مجلس الوزراء في اجتماع(مفتوح): هدوء في الشارع الكويتي واستنفار بالجيش والشرطة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعرب مجلس الوزراء الكويتي أمس عن أمله في معالجة كافة الأسباب المؤدية الى التوتر والتصعيد في منطقة الخليج, كي تنعم جميع شعوبها بالسلام والاستقرار . وقررت الحكومة التي اجتمعت صباح أمس برئاسة ولي العهد ورئيس الوزراء الكويتي الشيخ سعد العبد الله الصباح, ان يكون اجتماعها مستمرا لمتابعة آخر تطورات الأوضاع في أعقاب الضربة العسكرية التي وجهتها القوات الأمريكية والبريطانية لعدد من الأهداف في العراق. واستمعت الحكومة الكويتية خلال اجتماعها الى عدد من التقارير حول استعدادات الاجهزة المختلفة في اطار التدابير الاحترازية لمواجهة كافة الاحتمالات على الصعيد الدفاعي والأمني لصيانة سيادة البلاد والحفاظ على أمنها واستقرارها وتأمين الخدمات الأساسية الأخرى. وذكر نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون المجلس عبد العزيز الدخيل ان الحكومة كلفت تلك الاجهزة بتعزيز استعداداتها لتنفيذ خطط الطوارئ المختلفة, وحث السكان على تقديم العون للاجهزة والتعاون معها في اداء مهمتها. في غضون ذلك بدت الكويت أمس أكثر هدوءا من مرات سابقة اشتدت فيها حدة الخلاف بين (اليونسكوم) والعراق, وعلى الرغم من خروج الصحف الكويتية اليومية بمانشيتات ضخمة على صدر صفحاتها معلنة عن تفاصيل الضربة العسكرية المسماة (ثعلب الصحراء) . لكن المواطن العادي لم يهتم كثيرا بما يجري على بعد كيلو مترات عدة من حدود بلاده, فالحياة ظلت تسير بشكل طبيعي, بالرغم من توقع بداية شهر رمضان المبارك غدا (السبت) فليس هناك تكالب على شراء المواد الاستهلاكية وتخزينها كما حدث في المرات السابقة, ولم يلاحظ ايضا وجود طوابير على محطات تعبئة الوقود أو المخابز. ويقول عضو مجلس الأمة الكويتي النائب جاسر الجاسر ان (ما حدث جعلنا نسهر أمام شاشات التلفزيون, ورغم اننا كنا نتوقع حدوث الضربة العسكرية, الا اننا لا نعتقد انها يمكن ان تؤثر على رأس النظام العراقي (صدام حسين) . وأعرب نواب آخرون في مجلس الأمة الكويتي ان رغبة الشعب الكويتي تنحصر في رفع المعاناة عن الشعب العراقي مشيرين الى ان هذه الضربات العسكرية ستكون عديمة الجدوى, بل وتساهم في تعقيد الموقف, إذا لم تفلح في ازاحة رأس النظام الحاكم في بغداد. وزارة الدفاع الكويتية من جهتها, عززت حالة الاستعداد القصوى للقوات المسلحة في جميع قطاعاتها, وقالت مصادر مطلعة انه يجري توزيع الكمامات الواقية من الغازات على الوحدات العسكرية القريبة من الحدود مع العراق, تحسبا لأي عمليات قد تحدث. وقال مصدر مطلع ان لجنة الطوارئ التي يرأسها وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح في حالة انعقاد دائم كما ان وزارة الاعلام التي بدت وسائلها ــ الاذاعة والتلفزيون ــ بنفس حالتهما الاعتيادية دون قطع برامجهما, سوف تبدأ بث نشرات أمنية وصحية تحسبا لأي انتشار لغازات كيماوية توضح كيفية التعامل معها, فيما قال المتحدث باسم وزارة الداخلية الكويتية ان الأوامر صدرت لكبار المنتسبين الى جهاز الوزارة للالتحاق بمقار أعمالهم, وان حالة الطوارئ أعلنت بين أفراد الشرطة الكويتية. الكويت - أنور الياسين

Email