الجدل بين الحكومة والمعارضة حسم لصالح المشروع: بشائر الخير تظهر في توشكى

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت بشائر الخير تظهر في منطقة توشكى حيث المشروع المصري العملاق الذي ثار الكثير من الجدل مؤخرا حوله بين الحكومة والمعارضة في مصر, وهو جدل يكاد ان يكون قد حسم لصالح المشروع وايجابياته التي ينتظر منها المصريون الخير الكثير . وقد تغيرت ملامح ومعالم المنطقة التي تجسد في جانب منها التعاون المصري الاماراتي والعلاقات الوطيدة بين البلدين, حيث تحمل ترعتها الرئيسية اسم صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان رئيس الدولة. وبدأت معالم البنية التحتية تتبلور في توشكى, حيث تم حفر 60 كيلومترا من ترعة الشيخ زايد لتحمل مياه النيل الى المنطقة المقرر زراعتها والتي تبلغ مساحتها 540 الف فدان. وتم تبطين حوالي 15 كيلومترا من الترعة, لتبدأ الزراعة في المزرعة النموذجية التي اقامتها وزارة الزراعة المصرية في المنطقة, كما تم البدء في زراعة الشعير لتثبيت التربية اعتمادا على المياه الجوفية من الآبار التي تم حفرها على الجانب الاخر من الترعة في الاراضي غيرالمطروحة للاستثمار وعددها حوالي 14 بئرا يتم حاليا تجربة الزراعة حولها لتعظيم الاستفادة منها خاصة وان المياه موجودة على عمق 60 مترا فقط. جولة في توشكى (البيان) توجهت الى منطقة توشكى للاطلاع على اخر ماتم انجازه من اعمال من ترعة الشيخ زايد ومحطة الرفع العملاقة التي ستتولى سحب المياه من بحيرة ناصر وضخها في الترعة لري الارض خلال انظمة الري المتطورة سواء بالرش او التنقيط خاصة وان الري بأسلوب الغمر لايتناسب مع الاراضي الرملية. وحسب التقديرات المبدئية والاحصائيات المتاحة فإن حجم الاستثمارات العربية في منطقة توشكى سوف يتجاوز 60% من مساحة الاراضي المطروحة للاستثمار حيث انه تم حتى الان تخصيص 220 الف فدان لمستثمرين عرب منها 120 الف فدان على الفرع الثاني من افرع ترعة الشيخ زايد للملياردير السعودي الامير الوليد بن طلال و 100 الف فدان على الفرع الثالث من افرع الترعة لصندوق ابوظبي للتنمية الذي رصد 100 مليون دولار لاستثمارها في هذه المنطقة. ترعة الشيخ زايد.. شريان الحياة يقول المهندس محمد الامير عثمان مدير عام المشروع ان ترعة الشيخ زايد هي المجرى المائي الرئيسي الحامل لمياه بحيرة ناصر الى اراضي منطقة توشكى وطول هذه الترعة حوالي 70 كيلومترا ويخرج منها اربعة افرع باطوال مختلفة يصل طولها الاجمالي الى 150 كيلومترا وهذه الافرع تضم اربع مناطق سوف يتم زراعتها الفرع الاول يخدم 120 الف فدان وهذه الاراضي تابعة للشركة القابضة للتنمية الزراعية وهي شركة مصرية, والفرع الثاني يخدم 120 الف فدان اخرى مخصصة لاستثمارات الامير الوليد بن طلال اما الفرع الثالث فيخدم 100 الف فدان مخصصة لصندوق ابوظبي للتنمية اما الفرع الرابع فيخدم 200 الف فدان وهي المنطقة المخصصة لاستثمارات متنوعة للمصريين والعرب والاجانب. ويضيف المهندس محمد الامير عثمان ان حجم الطلب الاستثماري على الاراضي في توشكى يفوق المساحة المستهدف زراعتها في المنطقة بنسبة تزيد على 300% حيث بلغت المساحات الاجمالية للعروض المقدمة من المستثمرين حوالي 1.8 مليون فدان في حين ان المساحة الفعلية المستهدف زراعتها لاتزيد عن 540 الف فدان. ويضيف محمد الامير عثمان ان وزارة الزراعة سوف تتولى عملية فحص ودراسة الطلبات المقدمة من المستثمرين لتحديد مدى جدية كل مستثمر حتى يكون قرار تخصيص الارض له سليما ويضمن الاسراع في تنمية المنطقة وبدء الزراعة وانتاج المحاصيل مع تدفق المياه في ترعة الشيخ زايد والفروع الاربعة التابعة لها بعد 4 سنوات مشيرا الى ان جميع الوزارات التي تم اسناد بعض الاعمال لها في توشكى تعمل من خلال منظومة واحدة حيث تكمل كل وزارة دور الوزارة الاخرى لتسهيل اجراءات التعامل مع المستثمرين. خدمات للمستثمرين وعن الخدمات التي تم ادخاله الى منطقة توشكى للتيسير على المستثمرين يقول محمد عبدالعال المهندس المقيم بالمشروع انه تم انشاء خط ابراج كهرباء ضغط عال بطول 270 كيلو متر لتغذية محطة الرفع العملاقة وتوصيل التيار الكهربائي للمنطقة لاستغلاله في انارة المنطقة وتشغيل اجهزة التكييف في الانارة في بعض المساكن التي سيتم اقامتها داخل المزارع بجانب تشغيل الثلاجات العملاقة والمبردات التي قد يشيدها المستثمرون واصحاب المشروعات لاستخدامها في حفظ الخضروات والفاكهة التي يتم انتاجها بالمنطقة, حتى يتم نقلها الى منافذ الاستهلاك سواء في الداخل او عن طريق التصدير وحتى لاتفسد هذه المنتجات بسبب ارتفاع درجة الحرارة من المنطقة لاكثر من 45 درجة مئوية طوال فصل الصيف الذي يمتد لاكثر من 6 أشهر. ويضيف المهندس محمد عبدالعال انه تم ربط خط الكهرباء الممتد من السد العالي الى توشكى بالشبكة الموحدة وبلغت تكاليفه الاجمالية حوالي140 مليون جنيه كما تم اقامه اكبر مستودع لنقل المواد البترولية في توشكى بتكاليف بلغت 50 مليون جنيه لاستغلاله في امداد السيارات والات الحفر والمعدات الثقيلة المتواجدة بالمنطقة بحاجتها من البنزين والسولار مشيرا الى انه سيتم في المستقبل القريب التوسع في انشاء محطات خدمة السيارات على طول الطريق الممتدة من اسوان وحتى ابو سمبل الى توشكى. خور توشكى ويفرق المهندس محمد عبدالله بين قناة الشيخ زايد في توشكى ومنخفض توشكى بقوله ان معظم الناس تعتقد ان خور توشكى هو ترعة الشيخ زايد الا ان الحقيقة تخالف ذلك تماما لان ترعة الشيخ زايد عبارة عن مجرى مائي صناعي تقوم بحفره وتبطينه حيث يتم سحب المياه من بحيرة ناصر عن طريق محطة الرفع العملاقة وضخها في الترعة اما خور توشكى فهو عبارة عن منخفض طبيعي تشكل منذ عصور طويلة بفعل عوامل النحت والارساب والتعرية في المنطقة ويمتد لمسافة 50 كيلومترا باتساعات مختلفة من منطقة لاخرى وقد تم تجهيز هذا الخور منذ عام 1978 الا ان المياه لم تدخله الا من عام 19996 ولمدة ثلاثة ايام فقط وهذا الخور يتم استغلاله بشكل جيد في المواسم ذات الفيضان المرتفع مثلما حدث خلال هذا العام حيث سجل ارتفاع منسوب المياه امام السد العالي 84 و 181 مترا فتم تصريف المياه الزائدة الى الخور حيث دخله حتى الان حوالي 12 مليار متر مكعب ومن المنتظر ان تصل كمية المياه الموجودة في الخور الى 14 مليار متر مكعب قبل حلول شهر يوليو المقبل وكل هذه المياه غير محسوبة ضمن حصة مصر من مياه النيل والتي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب سنويا, وقد ترتب على دخول المياه بغزارة الى خور توشكى زحف العمران الى المناطق المحيطة به لاستغلال الاراضي القريبة من مياه الخور في الزراعات الشاطئية واثبتت التجارب الاولية ان هذا النوع من الزراعة يمكن ان يحقق نتائج اكثر من ممتازة بعد ان اكدت البدايات ان اراضي المنطقة صالحة للزراعة ولكنها تحتاج الى نوع خاص من الخدمة لتحسين الانتاج من الحاصلات الزراعية التي تم تجريفها مثل الطماطم والبطيخ. الآبار تنظم الاستفادة ويواصل المهندس محمد عبدالله حديثه عن منظومة التعمير في توشكى بقوله انه يجرى حاليا اعداد الدراسات الخاصة بتنظيم سبل الاستفادة من المياه الموجودة في خور توشكى لانها تعتبر امتدادا للخزان الجوفي وسوف يتم تصريف اي كمية من المياه تزيد عن ارتفاع 178 مترا امام السد العالي الى خور توشكى مشيرا الى ان معدل التصريف داخل الخور يصل الى 120 مليون متر مكعب في اليوم الواحد خلال موسم الفيضان الماضي. ويؤكد المهندس المقيم بالمشروع انه تم حفر 14 بئرا بالمنطقة للاستفادة من المياه الجوفية الموجودة على عمق 60 مترا من سطح الارض وتم تركيب طلمبات على اربعة احواض منها لاستغلالها بعض الاراضي غير المدرجة على خريطة الاستثمار التابعة لترعة الشيخ زايد لانه بعد فحص وتحليل عينات المياه الموجودة في هذه الآبار تبين ان نسبة الملوحة بها تتراوح بين 550 ــ 750 جزءا من المليون من الجرام, وهي مياه صالحة تماما للزراعة حيث تم تقسيم الأراضي الزراعية الموجودة حول بئر مبارك وتوزيعها على بعض المنتفعين من أسر الضحايا والشهداء الذين ماتوا أو أصيبوا أثناء العمل في مشروع توشكى. امكانيات ذاتية ويقول عبدالعاطي السمان المدير التنفيذي بالمشروع انه يتم الاعتماد على الامكانيات الذاتية المتوافرة في المنطقة لسرعة انجاز المشروع, حيث يتم استبدال الزلط بكسر البازلت, وهو نوع من الحجر المتوافر بالمنطقة في الخرسانة المسلحة المستخدمة في أعمال تبطين قاع وجوانب الترعة وكذلك في عمليات رصف الطرق, حيث توجد ثلاث كسارات بالمنطقة تنتج ثمانية آلاف متر مكعب من حجر البازلت (المكسر) في أحجام صغيرة, مشيرا الى ان معدل الانفاق اليومي يصل الى 5.1 مليون جنيه. وبالنسبة للأسمنت المستخدم في أعمال التبطين يتم استخدام أسمنت معبأ في عبوات خاصة تنتجها شركة اسمنت أسيوط للمشروع زنة العبوة الواحدة 5.1 طن. وعن الشركات التي تتولى تنفيذ المشروع يقول المهندس عبدالعاطي السمان انها تنحصر في خمس شركات حكومية تابعة لقطاع الأعمال العام وهي شركة مساهمة البحيرة وشركة وادي كوم امبو والشركة العامة لاستصلاح الاراضي والشركة العقارية وشركة ريجوا بجانب بعض الشركات الخاصة ومقاولين من الباطن, مشيرا الى ان المشروع يعمل به في الوقت الراهن 3400 عامل و850 معدات ثقيلة بالاضافة الى ماكينتين للتبطين احداهما أمريكية والثانية ألمانية وتعملان بكفاءة عالية. 16 ساعة عمل يومي وبالنسبة لظروف العمل في منطقة توشكى يقول احمد بشير احد المشرفين المتواجدين بالمشروع ان العمل يستمر لمدة 16 ساعة يوميا وبالتالي يتم توفير كافة احتياجات العمال من الملابس والاطعمة حيث يوجد بالمنطقة مخبز ويتم الحصول على المواد الغذائية ومياه الشرب اللازمة من أسوان وأبوسمبل. وفي مواعيد تناول الوجبات يحصل كل عامل على وجبة غذائية متكاملة بدون مقابل, أما الاجور فهي تتراوح ما بين 280 الى 400 جنيه للعمالة العادية ويزيد أجر العامل بعد ذلك حسب الخبرة والمهارة الفنية التي يتمتع بها وذلك بالنسبة للعمالة الفنية والمهندسين والمشرفين على تنفيذ الأعمال بالمشروع. أما نظام اجازات العاملين فتحدد حسب الجهة التي يعملون بها, فعمال شركة مساهمة البحيرة يعملون 30 يوما مقابل 15 يوما اجازة, أما العاملون بالحكومة فيعملون 30 يوما مقابل اسبوع اجازة وبالنسبة للعاملين مع المقاولين من الباطن فيتم تحديد الاجازة حسب العقد الموقع بين الطرفين. محطة الرفع وحول محطة الرفع واستثماراتها وسير العمل بها يقول اللواء عماد قنصوة مدير أعمال الشركة العربية وهي الشريك المصري مع اتحاد الشركات العالمي المنفذ لمحطة الرفع, ان الاستثمارات الاجمالية لانشاء وتنفيذ مشروع المحطة تصل الى 380 مليون دولار وهو ما يعادل 5.1 مليار جنيه. وتعتبر هذه المحطة الشريان المحوري لمشروع توشكي بالكامل لأنها هي التي ستتولى سحب المياه من بحيرة ناصر وضخها من ترعة الشيخ زايد لدى 540 ألف فدان في المرحلة الأولى للمشروع, مشيرا الى انه من المنتظر الانتهاء من اقامة المحطة عام 2003. ويضيف اللواء عماد قنصوة ان عملية الحفر تجري على قدم وساق, حيث تم حتى الآن الحفر على عمق 36 مترا وهو معدل يتجاوز 50% من اجمالي أعمال الحفر التي ستصل في النهاية الى 60 مترا, وقد تم حتى الآن ازالة 7.1 مليون متر مكعب من الاتربة من موقع المحطة, مؤكدا ان العمق الذي ستعمل من خلاله محطة الرفع يتيح لها العمل تحت أي ظروف حتى لو وصل منسوب المياه أمام السد العالي الى 147 مترا فقط. ويستطرد اللواء عماد قنصوة قائلا انه لا توجد أية طبقات جرانيتية تعوق أعمال الحفر في موقع المحطة, لأن عملية الانشاء تخضع لدراسات من بعض المكاتب الاستشارية وبيوت الخبرة العالمية التي تتولى الاشراف على جميع مراحل المشروع الذي تتوزع أعماله بنسب متساوية بين شركات تنتمي الى مصر وانجلترا واليابان, مشيرا الى انه يمكن القول بأن 20% من حجم الأعمال بموقع المحطة تم الانتهاء منه, وللعلم فإن أسعار الحفر انخفضت بنسبة 60% بين العقد الاول والثاني نظراً لان طبيعة العمل ظهرت على ارض الواقع مؤكداً ان التكلفة الاجمالية لمحطة الرفع وترعة الشيخ زايد ستصل في نهاية الامر بعد انتهاء كافة اعمال الانشاء الى 5.5 مليارات جنيه. دور النقابات العمالية النقابات العمالية المصرية التي لها صلة وعلاقة بالانشطة التي ستقام في منطقة توشكى بدأت تستعد مبكراً للظهور على الساحة بقوة حتى يكون لها دور بارز في هذا المشروع القومي العملاق وخاصة نقابتا العاملين بالزراعة والري والثروة المائية ونقابة العاملين بالمرافق العامة التي تشمل انشطة الكهرباء والمياه والاسكان والصرف الصحي. يقول المهندس محمد عبدالحليم رئيس النقابة العامة لعمال الزراعة ان النقابة تقدمت باقتراح الى الدكتور يوسف والى نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة لاقامة مركز تدريب نموذجي لاعداد وتأهيل العمالة الزراعية اللازمة لتلبية احتياجات المستثمرين ورجال الاعمال بالمنطقة من العمالة الزراعية المطلوبة.. مشيراً الى انه تمت الموافقة على اقتراح النقابة وتقرر تخصيص 1000 فدان من توشكى حوالي 4 ملايين و200 الف متر مربع لانشاء اول مركز متطور لتدريب العمالة الزراعية على احدث اساليب الزراعة المطورة والري بالرش أو بالتنقيط. ويضيف رئيس نقابة الزراعة ان هذا المركز سوف يشمل اعداد العمالة الزراعية لتعبئة وتغليف منتجات المنطقة من الخضر والفاكهة بالشكل الذي يتلاءم مع احتياجات الاسواق المحلية واسواق التصدير وبالفعل بدأت النقابة في اعداد الدراسات التنفيذية الخاصة بمركز التدريب مع الجهات المشاركة في اقامته وهي مركز البحوث الزراعية والمعهد العالي للتعاون الزراعي ووزارة الزراعة وكلية الزراعة بجامعة عين شمس. واوضح المهندس محمد عبدالحليم ان هذا المشروع سوف يبدأ بالعمالة الزراعية العادية وبعض الحاصلين على دبلوم المدارس الفنية الزراعية من مختلف محافظات الجمهورية لاعداد وتجهيز اكبر عدد ممكن منهم لتلبية احتياجات المستثمرين العرب في المنطقة بعد تزايد الاقبال على الاستثمار في النشاط الزراعي بمنطقة توشكى وذلك لان المستثمر يرغب في تدوير رأسماله بأقصى سرعة والحصول على افضل ربح ممكن.. وبالتالي اذا لم يجد حاجته من العمالة الماهرة المؤهلة والمدربة فإنه سوف يلجأ الى الاسواق الخارجية وخاصة دول جنوب شرق آسيا لجلب ما يحتاج اليه من العمالة رخيصة الاجر.. ومؤكداً ان النقابة تسعى من وراء هذا المشروع الى رفع القيمة الفنية للعامل وزيادة دخله وتوفير العمالة المؤهلة والمدربة التي يحتاج اليها المستثمرون العرب والاجانب. وقال رئيس النقابة العامة لعمال الزراعة ان النقابة بدأت في اتخاذ الاجراءات الفعلية لانشاء فرع خاص للنقابة في توشكى لضم جميع العاملين المتواجدين لان 90% من العاملين في توشكي تابعين للنقابة.. مشيراً الى ان الهدف من وراء انشاء هذا الفرع هو التوفيق بين العمال وأصحاب الأعمال وحل اي مشاكل تنشأ بين الطرفين مستقبلاً بجانب مضاعفة المزايا التي يحصل عليها العمال من النقابة وادخال بعض الانشطة الترفيهية لهم. توشكى ــ محمد عبدالجواد

Email