قضية عربية: قمة مجلس التعاون في العيون الخليجية: قمة أبوظبي حاضرة بقوة في الشارعين العماني والقطري

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع بدء العد التنازلي لقمة مجلس التعاون الخليجي التي تعقد في أبوظبي يوم الاثنين المقبل, يتزايد اهتمام الشارع الخليجي الملحوظ بالقمة التي تحمل الرقم (19) , والتي تحضرها لأول مرة شخصيات دولية واقليمية من الوزن الثقيل , مثل أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان, وأمين الجامعة العربية عصمت عبدالمجيد, ورئيس جنوب افريقيا المخضرم نيلسون مانديلا. غير ان الخليجيين الذين عبروا عن اهتمام عميق بقمة أبوظبي, علقوا آمالا عراض على القمة في تعميق التعاون والتواصل الخليجيين, باتجاه وحدة اقتصادية واغلاق ملفات الحدود وكبح جماح تدهور أسعار النفط, وحتى فتح الحدود بين الدول الست, والعمل بالجواز الخليجي الموحد واقامة السوق المشتركة. غير ان عددا من الخليجيين الذين استطلعت (البيان) آراءهم لاحظوا ان هناك الكثير من الطموحات والأحلام التي لم تتحقق بعد دون أن يكون ثمة سبب حقيقي لعدم تحقيقها, بما في ذلك الكثير من المشروعات والأفكار التي تداولتها غير قمة خليجية على مدى السنوات الفائتة دون أن تجد ترجمة واقعية على الأرض. بين الواقع والتطلع, يبقى ثمة اجماع على ان مجلس التعاون الخليجي هو الخيار والرهان الوحيد لشعوب الخليج في مواجهة تحديات أواخر القرن العشرين حيث بروز العولمة والقطب الأمريكي الواحد. (البيان) حاولت جس النبض الخليجي ازاء القمة الـ19 التي اكتملت استعداداتها, كيف ينظر الخليجيون إليها؟ وماذا ينتظرون منها؟ وخرجت بهذه الحصيلة. قمة أبوظبي حاضرة بقوة في الشارعين العماني والقطري تبدو القمة الخليجية التاسعة عشرة التي تعقد بأبوظبي في السابع من ديسمبر الحالي, حاضرة بشكل لافت في الشارعين القطري والعماني, مع تحول أحاديث المجالس والمنتديات إلى الكلام عن شؤون القمة وشجونها. ويبدي المثقفون في قطر وعمان اهتماما كبيرا بالقمة التي يجمعون على أهميتها في هذه المرحلة الدقيقة من التاريخ الخليجي والعربي عموما. ويعتبر القطريون والعمانيون قمة أبوظبي حاسمة لجهة وضع النقاط على حروف العمل الخليجي المشترك, وتحويل الآمال العراض التي تراود الخليجيين منذ زمن إلى واقع. هنا جانب من تمنيات وأماني المثقفين في عمان وقطر حول قمة أبوظبي. د. حمد الكواري : جواز سفر موحد يقول د. حمد الكواري الوزير القطري السابق وعضو الهيئة الاستشارية ان أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي سيجتمعون في قمة أبوظبي.. مطالبين بعكس نبض الشارع الخليجي عامة.. فهذا الشارع يرى حسب قوله ان مجلس التعاون مع الانجازات التي حققها, وصل إلى حالة من الجمود.. وأضاف: وخذ مثلا الاتفاقية الاقتصادية المهمة جدا التي توصلت إليها دول المجلس, لكنهم لم يكرسوا على أرض الواقع سوى جزء يسير منها.. انظر حولك إلى المؤسسات والمراكز التي تم الاتفاق على انشائها.. مثل تلفزيون الخليج.. ومركز التراث الشعبي... إلخ.. لتتحول هذه المراكز وهذه المؤسسات إلى مجرد أسماء ليس لها ميزانية إلا رواتب موظفيها. ويواصل الكواري قوله: المجلس حقق, لكنه تجمد.. فهو حتى وان كان يسير إلى الأمام.. فإنه لا يمشي بوتيرة العصر التي تقتضي السرعة, لذلك فإنني أعتقد ان ما ينتظره المواطن الخليجي, ليس مرتبطا بمؤتمر قمة, أو بأي مناسبة أخرى... وإنما بالعمل اليومي المطرد الذي يعجل بتحقيق أمانيه في الحصول على جواز سفر موحد, وعلى قطار سكة حديد يربط بين مدنه المختلفة في رحلات يومية عديدة.. إلى آخر ذلك من الأشياء التي تسهل عملية الاندماج. تلاحم أكبر أما عبدالعزيز بن تركي الوزير القطري السابق وعضو الهيئة الاستشارية الخليجية فيرى في قمة أبوظبي حلقة جديدة من حلقات العطاء الخليجي المتواصل. وأضاف: نحن نطمح إلى تلاحم أكبر بين الحاكم والمحكوم, وإلى مشاركة أوسع بين أبناء الشعب الخليجي الواحد, ويطالب تركي بالحذر من الفرقة والتجزئة والاختلاف, وسياسة المحاور التي لا تجلب للمنطقة سوى مزيد من الأطماع الخارجية.. وهدر كبير لطاقاتها. ويضيف: إن الإيمان بالمستقبل في خلق تقدم حقيقي لأبناء المنطقة يوجب علينا جميعا مراجعة الأولويات.. ومصارحة بعضنا البعض في مدى التضحيات التي ينبغي علينا بذلها. ويقول: ولا يمكن أن يكون هنا انجاز حقيقي لمجلس التعاون بدون أن يتمتع المواطن بالعيش في ظل وحدة حقيقية للمنطقة جمعاء.. وهو ما يستوجب مراجعة الأولويات كما ذكرت. وفي المحصلة أتمنى من قمة أبوظبي برئاسة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة أن تزيد لبنة جديدة لصرحنا الخليجي الشامخ. د. خالد السليطي المدير بسوق الدوحة للأوراق المالية كانت له تمنيات تتركز على الشق الاقتصادي حسب طبيعة عمله إذ يقول: إن قمة أبوظبي تبدو فرصة جيدة لصياغة قرارات من شأنها الزيادة في حجم التعاون الاقتصادي.. وخصوصا في مجال البورصات الخليجية.. وربما يكون ذلك ملائما جدا عندما يكتمل انشاء بورصة دولة الامارات العربية المتحدة.. وهو مشروع تحت التنفيذ. ويقول السليطي: ولا أشك في أن أصحاب الجلالة والسمو, قادة دول مجلس التعاون الخليجي يعلمون بأن ثمة عقبات أمام تعاون أكثر فعالية, وهو ما يفسر تأخر توحيد التعريفة الجمركية.. ولذلك فباعتقادي ان قمة أبوظبي ستكون خير مناسبة لإزالة هذه العقبات التي تمنع قيام سوق خليجية مشتركة. وعلاوة على ذلك, أعتقد انه من الضروري الانتباه إلى أرقام التبادل التجاري, الخليجي ــ الخليجي.. وهي أرقام لا تفي بالمطلوب.. وتستدعي اتخاذ أكثر من اجراء عملي لدعم التجارة البينية. أما سياسيا فيطالب السليطي دول المجلس الانتباه إلى بعض الخلافات الحدودية بين بعض الدول.. وهو ملف قال انه يستحق من أصحاب الجلالة والسمو, موقفا يحسم بعض هذه النزاعات بما يحفظ حقوق أفراد العائلة الواحدة.. لأن ترك مثل هذه الملفات مفتوحة.. وتأجيل حسمها قد يراكم سوء التفاهم.. وقد يؤدي ذلك إلى انعكاسات سياسية تتأثر بها كل دول المنطقة. وفد مساعي حميدة لبغداد أما د. محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر فيؤكد انه كمواطن خليجي أولا.. وعربي ثانيا, يعلق آمالا على قمة أبوظبي.. متمنيا توحيد وجهة النظر الخليجية بشأن أسعار الطاقة, التي أصبحت تهرول نحو الحضيض, بسبب عدم التنسيق أمام الآخرين. ويطالب المسفر بالانتباه إلى ان أمن المواطن الخليجي, لا يحققه له إلا اخوانه وأشقاؤه الخليجيون والعرب بدرجة ثانية.. بدل الارتباط بأمن الأمم الأخرى, التي قد تتعارض مصالحها مع مصالحنا. وأضاف: أرجو من قمة أبوظبي أن تسرع في إزالة اشكاليات الحدود بين بعض أعضاء دول المجلس.. وذلك بشكل يراعي الحقوق, ولا يتناسى أواصر الود والدم بين الأشقاء.. لان ترك مثل هذه المسائل سائبة, قد يؤثر بشكل سلبي على نفسية المواطن في هذا البلد أو ذاك.. ويضعف رابطة العائلة المتماسكة. ولابد من النظر بجدية إلى نقطة توسيع المشاركة الشعبية في القرار الخليجي بشكل عام.. ولا شك ان دول مجلس التعاون بما بنته خلال سنوات طويلة.. أصبحت تملك أجيالا مثقفة تعي مسؤولياتها كاملة.. وتستطيع الاضافة متى أتيحت لها الفرصة للبناء.. والمشاركة الحقة. ويواصل المسفر: ولا أغفل في باب التمني على قمة أبوظبي.. أن تنسجم فعالياتها مع دعوة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بفتح صفحة جديدة في تاريخ المنطقة, لمصالحة عربية صادقة, كي نجنب منطقتنا ويلات الدمار والتجزئة والتفتيت. وللخروج من هذا المأزق, أتمنى أن تنبثق من قمة أبوظبي مجموعة من أخيار أبنائها يتوجهون إلى بغداد لتقصي الحقائق على عين المكان.. وللتثبت مما أنجزه العراق ومما لم ينجزه حتى نستطيع تكوين فكرة واضحة غير مبنية على معلومات أجنبية, قد تدخل عليها اعتبارات أخرى, غير الاعتبارات المطلوبة من طرف منظمة الأمم المتحدة. د. عبدالله الخليفي الأمين العام المساعد السابق لمجلس التعاون يقول: انه يأمل الكثير والمزيد من الانجازات على جميع الأصعدة, وبالخصوص في المجال الاقتصادي, وأضاف: نأمل التوصل إلى توحيد التعرفة الجمركية الموحدة لدول المجلس تجاه العالم الخارجي وتحقيق الاتحاد الجمركي, كي نستطيع في القمة المقبلة اعلان قيام السوق الخليجية المشتركة, كما نأمل اقرار الاستراتيجية الصناعية والتي تم مناقشتها من قبل القطاع الخاص بالكويت في شهر سبتمبر الماضي, وكل ما من شأنه تعزيز التكامل الاقتصادي لدول المجلس, وانني لعلى ثقة كبيرة بأن الاجتماع المبارك لقادة دول المجلس كفيل بتحقيق المزيد من أهداف المجلس. د. درويش العمادي عميد كلية الانسانيات في جامعة قطر يرى في قمة أبوظبي حلقة أخرى في سلسلة التواصل الخليجي المحمود.. وتدرجا جديدا لتحقيق طموحات أبناء المنطقة, لكنه اعتبر انه مهما قيل حول انجازات مجلس التعاون الخليجي.. وأهمها التواصل كهيكل اقليمي عربي وحيد صمد خلال ثماني عشرة سنة.. فإن ذلك يجب ألا يمنع البدء في نقد ذاتي يدفع بالمسيرة إلى الأمام. ويعتبر العمادي ان قمة أبوظبي فرصة سانحة لمحاسبة النفس, عما تم تكريسه على أرض الواقع الخليجي.. لأننا نريد تخطي مرحلة التجمع من أجل التجمع.. في اتجاه أكثر تطورا من أشكال التعاون.. وأولها الوحدة الاقتصادية التي أعتقد ان موعدها قد أزف بعد كل سنوات التحضير التي انقضت.. ولوضع حجر الزاوية في هذه الوحدة, لابد أن يتم انجاز الوحدة الجمركية بين كل الأقطار الخليجية, حتى يشعر المواطن انه يتجه فعلا إلى الأمام في عالم ينصهر في بعضه البعض. أما التوحد السياسي.. فإنه يظل هدفا مؤجلا, لأن الوحدة الاقتصادية هي التي سوف تولده.. ونحن نعلم من خلال المثل الأوروبي, أن الأصح هو البناء الاقتصادي الموحد.. لانه سينعكس بشكل مادي مباشر على حياة الناس. ومن هذا المنطلق يتوقع العمادي ان يركز أصحاب الجلالة والسمو جهودهم على بعث تكتل اقتصادي.. وهو عمل مرحلي يجب أن يتم البدء فيه في أقرب وقت.. على أن يتم التدرج في تحقيق هدف أو هدفين في كل دورة.. إلى أن يتم الفراغ من جدول زمني مدروس, ينتهي بالجميع إلى ما فيه خيرهم ورفاههم. ويختم العمادي تمنياته بالقول: أتمنى على قمة أبوظبي, أن تلتفت أكثر إلى ناحية توسيع المشاركة الشعبية في القرار السياسي الخليجي.. فالساحة الخليجية أصبحت بحمد الله تزخر بالطاقات الحية التي تتطلع أكثر فأكثر للإسهام في مسيرة النمو والتطور.. ولا ينقصها شيء سوى فتح الأبواب أكثر فأكثر أمام نشاط أنفع.. فأنفع. تقول شريدة الكعبي عضو الهيئة الاستشارية الخليجية: إن المواطن الخليجي ينتظر من مجلس التعاون أشياء ملموسة مثل فتح الحدود, وتعميم التعامل بالبطاقة الشخصية بدل جوازات السفر.. مع توحيد مراكز الهجرة والجوازات. وحرية تنقل رؤوس الأموال مع حرية التملك وعموما, فإنه يتطلع إلى كل ما يقرب بينه وبين أخيه في البلاد الخليجية الأخرى.. ولذلك فإن قمة أبوظبي تشهد تناميا للوعي الجماهيري الخليجي.. ونحن نأمل أن يتم خلالها معالجة أكثر ما يمكن من نقاط الضعف التي تحول دون الانصهار الخليجي الكامل في بوتقة العمل من أجل صالح المنطقة وأبنائها. د. لولوه المسند, الأمين العام المساعد لمنظمة الخليج للاستشارات تتحدث عن الجهد الكبير الذي تم بذله على المستوى الفني وقالت انه قد يكون من المناسب أن يربط هذا الجهد بجداول زمنية للتنفيذ. وتقول المسند: فعلى سبيل المثال الاتفاقية الاقتصادية التي تم توقيعها من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس تعد انجازا كبيرا ونتمنى اليوم أن توضع خطة زمنية على مدى السنوات العشر أو الخمس عشرة سنة المقبلة لتحقيقها. وأضافت المسند تقول: قد تستغرق منا بعض الأمور التفصيلية وقتا كبيرا لذلك أتمنى من قمة أبوظبي المقبلة أن تنظر في موضوع الجدولة الزمنية للاتفاقية الاقتصادية.. كما يجب أن نتحلى بالصبر فيما يمكن أن يعترض هذا الأمر من اختلافات طبيعية في وجهات النظر وان نلاحظ أن تجربة مثل قيام الاتحاد الأوروبي قد استغرقت وقتا لا بأس به ونتمنى أن نستفيد نحن من عامل الوقت خاصة وان التحديات الاقتصادية المقبلة ستكون من نوع مختلف سائلة الله العلي القدير أن يكلل الجهود المبذولة بالنجاح والتوفيق. والي ولاية مطرح الخروج بالخطاب إلى الشوارع يقول نصر بن حمود البوسعيدي والي ولاية مطرح ذات الميناء الرئيسي ان أكثر ما ننتظره من قمة أبوظبي هو ان يتم فيها تطبيق كثير من الأفكار والقرارات التي سمعنا عنها كثيرا والخروج بها من دائرة التداول والبحث إلى مرحلة التطبيق الفعلي. فنحن نستمع طويلا إلى ان أبناء الخليج هم شعب واحد وأصحاب مصير مشترك. اننا نحن أبناء هذه المنطقة تجمعنا هموم وتحديات واحدة وكل هذا الكلام بالمعنى التاريخي هو كلام صحيح, لكننا على أرض الواقع وعلى صعيد العمل الخليجي المشترك نجد ان الكثير من تلك الأفكار لم تدخل بعد حيز التطبيق, لأسباب لا نعلمها. فمثلا ان اتفاقية التعرفة الجمركية التي تحدثت عنها معظم القمم الخليجية السابقة والتي كادت, في سنوات سابقة قاب قوسين أو أدنى من الاتفاق عليها, غير ان هذا الاتفاق يتم التراجع عنه في اللحظات الأخيرة دون ان يبرز هذا التراجع عن اتفاقية بهذه الأهمية والحيوية؟ وإلى أي حال وصلت فكرة السوق الخليجية المشتركة التي دار الحديث حولها في أكثر من مناسبة على صعيد اللقاءات الرسمية الخليجية؟ ويرى نصر بن حمود البوسعيدي ان مجلس التعاون الخليجي أرسى قواعد خطاب مشترك بين شعوب هذه المنطقة الهامة والحساسة من العالم, وبين مؤسساتها المختلفة, لكنه ــ أي المجلس ــ لم يستطع الخروج بهذا الخطاب من حيز التفكير إلى حيز التنفيذ والممارسة. ولعلنا نطالب قمة أبوظبي اليوم ايجاد صيغة أكثر فاعلية وواقعية نحو الخروج بخطاب من قاعات المؤتمرات إلى الشوارع والميادين والمدن والقرى الخليجية. برلماني عماني: مراجعة الاستراتيجيات حتمية يقول سالم بن حمد المشيفري, عضو مجلس الشورى ورئيس اللجنة القانونية ان قمة أبوظبي تنعقد في ظل ظروف وتحديات بالغة الصعوبة تواجه دول المنطقة, وبالتالي فإن مراجعة الاستراتيجيات الموحدة لعمل المجلس أصبحت أمرا حتميا لضمان استقرار أمن ومصالح شعوبها. ويرى المشيفري ان هذه القمة تنعقد وسط خضم من الأحداث المتغيرة دوليا واقليميا وعلى كافة الصعد السياسية والأمنية و الاقتصادية, والتي من بينها تدني أسعار النفط الذي يشكل مصدر الدخل الرئيسي لدول المجلس, والذي ينعكس مباشرة على برنامج وخطط التنمية, أي على الإنسان في هذه الدول. ويتمنى سالم بن حمد المشيفري ان تخرج قمة أبوظبي بمزيد من التعاضد والتكاتف والتنسيق لتطوير مسيرة التعاون. قرارات لحماية المكتبات أما محمد بن علي الكيومي المحامي والعضو البارز في مجلس الشورى العماني فيرى ان قمة أبوظبي مثل سابقاتها من القمم الخليجية سوف تعمل على تحقيق ما يمكن تحقيقه من آمال وتطلعات شعوب المنطقة وسوف تحاول على ضوء قراءتها للراهن الخليجي وتحولاته المختلفة, سياسيا واقتصاديا واجتماعيا, انجاز الكثير من المشروعات التي تعزز آفاق التعاون بين دول المجلس في مختلف المجالات. وإننا كمواطنين خليجيين نعقد آمالا كبيرة على كل تجمع سياسي أو اقتصادي خليجي وننظر إلى لقاءات قادتنا بكثير من الأمل في ان تزول كل الحواجز الصغيرة والمصطنعة باتجاه تعاون أكثر شمولية وعمقا بيننا كشعوب ذات تاريخ واحد وذات هموم وأسئلة واحدة. ويرى محمد الكيومي ان مجلس التعاون لدول الخليج العربية استطاع عبر السنوات الماضية وعبر كل ما شهدت المنطقة وما تعرضت له من هزات سياسية عنيفة, ان يثبت قدرته على الصمود وعلى التماسك في حين سجلت غير تجربة عربية مشابهة فشلها وانكسارها على صخرة الواقع السياسي العربي. وانطلاقا من هذا النجاح واعتمادا على توافر الكثير من شروط ومقومات نجاح تجربة التعاون الخليجي وبمناسبة انعقاد قمة أبوظبي فإننا ندعو قادتنا وصناع القرار في دولنا الخليجية لأن يتخذوا القرارات التي من شأنها حماية مكتسبات التعاون الخليجي والتي من شأنها في الوجهة المقابلة, دفع عجلة الرخاء والنماء والاستقرار في دول المجلس إلى الأمام, كأن يتم النظر في توحيد بعض النظم والقوانين التي تنظم العلاقات في دول المجلس إلى الأمام. كأن يتم النظر في توحيد بعض النظم والقوانين التي تنظم العلاقات والممارسات بين شعوب المجلس, وكأن يتم النظر في امكان خلق مناطق تجارة واستثمار حرة بين هذه الدول وتسهيل الاجراءات المتبعة في هذا الشأن. تأكيد التكتل أمين عام جامعة السلطان قابوس خالد بن حمد البوسعيدي يرى من جهته ان قمة أبوظبي تأتي والعالم العربي يشهد متغيرات عديدة مواكبة للمتغيرات التي يشهدها العالم, فعلى الصعيد السياسي تشهد المنطقة نتائج اتفاقية الأرض مقابل السلام التي وقعها الفلسطينيون, وعلى الجانب الآخر فالمنطقة ما زالت تعيش ذلك التجاذب والشد بين العراق والأمم المتحدة. أما على الصعيد الاقتصادي فإن منطقة الخليج العربية بشكل خاص تحاول جاهدة ملاحقة التبدلات الاقتصادية السريعة والمتلاحقة التي يشهدها العالم والذهاب حثيثا نحو العولمة بكل ما تحمله هذه العولمة من تحديات كبيرة, اقتصادية وثقافية. ويرى خالد البوسعيدي أننا كمواطنين خليجيين نثق تماما في قادتنا وفي اتخاذهم القرارات المناسبة التي تخدم الفرد بشكل مباشر, وبصورة جماعية , وما نتوقعه من قمة أبوظبي هو التأكيد على ضرورة التكتل والعمل المشترك لمواجهة المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. الافراج عن الأحلام الشاعرة والتربوية سعيدة خاطر الفارسي تنتظر من قمة أبوظبي كأي مواطن خليجي بسيط تحقيق ما ظل مؤجلا منذ أول لقاء, وما ظل مختمرا لم يتجاوز قفص صدور الخليجيين وترى ان الأمل الوحدوي على الصعيد العربي ما زال في دائرة الفشل والإخفاق وما زال الشعور العربي مبعثرا متخبطا بين الاخفاقات والانكسارات العربية التي تأبى ان تزداد حفرا لأخاديد شروخها في نفس المواطن العربي. لكن الشاعرة سعيدة خاطر تأمل ان تحقق حلم الوحدة العربية ولو على مستوى اقليمي طالما استحال تحقيقه على المدى العربي الشامل. وفي اجابتها عن سؤالنا حول ما تتوقعه من قمة أبوظبي تقول: سأجيبكم اجابة أي مواطن بسيط في الشارع الخليجي.. أفرجوا عن أحلامنا المأسورة, مثل: العملة الموحدة لدول مجلس التعاون, والجواز الموحد لشعوب المجلس, وإلغاء كافة معوقات التنقل بين دول المجلس, وإلغاء كافة الرسوم الجمركية وفتح مجالات التعليم والعلاج والعمل والتجارة والتملك والمواطنة لجميع مواطني دول المجلس في أي دولة من دوله وذلك حتى تحقق دلالة المسمى دول مجلس التعاون. وتطالب الشاعرة العمانية من قمة أبوظبي الخروج بدلالات جوهرية ملموسة لهذا التعاون الذي نتحدث عنه. وتدعو إلى دخول هذه الدول في وحدة اندماجية تحت أي مسمى كان. وتكون هذه الوحدة اتحادا فعليا شاملا لحكومات سياسية متعددة. وتقول ان هذا المطلب حلم ولكنه حلم يمكن تحقيقه, وهناك من الأحلام ما يتحقق أو ما يجب ان يتحقق في ظل الصراعات الدولية والتكالب والأطماع الاقتصادية وميل ميزان الاحترام الدولي لصالح الأقوى. وتختتم سعيدة خاطر تمنياتها بالقول: نحن متفائلون وليس ذلك من باب التشاؤم ولكن لاتستطيع ان تمنع طيور الأشجار من التحليق فوق رأسك, إلا انك تستطيع منعها من ان تعشش فيها. تمنيات كثيرة وانجازات قليلة أما الأديب والروائي العماني البارز سعود المظفر فيقول انه لا يتوقع شيئا من قمة أبوظبي, أما على صعيد التمني فإن هناك الكثير من التمنيات والتي لو أردنا سردها الآن لربما لم يتسع لنا المجال, أو ربما أقول ان كل ما تمنيناه من مجلس التعاون الخليجي لم يتحقق شيئا منه حتى الآن, وعلى العموم فإن ما نتمناه شيء والواقع شيء آخر. باختصار, يقول المظفر: اننا كمثقفين في دول التعاون الخليجي لم نشرك في شيء ولم يؤخذ رأينا في أي أمر. دول الخليج تعاني الكثير من الضغوط والممارسات الاقتصادية والسياسية الخارجية, وهي ضغوط وممارسات معروفة للجميع وأكثر المتضررين منها هي الشعوب. والسؤال اليوم كيف تتخلص دولنا من كل هذه الممارسات والضغوط؟ هذا ما يجب ان تجيب عليه, بشكل من الأشكال, قمة أبوظبي. ويرى المظفر ان مجلس التعاون لم يتمكن حتى الآن من صياغة مشروع وحدوي واضح الملامح, ولم يقدم اجابة واضحة أو اتفاق نهائي تجاه الكثير من الأسئلة والقضايا المعلقة, حتى التعرفة الجمركية الموحدة والتي يدور الحديث حولها منذ سنوات لم يتفق عليها حتى الآن, وما تم الاتفاق عليه وهو التنقل بالبطاقة الشخصية بين مواطني دول المجلس فإن بعض الدول رفضت القبول به وتطبيقه ويختتم سعود المظفر قائلا: كل ما أستطيع قوله هو أني أشكر الدول التي سمحت لنا بالتنقل فيما بينما بالبطاقة الشخصية. قرارات ثقافية الكاتب القصصي خليفة بن سلطان العبري يقول ان مجلس التعاون أساس الحلم الجميل. وان هذا المجلس الذي صمد قرابة العقدين في وجه الرياح الهائجة والأحداث الجسام والتي كانت أخطرها محاولة محو أحد أعضائه من الخارطة, إنما هو ركيزة من ركائز التمني والآمال العريضة التي ندعو الله ـ عز وجل ــ ان تغدو واقعا يرضي الشعوب ويشعرها بالفخر والكبرياء. ويقول الكاتب خليفة العبري اننا لا نطالب بأن نصبح دولة واحدة بزعيم واحد ــ رغم انه حلم مشروع ــ لكن الواقع يمنحنا صفة السذاجة حين نطالب به. آمالنا لا تبتعد عن طموح المواطن الخليجي البسيط الذي يتمنى ان تكون له الأولوية في التوظيف والعمل في أي دولة من دول المجلس. وان يكون له حق العلاج المجاني. ويتمنى خليفة العبري ان يتضمن جدول اجتماعات قمة أبوظبي بندا يتعلق بالثقافة وبالعمل الثقافي المشترك باعتبار ان الثقافة هي أساس اعداد الفرد الخليجي الناضج الذي يستطيع التفكير والابداع والابتكار, والذي يسعى لوضع بلاده تحت الشمس. ويقول: اننا نلتمس من قادتنا في قمتهم المباركة ان يلتفتوا إلى تطهير المؤسسات المعنية بالثقافة في دولهم من الغرباء عنها, وان يسعوا إلى تقريب الكتاب والأدباء والفنانين من مواقع صنع القرار الثقافي ان طموحاتنا عريضة, لكن رؤيتنا تجعلنا نطالب بالأبسط, رغم ضخامة المضمون فيما نطلب. الشاعر العماني المرموق يحىى اللزامي يرى ان انظار المواطن العربي في الخليج تتطلع هذه الأيام إلى أبوظبي التي سوف تحتضن أعمال مؤتمر قمة مجلس التعاون, حيث يأمل هذا المواطن, ان تتخذ قرارات استثنائية تكون على مستوى التطلعات والآمال والطموحات. ويقول اللزامي: لا شك ان مجلس التعاون الخليجي يمثل تجربة وحدوية ظلت صامدة طوال ثمانية عشر عاما رغم العواصف التي هبت على المنطقة ورغم تبعثر تجارب وحدوية عربية لم تستطع الصمود ولا ريب ان ثمة أشياء تحققت ولكن المواطن العربي في هذه البقعة الجغرافية يرنو إلى تحقيق انجازات ملموسة على شتى الأصعدة مثل العملة الخليجية الموحدة والجواز الخليجي والانفتاح الديمقراطي وتفعيل دور المؤسسات الشعبية واتاحة الفرصة للنخب الوطنية المثقفة للتفكير بصوت عال, هذا إذا ما أردنا ان نحجز مكانا ملائما للعبور إلى القرن المقبل. الدوحة ــ فيصل البعطوط - مسقط ــ محمد اليحياني

Email