وزير خارجية الاردن في حديث بلا رتوش: سياسة الاردن الخارجية في مأزق والسلام لن يكتمل دون سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعترف عبد الاله الخطيب وزير الخارجية الاردني ان السياسة الخارجية لبلاده (تعاني من مأزق) مشيرا الى ان مشكلة الاردن انه (لا يستطيع ان يسوق سياسته الخارجية مثل كثير من الدول العربية) . واضاف ان الاردن يواجه وضعا في غاية التعقيد تحتاج فيه الامور الى التفكير والبحث الهادئ لا تمارس في فراغ او في معزل عن المعطيات والظروف المحيطة واشار الخطيب في حلقة نقاش نظمها المركز الاردني للدراسات والمعلومات الى ان الاردن لا يدعي ان سياسته الخارجية تتحرك او توجه بدوافع ايديولوجية او عقائدية لكن بهدى الشرعية الدينية والشرعية القومية اللتين تتمتع بهما مؤسسة الحكم في الاردن حيث تضيفان على مواقف وتعامل الاردن مع الغير صيغة خاصة, ويمكن تلخيص هذه الميزة بالحرص على ان لا يكون الامن الوطني على حساب الامن القومي وفي هذا الاطار اصبح الحرص على العلاقات العربية مسلمة من مسلمات السياسة الخارجية الاردنية لدرجة ان الجمهور الاردني قد يستغرب مثلا اذا كان هناك اي تعقيب او رد على تصرف يصدر عن شقيق عربي يتضمن اساءة للاردن. وعن علاقات الاردن الدولية قال وزير الخارجية ان الاردن يتمتع بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة واليابان ومختلف الدول الاوروبية خاصة فرنسا والمانيا وبريطانيا وهذه العلاقات بالاضافة الى ابعادها الثنائية التي كثيرا ما تترجم الى فوائد ملموسة في المجالات الاقتصادية بالاضافة الى اطارها السياسي فانها كثيرا ما تترجم المدى الاوسع لخدمة القضايا العربية. وعن العلاقات العربية قال وزير الخارجية الاردني ان علاقات الاردن العربية تشكل ركنا اساسيا في علاقاته الخارجية انطلاقا من ايمانه بانتمائه لامته العربية ومن ايمانه بترابط مصالحه وتداخلها مع مصالح الدول الشقيقة. والاردن يؤمن بأن آفاق وامكانات تطوير العلاقات العربية واسعة وكبيرة ولطالما دعا الى تكوين قاعدة مشتركة عامة تحافظ على المصالح العربية الاساسية وتحول دون تأثرها بأية اختلافات يمكن ان تبرز من حين الى آخر. العلاقات العربية واضاف اذا ما نظرنا الى العلاقة السياسية فيمكن القول ان علاقات الاردن مع مختلف الدول الشقيقة تتجاوز بوضوح مستوى معدل العلاقات السائدة بين الدول العربية واذا ما استثنينا علاقتنا مع سوريا فان علاقاتنا وجوارنا مع كل دولة عربية آخذ في التطور. وقال الخطيب ان الحملة ضد الاردن لم تكن سياسية فقط بل ان هناك محاولات مستمرة لزعزعة الامن فيه مشيرا الى ان مايقارب 800 عملية تسلل لفرق ارهابية من دول (مجاورة) الى الاردن كشف منذ العام 1994. وعن العلاقة مع سوريا قال الخطيب انه منذ العام 1994 والعلاقة مع الاشقاء السوريين متعثرة وعزا ذلك الى رغبة السوريين في ان يكون الاردن ورقة سياسية في جيبهم منذ اول اجتماع تنسيقي قبل مؤتمر مدريد. وانتقل الى الحديث عن العراق وقال ان البعض يستغرب اننا لا نقول كلاما كبيرا عن العراق وان لا نضحي من اجل العراق. وتابع ان هناك ثلاثة خيارات للتعامل مع الازمة العراقية هي أولا: الا نقبل بما يجري للعراق ويكون لدينا طائراتنا للدفاع عن العراق. ثانيا: ان نعلن موقفنا الرافض ونتحمل تبعاته السياسية والاقتصادية. ثالثا: ان نحمي مصالحنا. وقال ان علينا ان ندرك حجم موارد الاردن وموقعه ونحن هدفنا الحفاظ عليه ونتعامل مع المشاكل بواقعية. وحول العلاقات مع اسرائيل قال الوزير الاردني ان افضل شيء عمله الاردن هو توقيع اتفاق السلام عام 1994 وتساءل ماذا لو لم نكن قد وقعنا اتفاقا وقتل رابين وجاء نتانياهو؟ ووصف اتفاق السلام بأنه انجاز كبير. واضاف ان الاردن نجح في توقيع اتفاق سلام في الوقت الذي (كان فيه الآخرون يسيرون داخل الغرف المغلقة اسرع منا) . دفاع عن التسوية ورفض الخطيب الانتقادات التي توجه الى عملية السلام دون ان ننظر الى ايجابياتها وكشف النقاب عن ان الفلسطينيين نجحوا منذ اتفاق اوسلو في اعادة 200 الف فلسطيني منهم 40 الف عسكري الى فلسطين وقال ان هناك نواة دولة تقام على الارض الفلسطينية وزيارة كلينتون الى غزة تجسيد لهذه الكينونة. واعلن الخطيب تأييد الاردن للدولة الفلسطينية مبينا ان الاردن على تماس مباشر مع الفلسطينيين ومصلحتهم من مصلحة الاردن وما يحدث عندهم يؤثر على الاردن. وأكد ان الاردن لن يتوانى عن دعم الفلسطينيين وقال ان السلام سيبقى ناقصا مالم يكتمل المسار الفلسطيني ويكتمل أيضا المسار السوري اللبناني. كما اكد ان الاردن لن يضحي بعلاقته العربية من اجل العلاقة مع اسرائيل مشيرا الى ان جهات اسرائيلية متورطة في تسريب معلومات غير صحيحة عن علاقات الاردن وتركيا واسرائيل. وقال ان الاردن لا يوجد لديه اجندة مخفية فيما يتعلق بمفاوضات المرحلة النهائية, وان الاردن يريد ان يكون موجودا في هذه المفاوضات لأن هناك الكثير من القضايا التي لا تزال معطلة بانتظار المرحلة النهائية مثل الحدود الفلسطينية الاردنية والقدس وقضية اللاجئين. وأكد الخطيب ان موضوع اللاجئين يجب ان يبحث في اطار الشرعية القانونية والسياسة منوها بأن المواطنة ليست منحة. العراق وعاد الخطيب الى القضية العراقية معربا عن تساؤله عن حل قريب لها وقال انه على المدى القصير لن يحدث تغيير في العراق وهذا على الاقل لمدة عام مقبل. وقال ان الاخوة العراقيون حساسون من تقديم النصيحة لهم وتوقع ان حساباتهم السياسية خاطئة وقال: لقد التقيت بمسؤولين عراقيين في شهر اكتوبر الماضي واكدوا لي بأن كل المجتمع الدولي معهم باستثناء امريكا وقلت لهم ان هذه التقديرات خاطئة والدليل على ذلك التصويت والاجماع في مجلس الامن. واعرب وزير الخارجية الاردني عن امله بعودة سريعة للعراق للمجتمع الدولي وقال ان غيابه احدث فراغا اقليميا ونحن لا نرتاح لأي اذى يلحق بالعراق ولكننا نريد ايضا ان يتصالح العراق مع نفسه. واعترف الخطيب بأن الاردن لا يعرف في كثير من الاحوال اهداف التحركات العراقية ولماذا يقرر احيانا التصعيد السياسي والدبلوماسي وقال ان اللغة التي يتحدث بها بعض المسؤولين العراقيين غريبة وكأننا مازلنا في العام 1990 وتستغرب عندما تسمع طارق عزيز يقول (خلال الازمة الاخيرة (القلق يعالج بفاليوم) واضاف الخطيب ان الازمة في اعتقاده لم تنته وان ما فشلت امريكا في تحقيقه عسكريا ستسعى لتحقيقه بالطرق الدبلوماسية. وحول مستقبل عملية السلام في الشرق الاوسط قال الخطيب ان عملية السلام تمر في ظروف صعبة خاصة في ضوء تأثرها بالاجواء السياسية في اسرائيل في ظل الازمة الحكومية التي تشهد فصلا جديدا من فصولها وتأثرها ايضا بظروف الرئاسة الامريكية خاصة وان الرئيس كلينتون تدخل بصورة شخصية ومباشرة في الجهود السلمية خاصة اتفاق واي ريفر وصولا الى زيارته الى غزة. والعملية متأثرة اساسا بالموقف المتشدد للحكومة الحالية في اسرائيل ومنذ وصول هذه الحكومة تم التوقيع على اكثر من اتفاقية ولكن القليل حدث على ارض الواقع. واضاف وزير الخارجية الاردني ان الاشهر المقبلة ستكون اكثر تعقيدا نظرا لمجمل هذه الاوضاع ونظرا لاقتراب موعد انتهاء المرحلة الانتقالية التي نصت عليها اتفاقية اوسلو واذا ما وصلنا الى 4 مايو المقبل دون تنفيذ اتفاق واي ريفر وتحقيق انجاز ملموس على الارض فان الوضع الذي ستواجهه عملية السلام بالغ الصعوبة. عمان ـ خليل خرمة

Email