قضية عربية:المرأة الفلسطينية بين النضال من اجل حقوقها ومواجهة الاحتلال

ت + ت - الحجم الطبيعي

اذا كانت المرأة في مختلف انحاء العالم, خاصة الثالث, تواجه صنوفا شتى من التفرقة والتمييز من قبل الرجل, فان المرأة الفلسطينية لا تقتصر مشكلاتها فقط على هذا النوع من التمييز وانما اجبرتها الظروف على مواجهة قضايا اخرى اكثر وطأة نتيجة الاحتلال الاسرائيلي القابع في الاراضي الفلسطينية منذ اكثر من نصف قرن . وقد فرض هذا الوضع تنوع المجالات التي تكافح فيها المرأة لاستعادة حقوقها من ناحية وحقوق ابنائها وشعبها من ناحية اخرى. ويشير تتبع مسيرة المرأة الفلسطينية وواقعها إلى انها رغم قطعها اشواطا على طريق تحقيق اهدافها الا انها مازالت في البداية, ذلك انه اذا كانت حنان عشراوي مثلا, والخالة ام خليل, التي نافست عرفات على الرئاسة تمثلان واجهة مشرقة للمرأة الفلسطينية, فان هناك جوانب اخرى تكشف عن جوانب مظلمة تعددها الناشطات في هذا المجال على رأسها استمرار عدم التساوي في كثير من الحقوق مع الرجل, رغم ان المرأة الفلسطينية لم تقصر في القيام باعبائها إلى جانب الرجل في مواجهة الاحتلال. في السطور المقبلة نتناول من زوايا مختلفة حال المرأة الفلسطينية من خلال لقاءات متنوعة مع ابرز الوجه الفاعلة في العمل النسائي الفلسطيني بمناسبة الاحتفالات بيوم المرأة العالمي. الحركة النسائية الفلسطينية تفتقد وحدة الهدف والشعار على خلفية يوم المرأة العالمي كانت احتفالية الحركة النسوية الفلسطينية حول حقوق المرأة الفلسطينية ومطالبها من السلطة في ظل الظروف الحياتية والانسانية الصعبة التي يعيشها المجتمع الفلسطيني كله في ظل الاحتلال (والتحرر الشكلي) المؤقت في ظل سلطة الحكم الذاتي.. وكان ايضاً لقاء (البيان) مع عدد من الناشطات الفلسطينيات البارزات, حول حركتهن النسوية وشعارها التي ترفعه احتفاليتها وهو اقامة الدولة في 4 مايو, ومدى تناقض مثل هذا الشعار السياسي مع يوم خاص بحقوق المرأة, وعن المشاكل العميقة التي تعانيها المرأة الفلسطينية والجهود المبذولة لبحثها وصياغة محدداتها وصولاً الى حلول أو وسائل للمواجهة. عن احوال المرأة الفلسطينية ومطالبها وشعاراتها تقول عزة الكفارنة وهي منسقة الحملة الشعبية في مؤسسة مشرقيات التي تعني بالوضع القانوني للمرأة اننا لم نصل بعد لمطلب ثابت نصر على ان يكون هو مطلبنا لهذا العام وذلك لاننا نناضل من اجل الابجديات واكدت الكفارنة ان هناك مشكلة تواجه المرأة الفلسطينية مضيفة بتساؤل: لكن هل قمنا بتحديدها وتفريغها وتعريفها؟ موضحة من خلال تجربتهن في مؤسسة الشرقيات ارتأين ضرورة الاجابة على هذه التساؤلات من منطلق الايمان بأن قضية المرأة ليست من فعل افراد سيئين او سياسات وقوانين سيئة انما هي نتاج قوى اجتماعية لا يمكن فهمها الا في السياق التاريخي لنشوئها. التنمية شعار المرحلة اما مديرة العلاقات العربية والدولية بوزارة العمل زينب الغنيمي فتعتقد ان الشعار المركزي لهذا اليوم الذي سيستقطب كل توجهات النساء يجب ان يكون شعار (التنمية في فلسطين) وكيف نخلق واقعاً جديداً للمرأة واكدت الغنيمي ضرورة وحدة الحركة النسوية في حال الوقوف تحت شعار واحد ودعت الى نبذ المصالح الفئوية على صعيد المنظمات او على الصعيد الذاتي في صفوف الحركة النسوية الفلسطينية. وتعتقد الدكتورة مريم ابو دقة وهي ناشطة نسوية ومسؤولة قسم الدراسات في وزارة الشؤون الاجتماعية بأن شعار النساء الفلسطينيات في يوم المرأة العالمي هو شعار اقامة الدولة الفلسطينية في الرابع من مايو والالتزام بكافة استحقاقاتها انطلاقاً من الايمان بضرورة عدم فعل قضية المرأة هموم الوطن واذا كان هناك فصل فهو عنصري تمييزي وتعسفي حسب قولها. واكدت نعيمة الشيخ مسؤولة العلاقات الداخلية في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية انه اذا كان الاتحاد العام للمرأة قرر رفع هذا الشعار في يوم هو مخصص عالمياً للمرأة فهل كل النساء الفلسطينيات يوافقن على هذا التوجه ومن اين استمدت شرعية تبديل حق للنساء على توجهات سياسية وهل هذا خيار كل المؤسسات النسوية؟ شعار غير موفق اما مروة باسم مديرة (مشرقيات) فقالت ماذا لو قررت السلطة الفلسطينية تأجيل اعلان الدولة هل ستؤجل ايضاً مطالب وحقوق النساء مع هذا التأجيل؟ واضافت نحن لنا في المناضلة الجزائرية جميلة ابو حريد اسوة حسنة فهي تأهلت دوماً على الجانب السياسي بمعزل عن التحرر الاجتماعي وهي الآن معزولة في ضواحي الجزائر. واكدت ان تاريخ الحركة النسوية حافل بالاخفاقات وقالت لسنا جميعاً ملتزمين بالشعار الوطني في يوم كرس خصيصاً لاحياء ذكرى أليمة ارتكبت بحق النساء فيها فرصة عالية لرفع مطالبنا كنساء في ظل مرحلة بناء نسعى جاهدين فيها الى تثبيت المساواة واحترام حقوقنا. اما مديرة وحدة الابحاث والتوثيق في مركز شؤون المرأة عندليب عدوان فقالت ان المركز يتبنى شعار تحقيق التنمية والعدالة والمساواة للنساء في كل المجالات واضافت انهم يترجمون هذا الشعار عبر ابحاث خاصة كانت بدايتها ببحث خاص بالزواج المبكر ودراسة ظاهرة العنف ضد النساء اضافة الى ابحاث تسعى لفهم المعيقات والعراقيل التي تمنع تحقيق المساواة في المجتمع الفلسطيني هذا الى جانب العمل التعبوي لتطوير الآليات والاستراتيجيات الضرورية المتعلقة بهجوم النساء بهدف تمكينهم من السيطرة على حياتهن بحرية وكرامة. وتواجه المؤسسات النسوية انتقادات واسعة فقد انتقدت زينب الغنيمي البرامج المكررة من قبل اكثر من جهة نسوية دون ان يكون لها اي مردود مشيرة الى برامج الاقراض التي تستغل النساء بفوائد عالية لتعود الأرباح على الموسسات المقرضة. وقالت الغنيمي ان (15) بنداً وضعها الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية كاستراتيجية وطنية للمرأة الفلسطينية والتي ترجمت حقوق وواجبات النساء ومع ذلك تؤكد ان السلطة بمؤسساتها الرسمية هي التي قدمت الانجازات التي يشار اليها للنساء على مستوى التعليم والصحة وخدمات التوظيف ودعت الغنيمي الى نبذ المصالح الفئوية على صعيد التنظيمات والفصائل او على صعيد ذاتي في صفوف الحركة النسوية. وفي الثامن من مارس انطلقت في مختلف المحافظات الفلسطينية احتفالات نسوية رسمية وأهلية ألقيت من خلال الكلمات التي تؤكد على نضال المرأة الفلسطينية ووقوفها الى جانب الرجل وتحملها الأعباء الكبيرة, وأشار المتحدثون الى حاجة المرأة الى المساواة. وقال ياسر عبد ربه وزير الاعلام في كلمة احتفالية بهذه المناسبة: نأمل ان تسود القيم والمفاهيم في المجتمع وان تتغير النظرة الى المرأة على اعتبار انها ليست أما وزوجة فحسب, بل يجب الاهتمام بها أسوة بالرجل. ودعا الوزير الى تقييم وتقدير المرأة ككيان عادل ومنتج, وقال انه على ثقة بأن هناك قضايا كبيرة تنتظر الحل ولا يتم علاجها الا بجهد وعرق حقيقيين. ودعا عبد ربه الى تغيير القوانين التي تميز بين الرجل والمرأة لأنها تكبل حياة المرأة وتفرض الظلامية على مئات الآلاف من النساء والرجال, حسب قوله. غزة ــ البيان

Email