أحد مسؤولي النفط مقابل الغذاء (يعترف): لجنة التفتيش تلاعبت في تقاريرنا لصالح واشنطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف الدكتور اشرف بيومي الرئىس السابق لفريق مراقبي الغذاء في برنامج (النفط مقابل الغذاء) بالعراق, عن ان لجنة التفتيش على اسلحة الدمار الشامل لم تكن تقتصر في عملها على التفتيش على الاسلحة فقط, وانما امتد تدخلها الى تعطيل صيغة النفط مقابل الغذاء والتلاعب في تقاريرنا لصالح واشنطن . وقال بيومي في شهادة ادلى بها امام نقابة الصحفيين المصريين امس الاول ان الامريكيين والبريطانيين من اعضاء لجنة العقوبات كانوا يقومون بوضع عراقيل ومعوقات امام برنامج النفط مقابل الغذاء منها محاولة تقديم تقارير الى الامم المتحدة تخدم اهداف السياسة الامريكية. واضاف ان بعض السلع التي كانت تأتي الى العراق من السودان وإيران وفقا للبرنامج كان يتم استبعادها دون إبداء أية اسباب بالاضافة الى تحديد اللجنة قائمة بأسماء بعض المواد الاستهلاكية المهمة الممنوعة من دخول العراق والتي لايمكن رفعها من القائمة مالم تقنع مجلس الامن بانها ضرورية للشعب العراقي والتي اطلقوا عليها صفة السلع ذات الاستخدام المزدوج مثل عربات الاسعاف, البطاريات, الطفايات, اللمبات, سيارات المدارس, مركب النيترو الخاص بعلاج مرضى القلب, المبيدات وادوات الرسم, اقلام الرصاص بزعم احتوائها على مادة الكاربون, الزجاج, الآلات الحاسبه, البلاستيك مناديل الورق, المقصات, المراوح, الشمع, أجهزة الراديو, الفلاتر, مولدات الكهرباء وغيرها مما تشمله القائمة الطويلة. وذكر بيومي ان لجنة العقوبات كانت تطلب منهم كمشرفين على برنامج الغذاء حساب كيفية توزيع الغذاء في المحافظات المختلفة, اضاف بان ذلك كان يتم بشكل جيد سواء في المحافظات الوسطى أم الشمالية, بالرغم من ذلك فإن السلة الغذائية كانت قد تدهورت بشكل ملحوظ حتى انها لم تكن تحتوي الا على 1000 سعر حراري فقط بعد ان كانت 3000 سعر في الوقت الذي يحتاج المواطن الى 2000 سعر حراري كحد ادنى مما نتج عنه انتشار حالات سوء التغذية التي لم تكن موجودة في العراق قبل الحصار ووصل معدلها الى 25% من عدد الاطفال, كذلك زادت حالات التقزم بين الاطفال وصلت الى 27% وكذلك الهزال, واكد د. بيومي ان هذه المعدلات لم تتغير خلال الثمانية عشر شهرا الاخيرة بالرغم من تطبيق برنامج النفط مقابل الغذاء لان معظم الوجبات تحتوي على نشويات وتخلو من الحديد والفيتامينات ووصل الامر الى ان كثيرا من افراد الشعب العراقي يبيعون بعضا من حصصهم التموينية لشراء الادوية. اشار بيومي الى انتشار امراض السل والدوسنتاريا بسبب تلوث مياه الشرب بالمجاري حتى ان هناك 6000 طفل يموتون شهريا وفقا لتصريحات دينسي هاليداي مساعد الامم المتحدة الذي قدم استقالته احتجاجا على هذه المأساة. كذلك انتشار الامراض السرطانية في جنوب العراق بسبب استخدام مادة الــ D.U التي كانت تستخدم في القذائف وذات مستوى اشعاعي عالي بالنسبة للصحة, وبسبب استخدام الكثير من الاسلحة المحرمة دوليا في العراق. واوضح د. بيومي ان سلاح العقوبات يقتل العراقيين دون دماء فأكثر من مليون ونصف المليون عراقي ماتوا منذ بدء الحصار وخاصة من الاطفال بعد ان انخفضت معدلات وفيات الاطفال من 220 في الالف الى 90 في الالف وكذلك تردت الاحوال الصحية للمواطنين بعد ان كان الوضع الصحي في العراق افضل وضع في الامة العربية وبعد ان ارتفع متوسط العمر من 47 ــ 60 سنة. وعن الاوضاع الاجتماعية قال الدكتور بيومي ان العراق شهدت تغيرات كبيرة بسبب الحصار وان الطبقة الوسطى سقطت الى القاع بينما الطبقات الطفيلية ارتفع شأنها وحققت مكاسب كبيرة في ظل العقوبات والحصار. هناك كذلك تدهور في التعليم بسبب انتشار الدروس الخصوصية بعد ان قل دخل المدرس الذي لايزيد عن الف دينار شهريا وهذا المبلغ لايشتري اكثر من مائة بيضة أو ثلاث دجاجات, كذلك تسرب الطلبة من المدارس للبحث عن عمل او للبيع على الارصفة. ومن خلال مشاهدته لآثار الضربة الامريكية البريطانية الاخيرة قال بيومي ان القذف أصاب مبنى وزارة الدفاع القديم, وكذلك هيئة الامن العام التي دمرت بالكامل بحوالي 12 صاروخا وهيئة التصنيع, وكذلك المقرات التي سبق ان طلبوا تفتيشها كحزب البعث وغيرها, ومستشفى الولادة, كلية العلوم, القصر العباسي, ووزارة الشؤون الاجتماعية وايضا ميناء القصر في البصرة, ومصفاة البترول وأحد مستودعات الغذاء وذكر ان التقديرات اشارت الى اطلاق اكثر من 600 صاروخ كروز. القاهرة ـ ماجدة السيد

Email