تقارير البيان: نادي الصحافة قوة إنطلاق للإعلان العماني:بقلم- د. عبدالحميد الموافي

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما أنشىء نادي الصحافة العماني قبل عدة سنوات كان بمثابة اضافة جديدة للمؤسسات الاعلامية العمانية ليس فقط بحكم تجهيزه وإعداده وتزويده بما يسمح بممارسة العديد من الانشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية , ولكن ايضا, وهذا هو الاكثر اهمية, بحكم انه يقدم اطارا يلتقي فيه وتتقابل اعداد كبيرة من الصحفيين والاعلاميين العمانيين وغير العمانيين من زائرين ومقيمين ومن ثم قدم النادي بالفعل متنفسا جديدا وهاما لممارسة انشطة تستقطب الكثيرين من داخل الحقل الاعلامي وخارجه. وساعد على ذلك انه كانت هناك صورة معينة لما ينبغي ان يكون عليه نادي الصحافة, وهي صورة تحاكي النماذج النشطة لهذه النوادي في دول اخرى حيث اللقاءات والندوات والمؤتمرات الصحفية للمسؤولين الاجانب والدورات التدريبية للصحفييين والمسابقات الاعلامية وغيرها. وبالفعل شهد نادي الصحافة انشطة عديدة رياضية وثقافية, كما حفلت قاعاته بمناقشات مستفيضة لقضايا سياسية وفكرية كما احتضن العديد من الدورات التدريبية للاعلاميين العمانيين بما في ذلك الدورات التي شاركت فيها أو اشرفت عليها اليونسكو. دفعة جديدة ومع ان نادي الصحافة استمر في نشاطه, الا ان المرسوم الذي اصدره السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان في الثاني من ديسمبر الجاري قد أعطى قوة دفع جديدة لنادي الصحافة, كما حدد وبشكل واضح ودقيق اهداف النادي وأنشطته وأعطاه في نفس الوقت القدرة والمرونة اللازمتين للعمل على تحقيق تلك الاهداف وذلك بجعله مؤسسة اعلامية اجتماعية تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والاداري. وأهمية هذه الخطوة تتمثل في انها الاولى من نوعها على مستوى السلطنة وفي دول مجلس التعاون كذلك التي يتم فيها تشكيل ناد اجتماعي له استقلاله المالي والاداري وشخصيته الاعتبارية, يجمع الصحفيين والاعلاميين في السلطنة. العضوية وفي حين كانت عضوية نادي الصحافة متاحة ومفتوحة بالنسبة للعاملين في الصحافة والاعلام في السلطنة وفق ضوابط يسيرة, فإن هذه الضوابط لا تزال يسيرة في الواقع غير ان نظام نادي الصحافة الذي اقترن بالشخصية الاعتبارية المستقلة ماليا واداريا للنادي اتجه نحو قصر العضوية وتضييقها الى عضوية اصلية وأخرى منتسبة. ومما له اهمية ان العضوية الاصلية لنادي الصحافة هي وفق المادة 3 من نظام النادي تقتصر على الصحفيين والاعلاميين العمانيين المرخص لهم بمزاولة المهنة وبالتالي فإن شرط الترخيص بمزاولة المهنة هو شرط العضوية الاصلية في نادي الصحافة وهو شرط يسير اذ يتحقق من خلال الانتماء الى احدى المؤسسات الصحفية او الاعلامية ومزاولة العمل من خلالها. وبالنسبة للعضوية المنتسبة فإنه (يجوز للنادي قبول اعضاء منتسبين من الصحفيين والاعلاميين غير العمانيين المرخص لهم بمزاولة المهنة) وبذلك يتسع النادي ليضم صحفيين واعلاميين غير عمانيين من العاملين في المؤسسات الصحفية والاعلامية العمانية. وبالنسبة لأهداف نادي الصحافة فقد نصت المادة الثانية على انه يهدف الى تحقيق رعاية الصحفيين والاعلاميين العمانيين وتنظيم الدورات والندوات بما يكفل تحقيق مستويات افضل من الاداء الصحفي والاعلامي, وكذلك تمثيل الصحفيين والاعلاميين العمانيين في المؤسسات المماثلة وفي الاجتماعات والندوات التي تعقد بالخارج, بالاضافة الى تعميق العلاقات الانسانية بين الاعضاء من خلال النشاطات المتعددة في الجوانب الثقافية والرياضية, ونشر الوعي الاعلامي والصحفي والثقافي بين الاعضاء. وبينما نص المرسوم الخاص بنادي الصحافة على ان النادي يخضع لاشراف وزير الاعلام فإن للنادي مجلس ادارة من سبعة اعضاء ويتم تشكيل المجلس بقرار من وزير الاعلام ومجلس الادارة هو السلطة المختصة برسم السياسة التي يسير عليها النادي لتحقيق اهدافه وله في سبيل ذلك مجموعة من الصلاحيات منها وضع الهيكل التنظيمي للنادي وتحديد الاختصاصات التفصيلية لتقسيماته الادارية واصدار القرارات والانظمة واللوائح الادارية للنادي بما يتمشى مع طبيعة الاهداف التي أنشىء من اجلها وقبول المنح والهبات من الهيئات العامة والخاصة وتأسيس الجهاز الاداري للنادي حسب الحاجة وتحديد اشتراك العضوية السنوي. ويجتمع مجلس الادارة دوريا مرة كل ثلاثة شهور ويجوز دعوته للاعضاء كلما اقتضت الضرورة ذلك وتصدر القرارات بأغلبية الاصوات وفي حالة تساوي عدد الاصوات يرجح الجانب الذي معه الرئيس ولا يعتبر اجتماع مجلس الادارة صحيحا الا اذا حضره اكثر من نصف الاعضاء من بينهم الرئيس, ويرفع المجلس قراراته الى وزير الاعلام ولا تكون القرارات نافذة الا بعد اعتمادها منه. ويرفع مجلس ادارة النادي الى وزير الاعلام تقارير دورية يضمنها المشاكل والصعوبات والمعوقات التي تصادف العمل وتحد من نشاط النادي أو تحول دون تحقيق أهدافه وللوزير اتخاذ القرارات المناسبة في هذا الشأن. من جانب آخر يعين مجلس الادارة مديراً للنادي ويختص مدير النادي بالقيام بمجموعة من الاختصاصات تحت الاشراف العام لمجلس الادارة, ومن هذه الاختصاصات على سبيل المثال الاشراف على تسيير أمور وأعمال النادي وكذلك الاشراف على المكتبة والشؤون المالية والادارية والعلاقات العامة والاشراف على تنفيذ أحكام نظام النادي واللوائح والنظم الداخلية واقتراح وتنطيم برامج لمختلف أنشطة النادي مما يساعد على تحقيق أهدافه وتنفيذ قرارات مجلس الادارة بعد اعتمادها من الوزير وكذلك تنفيذ ما يكلف به من أعمال اخرى من قبل مجلس الادارة أو رئيس المجلس. وبالنسبة لموارد النادي, فقد نصت المادة 17 من نظام النادي على انها تتكون من اشتراكات الاعضاء والاعتمادات التي تخصص للنادي في موازنة وزارة الاعلام وكذلك المنح والهبات المقدمة من الجهات العامة والخاصة بشرط موافقة مجلس الادارة ومصادقة الوزير عليها وتخضع المعاملات المالية للنادي لذات القواعد والنظم التي تسري على مؤسسة عمان للصحافة والانباء والنشر والاعلان. التزامات العضوية جدير بالذكر ان نظام نادي الصحافة تضمن عددا من الالتزامات التي ينبغي على عضو النادي الالتزام بها ومراعاتها ومنها مراعاة نظام النادي واللوائح والقرارات والتعليمات والتعاميم التي تصدر من مجلس الادارة, الى جانب الحفاظ على أموال وممتلكات النادي, وان يسلك في تصرفاته مسلكا يتفق والاحترام الواجب. كما يحظر على عضو النادي تنظيم أي اجتماعات داخل النادي دون اذن من الادارة وجمع نقود لأي فرد أو هيئة أو توزيع منشورات أو جمع توقيعات, وكذلك القيام بأي نشاط سياسي محظور. وفي حالة مخالفة الاحكام المشار اليها والمرتبطة بالتزامات العضوية فإن العضو يعرض نفسه للعقوبات التأديبية التي تشمل الانذار أو ايقاف العضوية لمدة لا تزيد على ثلاثة أشهر أو سحب العضوية, وذلك مع عدم الاخلال بأية عقوبة أشد نص عليها قانون آخر. ويتولى مجلس الادارة توقيع العقوبات المشار اليها ويمكن لمن توقع في حقه تلك العقوبات ان يتظلم الى وزير الاعلام وذلك خلال أسبوع واحد من تاريخ اعلام العضو بالعقوبة الموقعة عليه. ومن خلال نظام نادي الصحافة وما يتمتع به من استقلال مالي واداري فإن دفعة قوية قد أعطيت للنادي لكي ينطلق في نشاطاته الثقافية والرياضية والاجتماعية والتدريبية من أجل تحقيق مزيد من التفاعل الأعمق بين الصحفيين والاعلاميين العمانيين وبعضهم من ناحية, ومواكبة التطورات المتسارعة في عالم الصحافة خاصة ما يتصل بالجوانب التقنية والمهارات المرتبطة بها من ناحية ثانية.

Email