لايتوقع شن اى هجمات برية فى منطقة البلقان. وقال المؤتمر الصحفى انه لايزال يعارض استخدام قوات برية ضد يوغسلافيا. ــ الوكالات

Email