تقرير اخباري: المستشفى الطائر يهبط أملا لاطفال فلسطين

ت + ت - الحجم الطبيعي

كابد امين مسعود البالغ من العمر ثلاث سنوات حياة معذبة حتى حلق مستشفى طائر في سماء غزة في مهمة انسانية. وعانى امين الذي ولد في مخيم فقير للاجئين من الشق الحلقي وهو شق خلقي في سقف الحلق يمنعه من التحدث أو تناول الطعام مثل الاطفال الاسوياء . وإجراء جراحة لتقويم هذا التشوه في الوجه الذي يمكن ان يؤدي إلى سوء التغذية والعدوى والتوتر والعزلة الإجتماعية يتكلف ما يفوق طاقة اغلب الفلسطينيين في قطاع غزة الفقير. لكن أمين كان واحدا من 175 طفلا من سكان غزة ستجرى لهم جراحات الشق الحلقي وتشوهات اخرى دون مقابل عندما لامست طائرة تقل فريقا من 60 طبيبا متطوعا من ارجاء العالم ارض مطار غزة الجديد في مهمة انسانية. وقالت هيام والدة أمين والدموع تترقرق في عينيها في حين كان ابنها في غرفة العمليات لو لم تتح لنا هذه الفرصة لعانينا مع ابننا إلى الابد. وأضافت أتمنى أن تكون أيامه القادمة أسعد حالا آمل ان يأكل ويتحدث مثل نظرائه. وبدأت هذه المهمة الإنسانية عام 1982 لتقديم جراحات مجانية لاكثر أطفال العالم حاجة اليها. ووصلت إلى غزة طائرة لوكهيد ال.1,11 مجهزة بثلاث غرف للعمليات في إطار جولة تشمل 18 دولة لمساعدة نحو خمسة الاف طفل هذا العام. وقال مسؤولون فلسطينيون ان المستشفى الطائر هو أكبر طائرة تهبط في مطار غزة الدولي منذ افتتاحه بمقتضى أتفاقات السلام مع إسرائيل في نوفمبر الماضي. وشارك متطوعون فلسطينيون وإسرائيليون في المهمة. وقال جراحون متطوعون انهم عالجوا أطفالا في غزة من حروق خطيرة ومشكلات في العظام وتشوهات في الوجه مثل الشق الحلقي والشفاه الارنبية. وقال مولي بيري الطبيب المتطوع بعد 24 ساعة من إجراء العملية يمكن للطفل الذي كان يعاني من الشفة الارنبية ان ينظر في المرآة ويبتسم. انها ابتسامة عذبة للغاية. ومع تردد انباء هذه المهمة الانسانية في ارجاء غزة تدفق السكان على مستشفى الشفاء طالبين المساعدة الصحية لجميع انوع الامراض التي لا تعالجها البعثة. واكتظت قاعة استقبال المستشفى بالاهالى الذين ينتظرون تحديد مواعيد عمليات جراحية لابنائهم. وامام غرفة العمليات يقف الاباء والامهات يرددون ايات من القرآن داعين لابنائهم بالسلامة. وزارت سها قرينة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والتي تدير جمعية خيرية للاطفال المعوقين الفريق الطبي في المستشفى الطائر وحضرت احدى الجراحات. وقالت انها مساعدة انسانية كبيرة للاطفال الفلسطينيين الذين لا يتمكن اباؤهم من دفع نفقات علاجهم بالخارج. ويقدم المشروع كذلك برامج تدريب لنحو 50 طبيبا فلسطينيا وجهز مستشفى غزة بغرفة عمليات كاملة للتعامل مع حالات الحروق وجراحات التجميل. ومن الرعاة الرئيسيين لهذا المشروع جونسون اند جونسون ورونالد ماكدونالد ووارنر لامبرت. وبالنسبة لاطفال مثل امين يمثل هذا المشروع الفرق بين الحياة الكريمة والحياة الذليلة. وقالت هيام الله لا ينسى عباده ... وهذه المرة جاءت رحمته على صورة ملائكة رحمة هم اطباء المشروع. سها عرفات تشهد نجاح عملية الطفل محمد عياد (رويترز)

Email