السعودية ترفض طلباً أمريكيا لاحتجاز طائرة الحجاج، رحلة حج عراقية ثانية تتحدى الحظر الجوي واشنطن لن ترد عسكرياً وتدين استغلال صدام للدين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحدت بغداد الحظر الجوي لليوم الثاني على التوالي بارساله طائرة تقل 110 حجاج الى السعودية واعلنت عزمها ارسال رحلة جوية ثالثة اليوم وهو ما اعتبرته واشنطن خرقا للقرارات الدولية واستغلالا خبيثا للدين لكنها اكدت ان مقاتلاتها لن تعترض هذه الرحلات وسط تقارير عن رفض الرياض مطلبا امريكيا بحجز الطائرات العراقية بعد فشل لجنة العقوبات في اتخاذ قرار ازاء هذا الامر بفضل الانقسامات فيها . فقد غادرت طائرة عراقية روسية الصنع من طراز اليوشين 76 وعلى متنها 110 حجاج قاعدة الرشيد العسكرية في احدى ضواحي بغداد صباح امس وهبطت في مطار جدة السعودية في تحد ثان للحظر الجوي المفروض على العراق. وكانت الطائرة نفسها, وهي من طراز اليوشين ــ 76 تابعة للخطوط الجوية العراقية, قد اقلت امس الاربعاء 110 من الحجاج المسنين الى جدة حيث هبطت من دون عراقيل. واعلن المدير العام لشركة الخطوط الجوية السعودية ربيع محمد صالح للصحافيين ان الشركة تنوي ارسال طائرة ثالثة واخيرة الى السعودية اليوم (الخميس) لنقل حجاج ممن لا يستطيعون تحمل السفر بطريق البر البالغ طوله الفي كيلومتر. واعرب صالح عن (الشكر والتقدير للسلطات الاردنية والسعودية) مؤكدا (ان الرحلة كانت طبيعية ودون اي مشكلات) . ونقلت صحيفة (الجمهورية) العراقية أمس عن مصادر رسمية قولها ان الطائرة عبرت امس الأول المجال الجوي الاردني قبل ان تهبط في جدة وان الرحلة استغرقت ساعتين و25 دقيقة. واضافت الجمهورية ان (السلطات السعودية اعطت الموافقات الاصولية للدخول) عندما اقتربت الطائرة من الاجواء السعودية وسمحت لها بالهبوط, ثم توجه الحجاج برا الى مكة. ووصل الحجاج بالحافلات الى مطار الرشيد صباح أمس قبل ساعتين من اقلاع الطائرة واستمعوا الى خطبة القاها احد رجال الدين تحدث فيها عن الايمان والصوم والصلاة وعن معاناة الشعب العراقي جراء الحصار المفروض عليه. بعد ذلك ادى الحجاج الذين كانوا يرتدون ملابس الاحرام البيضاء صلاة الشكر فوق ارض المطار وابتهلوا الى الله ان يرفع الحظر عن بلادهم ثم صعدوا الى الطائرة التي ارتسم عليها شعار الخطوط الجوية العراقية الاخضر اللون. وردا على اسئلة الصحافيين اكد قائد الطائرة حامد الدليمي انه (لا يخاف من اية تهديدات تقوم بها الطائرات الأمريكية) . واضاف متسائلا (لماذا اخاف؟ اننا متوجهون في رحلة ايمانية لاداء فريضة الحج) . ويملك العراق حدودا مشتركة مع السعودية لكن طائراته لا يمكنها الاقتراب من هذه الحدود بسبب منطقة الحظر الجوي التي تفرضها الطائرات الأمريكية والبريطانية. وقد تواصلت أمس قوافل الحافلات التي تقل الحجاج المسافرين بطريق البر متوجهة الى موقع عرعر على الحدود السعودية العراقية للحصول على تاشيرات الدخول الى السعودية لاداء فريضة الحج حيث قال مصدر عراقي ان 18 ألف حاج عراقي ينتظرون في هذه المنطقة. واشنطن من جهتها اعتبرت وعلى لسان المتحدث باسم خارجيتها جيمس روبن الرحلات هذه انتهاكا لقرارات الأمم المتحدة. وقال روبن في التصريح الصحفي اليومي (غاية الامر ان (الرئيس العراقي) صدام حسين وجد حيلة خبيثة اخرى وحاول استغلال الحج لأغراضه الخاصة. وكل ما يفعله هو الحاق مزيد من الضرر بنفسه على الصعيد الدولي بهذا الانتهاك للعقوبات الدولية) . ومضى يقول (رفضت بغداد مرارا مقترحات اللجنة وأصرت على ترتيبات غير مسموح بها في اطار قرارات مجلس الأمن ذات الصلة) . لكن لجنة العقوبات بحسب رئيسها السفير الهولندي أرنولد بيترفان والسوم فشلت امس الاول في اتخاذ اي اجرء بحق بغداد. وقال ان اللجنة عقدت اجتماعا مغلقا وهي (بالكاد ناقشت) المسألة. وتتألف اللجنة من ممثلين عن الدول الــ 15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي. واضاف ان (للاعضاء وجهات نظر مختلفة حول النقطة المتعلقة بمعرفة ما اذا كان القرار 670 يشكل حظرا جويا ام لا) . مشيرين الى ان اي قرار تتخذه اللجنة يتطلب تفاهم اعضائها ال15. واوضح ايضا ان (احدا لم يحاول تقديم اقتراح بادانة او باي اجراء ما لانه من المحتم ان هذا الامر لن يمر) . وحسب دبلوماسي غربي فان الممثل الأمريكي اكتفى بعرض المسألة ورد عليه ممثل روسيا بان التفاهم مفقود داخل اللجنة. إلى ذلك نقلت فرانس بريس عن مصادر دبلوماسية غربية في الخليج قولهم امس ان واشنطن طلبت من السعودية حجز الطائرة العراقية التي هبطت في جدة امس الأول وعادت لنقل رحلة اخرى امس. وقالت هذه المصادر للوكالة (ان الولايات المتحدة طلبت من المسؤولين السعوديين حجز الطائرة لكنهم رفضوا) . ــ الوكالات الطائرة العراقية تقلع من قاعدة الرشيد ــ أ.ب عراقي يكبّر قبل الانطلاق ــ أ.ب

Email