تقرير اخباري: بغداد كبدت واشنطن 6 مليارات دولار، خطر تفكك العراق يلجم الادارة الامريكية

ت + ت - الحجم الطبيعي

توعدت الادارة الامريكية مرة اخرى باسقاط الرئيس العراقى صدام حسين الامر الذى اثار سخرية الصقور المتشددين من اعضاء مجلس الشيوخ الذين يعتقدون ان سياسة الادارة ينقصها الرؤية الواضحة والعمل الجدى وطالبوا بسياسة شاملة وذكروا أن التكاليف العسكرية الامريكية لمواجهة العراق منذ عام 1993 وصلت الى ستة مليارات دولار وان مصداقية الولايات المتحدة تعانى بشدة فى الاوساط العالمية. =وتجمع مصادر الادارة الامريكية على ان الخطة المثلى من وجهة نظر البيت الابيض هو ان يسقط صدام حسين عن طريق سياسة طويلة الاجل تعتمد على اضعافه جزئيا وتدريجيا ثم حدوث انقلاب عسكرى ولكن الكونجرس يفضل حلا اسرع وتدخلا بارزا وخاصة لمساعدة جماعات المعارضة العراقية على ان تتحدى وتسقط النظام. ووصل الخلاف بين الكونجرس والادارة (بل وداخل الادارة) بشأن مساعدة جماعات المعارضة العراقية على الاطاحة بصدام حسين الى مرحلة علنية واضحة وبات على بعض المسؤولين العسكريين مثل الجنرال انطوني زينى قائد القوات الامريكية فى الشرق الاوسط ان يدافع عن منصبه فى وجه انتقادات حادة من اعضاء الكونجرس الذين يتهمونه بالتخاذل وعدم دعم جماعات المعارضة العراقية. وعقد الكونجرس عدة جلسات استماع هذا الاسبوع فى محاولة لبحث تفاصيل الخلاف داخل واشنطن بشأن العراق وكيفية التخلص من النظام العراقى بطريقة يتفق عليها الجميع فى واشنطن. ورفضت اليزابيث جونز مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى فى جلسة استماع فى مجلس الشيوخ هذا الاسبوع التكهن بالفترة الزمنية اللازمة لاسقاط نظام بغداد ولكن الشيوخ حاصروها بالاسئلة حتى قالت انه من الممكن ان ينهار نظام صدام حسين قبل خروج الرئيس بيل كلينتون من البيت الابيض فى اوائل 2001 . واضافت جونز انها عقدت اجتماعات اوائل الاسبوع مع زعماء المعارضة العراقية فى شمال البلاد وخرجت بهذا الانطباع. ولكن زعماء جماعات المعارضة أنفسهم وعلى رأسهم احمد شلبى رئيس المؤتمر الوطنى العراقى المقيم فى لندن يستبعدون هذا الاحتمال دون دعم امريكى واضح وصريح بل وباتوا يستصرخون اعضاء متشددين فى الكونجرس وبعض معاهد الابحاث اليمينية (وفقا لمصادر المؤسسة التشريعية الامريكية) للضغط على الادارة للحصول على دعم اكبر. وحتى عام 2001 يبدو بعيد المنال لبعض القادة العسكريين الامريكيين الذين دعوا الى اعتماد سياسة اطول امدا تقوم على ان نظام صدام حسين افضل من عراق مفكك . وقال الجنرال انطونى زينى ان الولايات المتحدة يجب ان تستمر فى سياسة (طويلة النفس) لاضعاف صدام حسين عسكريا ودعم المعارضة ولكن دون السماح للعراق بالانهيار والتفكك. واضاف فى شهادة امام لجنة الخدمات المسلحة فى الكونجرس (لا توجد أى جماعة معارضة فى العراق اليوم يمكن ان نسلحها فتزحف على بغداد وتنجح فى تغيير النظام) . ودافع زينى عن نفسه قائلا (ان البعض يتهمونه بمعاداة بعض جماعات المعارضة ولكنى فى الحقيقة اشجعهم على حل خلافاتهم) وشدد على اهمية عدم منحهم اسلحة او اقامة معسكرات لهم فى الآونة الحالية. واقرت جونز ان المعارضة العراقية ليست مستعدة بعد لتلقى اسلحة (أقر الكونجرس مليون دولار من اجل شرائها) حتى يكون هناك ائتلاف أكبر بينهم واتفاق على ما سيفعلونه. واستطردت قائلة ان هناك خلافات كبيرة بين جماعات المعارضة تفوق بكثير مساحات الاتفاق بينها. وقالت اليزابيث جونز ان فرانك ريتشاردونى الذى عينته وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت منسقا لشؤون التحول فى العراق عقد اجتماعات هذا الاسبوع من اجل تحضير اجتماع للجنة التنفيذية لكل قيادات المؤتمر الوطنى العراقى الاسبوع المقبل لمساعدتها على العمل سويا بطريقة اكثر مصداقية يمكن ان تودى الى تغيير النظام فى بغداد. واقرت جونز ان الادارة لم تنفق الكثير من مخصصات الكونجرس فى قانون تحرير العراق حيث انفقوا 67 الف دولار فقط ذهبت لتمويل مؤتمر فى شهر نوفمبر الماضى حول الاثار الناجمة عن قيام صدام حسين بقصف بلدة حلابجة الكردية فى الثمانينات. ودعا الرئيس السابق للمخابرات الامريكية جيمس وولسى فى جلسة استماع امام لجنة الخدمات المسلحة الى قلب النظام العراقى وان تكون نقطة البداية هى فرض حظر جوى فوق العراق باكمله والاعتراف بحكومة عراقية فى المنفى وقصف مراكز قوة صدام مثل الحرس الجمهورى ومنشآت المخابرات. وحذر زينى من مثل هذه السياسة قائلا (تعلمنا من تاريخ هذه المنطقة انه من الممكن تغيير النظام اذا كان هذا هو هدفك الوحيد ولكن سينتهى الامر بانظمة مثل تلك القائمة حاليا فى افغانستان وايران والصومال وعلى المدى الطويل يمكن ان تكون مصدرا لاسوأ الاضطرابات ان أى حل متهور لهذه المسألة المعقدة للغاية يمكن ان يلقى بنا فى مشاكل رهيبة ) . ويذكر أن ولسى يدير الان شركة محاماة فى واشنطن وهو مقرب من احمد شلبى زعيم المؤتمر الوطنى العراقى (وفقا للعديد من التقارير الصحفية) .ــ أ.ش.أ

Email