تقارير البيان: المبادرة الاوروبية في كواليس الحكومة والمعارضة السودانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تميزت مبادرة الاتحاد الاوروبي لمعالجة الازمة السودانية, التي عاود الاتحاد تنشيطها مؤخرا ـ بـ (سكوت) المعارضة والحكومة عن مطالبات كانت تعتبر بنود اساسية في اجندة المفاوضات تطرح على الوسطاء كلما التقوا مندوبي الاطراف السودانية المتنازعة . وتركزت مطالبات المفاوضين الاوروبيين في كل مراحل المبادرة التي انطلقت في العام 1996 بالتشديد على ايجاد آليات لايقاف الحرب, واقرار الديمقراطية واحترام حقوق الانسان, منطلقين من مبدأ تفاوضي اساسي يتمثل في تقديم تنازلات جذرية تنحصر في اعادة النظر في طروحات الحكومة واصرارها على القبض على مفاصل السلطة الاساسية وابقاء المؤسسات القائمة على ما هي عليه, على ان تعيد المعارضة النظر في طرحها الداعي الى اجتثاث النظام من جذوره وفق شعار (سلم تسلم) ومبدأ محاسبة رموز (الانقاذ) ما يعني ان المفاوضين كانوا يسعون دوما الى تحريك الفرقاء من منصات التمترس التي كانوا يتخندقون داخلها الى فضاء الحوار والجدل والشفافية. وبدت المعارضة طوال مسيرة المبادرة تتحدث بصوت واحد, وكل رموز المعارضة الداخلية وقياداتها ممن التقتهم (البيان) يجأرون بالشكوى من مصداقية الانقاذ (المفقودة) ويبدون اعتراضا على آليتها الحوارية ويرون انه ليس من الحوار في شيء ان يتم وفق طرائق الاستدعاء معتبرين ان الوسيلة الاسلم لحوار الحكومة والمعارضة هي آليات الحوار السياسي المباشر, ويتفق جميعهم على الا سبيل الى الحوار الا باعتراف (الانقاذ) بمعارضيها, وجلوس مسؤوليها السياسيين الى المعارضين وفق تفويض مقدر, ومخاطبة تقوم على الاحترام والاعتراف بناء على اجندة متفق عليها, تطرح خلالها سائر المشكلات على طاولة البحث. من جهته قال د. معتصم عبد الرحيم امين المؤتمر الوطني والحزب الحاكم بولاية الخرطوم ان (الانقاذ) عندما تقول شيئا لاتقوله للمناورة ولكن لانها مقتنعة ولأنها تلحق القول بالعمل. واضاف د. عبدالرحيم ان اي حديث لايصدر عن القنوات المتعارف عليها بروتوكوليا لايعبر عن رأى (الانقاذ) وان الذي يبدو للآخرين كأنه تضارب في الاقوال انما هو تعبير عن آراء شخصية, مشيرا الى ان الانقاذ تعمل عن طريق المؤسسات لا الافراد. واشار عبد الرحيم الى ان الحكومة لاتتحفظ على اية مبادرة اوروبية خاصة ان نشطت فيها بريطانيا لمعرفتها للسودان وسلاسة التعامل معها. وأمن د. عبد الرحيم على ضرورة الموقف البريطاني وقال: ان العالم والسودان خصوصا يشعر بالاسى لصيرورة بريطانيا شريكا تابعا لامريكا, لكن ان تنشط بريطانيا في مبادرة لمعالجة ازمة تعني الشأن السوداني فان ذلك يبشر بالأمل. وخلص د. عبد الرحيم الى القول: اذا استبعدنا مسألة المؤامرة ومحاولة الاختراق, فان (الانقاذ) لن تخذل اصحاب المبادرة الاوروبية, وسيجدون (الانقاذ) اكثر التزاما وتمسكا لانها تريد لهذه الحرب ان تتوقف وان ينعم السودان بالاستقرار. من جانبه قال مصدر معارض مستقل لـ (البيان) ان المبادرة الاوروبية تمثل قنطرة راسخة للعبور الى ضفة الديمقراطية والتنمية والاستقرار, لكن الامر يحتاج الى حوار طويل وشاق ومضن, واكد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته انه على ثقة من ان الحوار الذي يبادر به الاتحاد الاوروبي سيفضي الى نتائج مقدرة ان توافرت الجدية والمصداقية وخلصت النوايا لوجه الوطن وسيخرج به من حال الاحتقان والاقتتال والموت الى رحاب الحرية والديمقراطية ومناخ احترام حقوق الانسان. وابلغ (البيان) مصدر وثيق الصلة بحوارات الوسطاء مع المعارضة والحكومة ان المجتمع الدولي (مل) من حال التمترس التي ميزت مواقف الحكومة والمعارضة وان المجتمع الدولي يرى ان السودان صار مكلفا بحروبه ومجاعاته لذا يرى لابد من الصبر على الحوار مهما طال الامر, ومهما عظمت المهمة. وتشير (البيان) الى ان الاطراف الاوروبية التي نشطت وتبادلت الادوار في ادارة المفاوضات وقيادة المبادرة تتمثل في المانيا وفرنسا وهولندا وايطاليا وايرلندا وتركيا واخيرا بريطانيا. وقال مصدر في حزب الامة الذي يتزعمه الصادق المهدي رئيس الوزراء السابق ان اتصالات تتم بين قياديينا وبعض الاطراف الاوروبية تتناول القضية السودانية في ما يشبه استطلاع الآراء , وان كانت كل اللقاءات تتناول البحث عن آلية ايقاف الحرب وحل الازمة السودانية, والسعي الى الاستقرار السياسي. الخرطوم - محمد الاسباط

Email