الصحف الأمريكية تطالب بمنح قائد الناتو حرية تحديد وضرب الأهداف

ت + ت - الحجم الطبيعي

قالت الصحف الأمريكية أمس ان فشل وساطة رئيس الوزراء الروسي يفجيني بريماكوف في بلجراد يظهر تعنت الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش ودعت حلف الأطلسي لمنح قائده العسكري حرية قصف الاهداف التي يراها. وأشارت صحيفة (واشنطن بوست) فى مقال افتتاحى الى أن المحاولة الروسية لوضع نهاية للحرب فى كوسوفو من خلال المفاوضات يبدو أنها منيت بالفشل, فبعد محادثاته مع رئيس الوزراء الروسى يفجينى بريماكوف لم يعرض رجل صربيا القوى سلوبودان ميلوسيفيتش أى شىء أكثر من انسحاب جزئى من كوسوفو مع وعد باجراء مزيد من المفاوضات شريطة أن يوقف حلف شمال الأطلسي غاراته, غير أنه فى ضوء التجاوزات الوحشية التى تمارسها قواته حاليا ضد المدنيين فى أنحاء كوسوفو فإن السماح ببقاء القوات الصربية سيساوى ترك الحراس المسؤولين عن معسكرات الاعتقال. وأضافت الصحيفة أن وحشية هجوم ميلوسيفيتش مروعة حيث يتم احراق مدن بأكملها ويتم اجبار الآلاف من الرجال والنساء والأطفال تحت تهديد السلاح على الفرار من منازلهم والخوض وسط الثلوج الى حدود كوسوفو كما تتردد أنباء عن تنفيذ عمليات اعدام سريعة ومذابح جماعية وحوادث اغتصاب. مشيرة الى أن ميلوسيفيتش يقوم بعمليات تطهير عرقى لألبان كوسوفو الذين يشكلون 90 فى المائة من سكان كوسوفو وربما يسعى بعد ذلك باعادة تسكين الاقليم بالعرقيين الصرب. وأشارت الصحيفة الى أنه ليس بوسع حلف شمال الأطلسي السماح باستمرار التطهير العرقى, ويجب أن تتضمن أى تسوية تمكين هؤلاء اللاجئين من العودة الى ديارهم بأمان دون خوف من خلال ضمانات دولية عن طريق الانسحاب الكامل للقوات الصربية ونشر قوة حماية تابعة لحلف الأطلسي على الأرض. وأختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة انه كى يتحقق هذا الهدف يجب أن تمنح حكومات الحلف قائده العسكرى الجنرال ويسلى كلارك الحرية الكاملة فى قصف الأهداف التى يرى أنه يتعين قصفها. كما يتعين على حكومات الحلف أن تكون مستعدة لمواصلة الحملة لفترة طويلة طالما اقتضت الضرورة ذلك. ومن جانبها ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) فى مقال أن فشل الوساطة الروسية واستمرار الهجوم الصربى على كوسوفو أصاب الحلفاء فى الناتو باحباط له مايبرره. فبعد أسبوع من الغارات الجوية لم يؤد الهجوم الجوى ضد صربيا الى الاستسلام السريع لميلوسيفيتش. ومع صدور الأوامر لمزيد من الطائرات بالمشاركة فى الهجوم فإنه يكون من المنطقى التساؤل عما اذا كان قادة الحلف مستعدين لحملة جوية مركزة ومكثفة بما فيه الكفاية. وأضافت أنه يتعين على الرئيس الأمريكى بيل كلينتون وزعماء الأطلسي الاصرار على تكثيف الغارات الجوية حتى مع شعور بعض أعضاء التحالف بعدم الارتياح ازاء شن هجوم جوى أعنف وأشد وطأة مشيرة الى أنه اذا كان الهدف من المرحلة الأولى من الهجوم هو تدمير الدفاعات الجوية الصربية حتى يتسنى التحرك ضد الدبابات والمدفعية والقوات البرية الصربية فإن وحشية الاجتياح الصربى لكوسوفو فاجأت حلف الأطلنطى مما دفع قادته العسكريين الى اصدار الأوامر بشن غارات على مدار الأربع والعشرين ساعة لتحقيق هذه الأهداف. ومضت الصحيفة تقول فى ختام مقالها الافتتاحى انه حتى الآن يبدو أن ميلوسيفيتش غير مهتم بالحل الدبلوماسى لمشكلة كوسوفو ومع ذلك يجب أن تستمر الجهود الدبلوماسية ويمكن أن تكون روسيا وسيطا جيدا فى هذا المجال من خلال علاقاتها التاريخية مع صربيا. غير أن أى تقدم فى هذا الاتجاه لن يكون ممكنا الا اذا اتخذ ميلوسيفيتش توجها أكثر جدية نحو تحقيق السلام فبدلا من أن يبدأ مفاوضات جديدة يجب عليه أن يتحدث عن سبل تنفيذ الخطة الدولية بشأن الحكم الذاتى لكوسوفو تحت حماية قوة دولية كبيرة. وأضافت أنه حتى يفعل الرئيس الصربى ذلك فان الحلف يجب أن يستخدم كل مابوسعه من قوة جوية ضد قوات ميلوسيفيتش التى تمارس عمليات القتل فى كوسوفو. ــ أ.ش.أ

Email