تقرير أمريكي يحذر من تحول الصراع بين بغداد وواشنطن: لجنة خبراء دولية تقترح تعديل يونسكوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعدت احدى اللجان الفنية الثلاث التي شكلها مجلس الأمن الدولي لتقييم الملف العراقي تقريرها للمجلس وتقترح فيه تعديل اللجنة الدولية للتفتيش على الاسلحة العراقية بالتزامن مع تقرير أمريكي يؤكد خطى بغداد على المنطقة وينتقد تحول الصراع بين العراق والامم المتحدة الى صراع بين بغداد وواشنطن وهو ما يراه التقرير في صالح الرئيس العراقي صدام حسين . وقال مصدر دبلوماسي بمقر الامم المتحدة ان لجنة من الخبراء تابعة لمجلس الامن الدولي انتهت من وضع تقريرها بشأن مقترحات حول كيفية استئناف عملية نزع الاسلحة المحظورة التي لايزال العراق يمتلكها. وقال المصدر الدبلوماسي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية الليلة قبل الماضية ان اللجنة التي يرأسها مندوب البرازيل لدى الامم المتحدة سيلسيو اموريم عقدت اجتماعات في الامم المتحدة الاثنين الماضي واختتمتها امس الاول لتلخيص اقترحات من خبراء ووفود من مختلف الدول حول الآلية التي يجب ان تستأنف جهود نزع اسلحة العراق ذات الدمار الشامل طبقا للقرارات الدولية ذات الصلة. وسوف تقدم اللجنة (وهي احدى ثلاث لجان شكلها مجلس الامن مؤخرا حيث تعالج اللجنتان الاخريان الاوضاع الانسانية للشعب العراقي ومسألة الاسرى والممتلكات الكويتية المسروقة) تقريرها الى مجلس الامن في الاسبوع المقبل. واوضح المسؤول الذى حضر الاجتماع الختامي ان اللجنة ستقترح على المجلس تسوية الامور المتبقية من نزع الاسلحة عن طريق تعزيز اساليب الرقابة والتحقق التي كانت متبعة. وقال المسؤول الذى طلب عدم ذكر اسمه ان اللجنة توصلت الى انه تم تحقيق تقدم فى عملية نزع اسلحة العراق ذات الدمار الشامل على مدى السبع سنوات الماضية الا انه لم يتم تسوية كافة الامور المتعلقة بهذه المشكلة. وقال المسؤول ان اللجنة ستقترح فى تقريرها كذلك ان يتم اجراء تعديل على اللجنة الدولية الخاصة المكلفة ازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية (يونسكوم) التي يترأسها ريتشارد باتلر ما لم يتم حلها حيث لاتتقبل ثلاث دول دائمة العضوية بمجلس الامن هي روسيا والصين وفرنسا لجنة باتلر بشكلها الحالي. وفي غضون ذلك قال تقرير صدر عن معهد السلام الامريكي الذي يتخذ من واشنطن مقرا له ان مشكلة تطوير الاسلحة العراقية تحولت من نزاع متعدد الاطراف بين العراق والامم المتحدة الى نزاع ثنائي بين العراق والولايات المتحدة. ومضى التقرير قائلا (ان مثل هذا التحول في مصلحة صدام حسين لانه يجعل من السهل عليهم الالتفاف حول العقوبات من جانب كما انه يجعل الدعامة الوحيدة لاستمرار رئيس النظام العراقي في السلطة يتمثل في انتصاره الشخصي على الولايات المتحدة الذي يستطيع ان يستخدمه لبناء تأييد شعبي في العراق وفي الشرق الاوسط) . وقال معهد السلام الامريكي في تقريره ان التحدي العراقي للولايات المتحدة (ليس موجها بصفة شخصية الى مصالح امريكية مباشرة ولكنه يستهدف امورا اوسع تتصل بمخاوف امريكية بشأن امن الطاقة والاستقرار الاقليمي والدفاع عن سيادة القانون في العلاقات الدولية) . واضاف انه في ظل هذه الظروف يكون الافضل للولايات المتحدة ان تتعامل في نزاعها مع العراق على مستوى هذه الاهداف الواسعة بدلا من تركه يتحول الى مجرد نزاع ثنائي. وقال معهد السلام الامريكي في تقريره ان المواجهة مع العراق تؤكد ضرورة الدبلوماسية المتعددة الاطراف حتى بالنسبة لدولة تتمتع بالتفوق فى القوة على المستوى العالمي مثل الولايات المتحدة مشيرا الى ان الحلول التي يجري وضعها بسرعة تكون غالبا غير كافية لتسوية مشاكل مثل اصرار العراق على تطوير الاسلحة المحظورة. وقال التقرير انه رغم ان العراق يمثل حلقة مهمة فى عملية نشر الاسلحة المحظورة فان تهديد انتشار تلك الاسلحة يتسع فى العالم وتشير المعلومات الى صعوبة احتوائة. وحذر التقرير من ان (نوعية المشاكل التي يمثلها العراق بالنسبة للسياسة الامريكية تعتبر مؤشرا على نوعية التحديات التى ستواجها الولايات المتحدة في السنوات الاولى من العقد المقبل) . واضاف معهد السلام الامريكي انه بعد حوالي ثماني سنوات من انتهاء عملية عاصفة الصحراء فان نظام صدام حسين لايزال يحير معارضيه مشيرا الى انه (رغم العقوبات وانخفاض اسعار النفط وعمليات التفتيش على الاسلحة وعدم سيطرته على المناطق الكردية في شمال العراق والجهود التي تبذلها حكومة اجنبية او اكثر للعمل على الاطاحة به فان نظام بغداد يتشبث بالسلطة) . وقال التقرير انه يبدو ان صدام حسين نجح في عدم الاستجابة لدعوات الامم المتحدة للكشف عن القدرات التي كانت لديه في مجال الاسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية قبل حرب تحرير دولة الكويت مما يدعو الى الاعتقاد بانه يحتفظ بقدرته على استئناف العمل بهذه البرامج بمجرد ان يتحول الاهتمام العالمي الى قضايا اخرى. وحذر التقرير من انه نظرا لان العراق اعتدى على جيرانه كما انه من الدول القليلة فى العالم التي منذ الحرب العالمية الاولى استخدمت الاسلحة الكيماوية حيث كانت المرة الاولى في حربه ضد ايران والثانية فى عملية ضد الاكراد في الشمال فان (وجود ترسانه من الاسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية لدى العراق يثير القلق الشديد) . ــ كونا

Email