قياديان بالمعارضة الداخلية في لقاء جماهيري بالقاهرة:(الانقاذ)وصلت لنهاية الطريق وتبحث عن مخرج

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتفق القياديان البارزان في حزب الأمة وزير الدفاع السابق الدكتور آدم موسى مادبو ووزير التعليم وحاكم كردفان الأسبق بكري احمد عديل على ان: (الساحة السياسية في السودان حبلى بالتطورات والأحداث وأن كل التوقعات واردة) ووصفا الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في السودان في كل نظام الانقاذ بانه (قد وصل الى نهاية الطريق المسدود) وان برنامج السلطة اليوم الذي تعبر عنه تحركاته وخطواتها داخليا وخارجيا يهدف الى ايجاد مخرج من المأزق الحقيقي الذي ادخلت نفسها فيه) . وقال د. ادم مادبو (ان هنالك خلافات جوهرية واساسية في صفوف الجبهة القومية الاسلامية الحاكمة حول كيفية الخروج من المأزق وهي خلافات فكرية وتنظيمية قسمت القيادة الجبهوية الى مجموعات تتحدث كل مجموعة بمنطقها ورؤيتها للخروج من المأزق) ونبه الى ان اي تحليل يقود الى وصف انقسامات الجبهة وخلافاتها بأنها (خلافات شكلية وليست اساسية) لايتفق مع الواقع الموضوعي الذي نعايشه ونلمسه بأنفسنا فالخلافات جوهرية واساسية وهذا فهمنا وتحليلنا لها والمطلوب منا في الداخل والخارج ان نتفق ونتوحد في التجمع الوطني الديمقراطي على اسلوب وطريقة تعاملنا مع هذه التطورات وان نحافظ ونطور المكاسب التي حصل عليها شعبنا بنضاله وصموده امام نظام الجبهة الذي لم يستطع وبكل ما فعل وما استخدم من وسائل واساليب وقهر وارهاب ان يكسر ارادة الصمود والرفض والمقاومة الشعبية التي قادها التجمع الوطني الديمقراطي) . وقال بكري عديل حول تكوين المؤتمر الوطني الحاكم آلية للحوار مع المعارضة برئاسة نائب الرئيس السوداني والقيادي الجبهوي الكبير علي عثمان محمد طه (ان رضوخ السلطة واعترافها بالمعارضة برغم تعدد التصريحات و(المواقف الصحيفة المعلنة) ليس منة ولا هدية يقدمها النظام كرما وطواعية ولكنه الاستجابة القهرية لتصاعد النضال الشعبي والضغوط التي مارسها التجمع في الداخل والخارج على السلطة وادت الى اضعافها واسقاط هيبتها) ودعا الى تصعيد الضغوط على كافة الجبهات وعبر بكلمات قوية عن (الضرورة الموضوعية التي تحتم على التجمع الوطني الديمقراطي مواصلة العمل ورفع درجاته ومستوياته, وحذر من ان اي خلل على جبهة الخارج لن يكون مقبولا من جماهير شعبنا كلها (التي أولت التجمع وقيادته ثقتها ووضعت آمالها فيه ومنحته الثقة والتفويض) وشدد على الوحدة المتينة للمعارضة بالخارج وتوافق خطواتها وحركاتها كقوى سياسية ونقابية وعسكرية والذي كان وسيكون له آثره المعنوي الهائل على الجماهير في الداخل. وحذر من ان (اي خلخلة هنا ستحدث خيبة امل واحباطاً للشعب) , ودعا اجهزة التجمع وقياداته الى تفعيل وتنشيطه للخروج من دائرة البطء وتجاوز السلبيات الصغيرة وتمتين وحدة القيادة لان ذلك أمر هام ومهم لنا في الداخل, فإن قواعد وجماهير وقيادات احزابكم وتنظيماتكم متوحدة ومتفقة ومصممة على احداث التغيير بارادته ولكن دوركم التاريخي مطلوب بشدة) . ونفى عديل وهو أحد ابرز مسؤولي حزب الامة بالداخل بشدة ان هناك اي حوار يجري بين التجمع والنظام وكرر بقوة وشدة (واعلن لكم وباسم حزب الامة أنه ليس هنالك حوار بيننا كحزب والنظام وان قرارنا الحزبي الجماعي في كافة مستويات الحزب داخليا وخارجيا أنه لن يكون بيننا وبين النظام أي حوار ثنائي وان الحوار والبحث عن الحلول السلمية يجب ان تتم تحت راية واسم التجمع الوطني الديمقراطي وان الحكومة مهما ناورت وتلاعبت فلن تحصل منا على موقف منفرد) واضاف واذكر عن ثقة (ان هذا هو موقف كل قوى واحزاب التجمع وقياداته التي تحملت شرف مسؤولية النضال ومقاومة نظام الجبهة على مدى السنوات العشر الماضية ولاتراجع عن هذا الموقف ابدا. وكان القياديان البارزان في حزب الامة والتجمع في الداخل قد عقدا لقاء جماهيريا واسعا مع قيادات وكوادر التجمع وقواعده في دار حزب الأمة بالقاهرة حضرها جميع قادة وكوادر الاحزاب والمنظمات السودانية الموجودون في القاهرة, واعلنا في بداية اللقاء الذي استمر حتى بعد منتصف ليلة امس انهما يحملان رسالة التجمع والشعب الى قياداته الموجودة في الخارج. وصرح بكري عديل في حديث خاص بأن آخر لقاء له مع ممثل قيادة المؤتمر الوطني الحاكم كان قبل شهرين من مغادرته السودان وقال ان جماعة النظام كلما فرضوا على واحد منا لقاء معهم يخرجو منه ليشيعوا ان الحوار متصل بين المؤتمر والمعارضة واضاف, ولكنني اؤكد له انه ليس هنالك حوار بالمعنى اللغوي والسياسي للكلمة بيننا وبينهم الا اذا كان الاستجواب السياسي الذي يقومون به من حين لآخر يسمى حوارا.. ولكنني وفي آخر لقاء مع مبعوث من قبلهم اضطررت ان اقول له وهو في منزلي انني عازف عن لقائه وزياراته ولو شاءوا من بعثوا به ان يتحاوروا أو يتفاوضوا فإن المعارضة والحزب قد حددا أجندة الحوار وقدموها لرئيس الجمهورية, فأجندتنا للحوار هي مذكرة التجمع في 29 ديسمبر الماضي والحوار يكون مع من وجهنا له المذكرة وحملناه المسؤولية. واعرب د. بكري عديل عن عدم ثقته في مصداقية النظام التي خبروها جيداً ورأى انه اذا ارغمت التطورات النظام على دخول باب الحوار بهدف الوصول الى الحل السلمي الذي لم نرفضه يوما فإن ذلك يجب ان يتم خارج الخرطوم وفي حضور وشهادة دولة صديقة نثق بها ونعرف انها قادرة على الوفاء بالالتزامات المترتبة على ذلك وفي مراقبة دولية وأقليمية تضمن وتكفل ليس فقط الالتزام بجدية الحوار بل سلامة المتحاورين وأمنهم. وفي تحليله لموقف السلطة قال د. آدم مادبو (انها بتحركاتها غير الناضجة تتصور انها بذلك يمكن ان تخدع الرأي العام الداخلي والخارجي وتبدو في صورة النظام المتوجه نحو الديمقراطية والتعددية والوفاق الوطني مما سيخفف عنها الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية, كلنا نعتقد انه ليس هنالك مجال لتخفيف الضغوط عليها ومنحها فرصة لاسيما لتجميع قواها التي تتبعثر الان وذلك هو دورنا ودور التجمع في الخارج. وقال د. مادبو انه يعتقد ان قانون التوالي وفتح الباب لتشكيل الاحزاب الذي تصورته الجبهة أحد مخارجها للخروج من المأزق (قد انقلب وبالا على المؤتمر الوطني الحاكم واضعفه بشدة.. ومهما كان رأينا في الذين قبلوا ان يسجلوا أحزابهم تحت قانون التوالي فإن خروجهم من المؤتمر قد اضعف المؤتمر جدا واعاده الى تنظيم للجبهة في حجمها وقدرتها المعروفة لنا جميعا في السودان) ونوه كثيرا بان خروج الاخ زين العابدين الهندي والاخ د. مشار وآخرين من المؤتمر قد عرى أكثر الجبهة الاسلامية وهي تسعى الان الى الحوار مع القوى السياسية في الخارج وبأي وسيلة, ولكننا نعتقد بالاجماع ألا حوار مع الجبهة مهما سمت نفسها المؤتمر ونشترط ان يكون الحوار مع رئيس الجمهورية الذي يتحمل المسؤولية الكاملة, وقد قلنا ان المؤتمر في نظرنا بعد قانون التوالي هو حزب مثل بقية الاحزاب ولن نمنحه اكثر من ذلك والحوار يكون مع رئيس سلطة الامر الواقع) . ودارت في اللقاء الذي استمر قرابة الاربع ساعات مداخلات ومناقشات كثيرة اشترك فيها من قيادات التجمع في القاهرة فاروق ابو عيسى نائب الأمين العام والمتحدث باسم التجمع الذي أشاد بالدور الوطني المتميز الذي يقوم به د. مادبو وبكري عديل وثمن عاليا الرسالة التي حملوها من الداخل لاخوانهم في الخارج.. وعقب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي عضو هيئة القيادة على اللقاء الجيد والممتاز والذي تميز بالصدق والوضوح واعرب عن (ثقتنا جمعيا بان زملاءنا وجماهيرنا في الداخل الذي يقودون النضال اليومي هم الاقدر على تقييم الموقف وعلى اتخاذ القرارات التي يرونها مناسبة لكل موقف. من جانبه قال عضو المكتب التنفيذي للاتحادي الديمقراطي وأمين الشؤون الاقتصادية د. ابو الحسن فرح مشددا على ان وحدة التجمع واحزابه تعلو على أي خلافات واختلافات في الرأي لان القضية والهدف الذي تجمعنا حوله اكبر من اي خلاف واشاد عضو مجلس السيادة السابق الزعيم الجنوبي د. باسفيكو لادو (بالزملاء الشجعان الذين صمدوا في الداخل وواجهوا القهر والطغيان الذي مارسه النظام ضدهم باعتبارهم ممثلي الشعب الحقيقيين واعرب عن ثقته بان النضال سيتصاعد وان النظام في نهاية الامر مهزوم ومحدود) . القاهرة ــ عبدالله عبيد

Email