تقارير البيان، الجزيرة تطغى على ديوانيات الكويت

ت + ت - الحجم الطبيعي

طغى حديث قناة الجزيرة الفضائية القطرية على الديوانيات الكويتية, وانقسم الكويتيون حول الجزيرة, التي ظلت محل غضب رسمي لموقفها خلال القصف الامريكي البريطاني للعراق, وما تخلله ــ حسب الحكومة ــ من محاولة تحميل الكويت مسؤولية ما يحدث . وساد الشارع الكويتي موجة انتقاد لاسلوب التعامل الرسمي مع الجزيرة, والجو العام في الكويت يعتقد انه من الخطأ قيام وزير الاعلام الكويتي يوسف السميط بزيارة لقطر لتقديم شكوى رسمية ضد دور قناة الجزيرة ويقولون ان الرد عليها هو وجود اجهزة اعلامية كويتية تستطيع التعبير بشكل حيادي وبعيدا عن الاجهزة الرسمية عن موقف الشارع الكويتي. مجلس الامة بدوره ابدى عدم ارتياحه لاداء اجهزة الاعلام في الازمة الاخيرة ويقول رئيس لجنة الاعلام والثقافة في مجلس الامة الكويتي النائب سامي المنيس (ان الازمة الاخيرة ومادار في الجلسة الاخيرة اظهر كم كنا متخلفين ونعيش في فوضى وليس لدينا خطة, وامورنا تسير على البركة وبشكل لايسر احدا, وهذا دفعنا لكي نطلب من وزير الاعلام لقاء اللجنة الاسبوع المقبل لمناقشة السياسة الاعلامية التي انتهجت خلال الايام الماضية اضافة الى الانتقادات التي تعرض لها الجهاز الاعلامي والقلق من الاخفاقات التي شوهدت وسمعت حيث لم تواكب السياسة الاعلامية التحديات. في غضون ذلك ذكرت مصادر سياسية مطلعة ان الرسالة التي حملها وزير الاعلام الكويتي لوزير خارجية قطر مطلع هذا الاسبوع كانت صريحة برغم انها تنطلق من موقع الاخوة والمحبة لقطر الشقيقة, وقالت ان الرسالة سواء أكانت المكتوبة او التي تحدث بها وزير الاعلام طالبت قطر بأن توضح موقفها بشكل لا التباس فيه من ممارسات محطة الجزيرة الفضائية تجاهها وما تبلور بشكل واضح من خلال المواجهة الامريكية ــ البريطانية الاخيرة مع العراق من سياسة دس وتحريض ضد الكويت وذلك بتوجيه الغضب الذي تصاعد في الشارع العربي سواء العفوي او المنظم الى الكويت, وان الكويتيين لعدم احساسهم بمعاناة الشعب العراقي ولفقدان حسهم القومي يتشفون بل ويحتفلون بضرب العراق وان الكويت وحدها هي التي تعاونت مع امريكا وبريطانيا دون غيرها من دول مجلس التعاون ودول اعلان دمشق التي اصدرت بيانا الشهر الماضي يحمل النظام العراقي مسؤولية عدم التزامه بقرارات الامم المتحدة وتطيل مهمات لجنة التفتيش. وقالت المصادر ان السميط اوضح ان الكويت لاتضيق ذرعا بالرأي والرأي الآخر وانها تعتبر نشوء ذلك وازدهاره في الخليج مكسبا, ولذلك لاتتدخل ولاتطالب بالحد من مساحة الحرية في الجزيرة ولكنها ترفض التحريض الذي يقوم به مسؤولو الجزيرة ضدها لمصلحة النظام العراقي او اطراف اخرى, وترفض ان تكون (مطقاقة) لكل من هب ودب او كبش فداء يلقي الآخرون عليها تبعات مواقفهم وازماتهم, واشارت الى تعليقات واسئلة فيصل القاسم التي طالبت على الهواء مندوب الجزيرة في الكويت ان يصف احتفالات الكويتيين وابتهاجهم بضرب العراق, وكذلك انفرادها بالتركيز والبث التحريضي في خمس نشرات اخبارية لمظاهرة حدثت في جامعة عين شمس في القاهرة. على جانب آخر ناقشت الاوساط الشعبية في دواوين ومنتديات الكويت التعامل الرسمي خلال الازمة, وبينما اشاد مراقبون سياسيون كويتيون بتصريحات الشيخ صباح الاحمد بأنها بينت ان العمليات العسكرية ضد العراق هي عمليات امريكية بريطانية وليست كويتية وان علاقة الكويت بها لاتختلف عن علاقة دول مجلس التعاون بها من حيث ارتباط الجميع باتفاقات دفاعية مع الدول الغربية, ومن المعروف ان هذه الاتفاقات توسعت وتوطدت ونشأت بعضها (مثل الكويت) بسبب التهديد العراقي لدول المنطقة والذي تجسد باحتلال الكويت, وقالت مصادر مطلعة ان دور الكويت في استخدام اراضيها هو اقل بكثير من دور قطر التي ترابط بها 47 طائرة مقاتلة و12 طائرة تزويد بالوقود الى جانب انواع اخرى من الطائرات شاركت جميعها بالعمليات الاخيرة. على صعيد آخر استغربت الاوساط الشعبية انعدام التفاعل الاعلامي الكويتي الرسمي مع الاحداث مما جعل الناس ينصرفون الى متابعة (الجزيرة) باللغة العربية والـ CNN باللغة الانجليزية, ووجهت تلك الاوساط لومها الشديد لوزارة الاعلام, الا ان المراقبين السياسيين لفتوا الانتباه الى ان وزارة الاعلام لاتتحمل المسؤولية وحدها, حيث تقع كامل المسؤولية على الحكومة بجميع اعضائها ويوضحون ان وزارة الاعلام لاتضع سياسة البلد وانما هي انعكاس لهذه السياسة. الكويت ــ أنور الياسين

Email