شروط للمعارضة تؤجل (عشاء حوار) مع مسؤولين بمنزل سفير ألمانيا بالخرطوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط اجواء من الغموض وتضارب المبررات أجل (عشاء الحوار) الذي دعا اليه المستر فيرنر داوم السفير الالماني بالخرطوم في منزله مساء (الثلاثاء) قيادات حكومية ومعارضة وفي حين قال داوم لـ(البيان) ان هنالك صعوبات فنية بسيطة خارجة عن الارادة اضطرته لتأجيل العشاء لوقت سيحدد لاحقاً, وان مسعاه للحوار سيتواصل, قالت مصادر في المعارضة الداخلية لـ(البيان) ان قادة المعارضة الذين تلقوا الدعوة اشترطوا على السفير ان تأتي الدعوة باسم التجمع الوطني الديمقراطي المعارض لتختار قيادة التجمع ممثليها الى الحوار, اضافة الى التفاوض مع اطراف مأذونة من قبل الحكومة تحمل تفويضاً دستورياً للحوار, وتحت اصرار المدعوين على شروطهم اضطر السفير الى تأجيل العشاء في آخر لحظة. وقال مراقبون ان السفير يتعرض لضغوط من حكومته سيما وان السفير برز كمتعاطف مع الحكومة السودانية, وادان ضرب مصنع الشفاء في 20 اغسطس الماضي, اضافة الى ان ضغوطاً مكثفة تتعرض لها الحكومة الالمانية من قبل منظمات وهيئات اهلية وقوى سياسية واجتماعية داخل المانيا تضغط من اجل تحقيق حل سياسي للأزمة السودانية. وقال السفير الالماني بالخرطوم في تصريح خص به (البيان) : ان رعايته للحوار ستتواصل, وانه سيوجه الدعوة الى القيادات السياسية السودانية للقاء على مائدته في اقرب فرصة ممكنة واضاف اننا نشجع الحوار لكننا في الوقت الحاضر نركز جهودنا في القضية الرئيسية الاهم وهي مفاوضات نيروبي التي ترعاها (ايجاد) بين الحكومة والمتمردين لكننا سنواصل مسعانا. وقال معارضون تلقوا دعوة السفير واعتذاره لـ(البيان) انهم رحبوا بالدعوة لكنهم اشترطوا على السفير ان تكون الدعوات وفقاً لصفاتهم الحزبية, ومواقعهم داخل (التجمع) وان يحمل المفاوضون الحكوميون تفويضاً للحوار مع (التجمع) لكنهم اكدوا رغبتهم في تلبية الدعوة سيما وان المانيا تتولى رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي. واضافوا: ان اشتراطاتهم تأتي في سياق سياسات وبرامج (التجمع) التي تنهض على اعتماد الحوار كوسيلة تتصف بالاولوية اضافة الى ان الاستجابة لاشتراطاتهم تحدد اولويات الحوار وآلياته, وزادوا لقد مللنا من (الانس السياسي الاجتماعي) مع التأكيد على عدم رغبتنا في الحوارات الاجتماعية لان قضايا بلادنا بالخطورة والعمق اللذين يتطلبان الجدية والمصداقية والمبادرة. واعتبر المعارضون الذين وجهت اليهم الدعوة ان تحديد اجندة للحوار في ظل وجود شهادة مقدرة مثل السفير الالماني يجعل للحوار دوراً مقدراً سيما وان تجاربه السابقة وخبراتهم مع الحكومة تقتضي ضرورة تحديد الاجندة والشهادة الدولية والاقليمية لتمكين وتثبيت المصداقية. ورأى المعارضون ان توجيه الدعوات الشخصية يثير ربكة لدى المدعو الذي بقدر ما هو شخصية سياسية ودستورية معروفة فهو في الاساس قيادي حزبي سياسي, وهو (المدعو) لا يعرف بأي الصفتين وجهت اليه الدعوة. وعلمت (البيان) ان دعوة السفير الالماني التي اجلت شملت من قبل الحكومة د. غازي صلاح الدين وزير الثقافة والاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة, ود. بهاء الدين حنفي مدير مركز الدراسات الاستراتيجية (حكومي) ومن جانب المعارضة د. آدم موسى مادبو وزير الطاقة الاسبق العضو القيادي بحزب الامة المعارض الذي يتزعمه الصادق المهدي رئيس الوزراء السابق , ود. علي حسن تاج الدين عضو مجلس رأس الدولة والمجلس الرئاسي السابق العضو القيادي بحزب الامة المعارض, وسيد احمد الحسين وزير الخارجية الاسبق العضو القيادي بالحزب الاتحاد الديمقراطي المعارض الذي يتزعمه محمد عثمان الميرغني رئيس تجمع المعارضة بالمنفى, وعلي محمود حسنين النائب البرلماني الاسبق العضو القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض, وسعاد ابراهيم وكمال الجزولي الكادر المتقدم في الحزب الشيوعي والقيادي في التحالف الوطني لاسترداد الديمقراطية. الخرطوم ــ محمد الاسباط

Email