فشل زيارة شريف لواشنطن: باكستان تريد المال والسلاح وأمريكا تطلب بن لادن

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعربت باكستان عن رغبتها فى أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات الدولية والعسكرية المفروضة عليها وأن تحصل على دعم لتحقيق توازن عسكرى تقليدى مع الهند والخروج من أزمتها الاقتصادية الطاحنة . غير أن الولايات المتحدة وضعت ما يشبه الشروط العلنية من أجل مساعدة باكستان اذ يجب أن تساعد اسلام أباد في تسليم اسامة بن لادن الذى تحميه حركة طالبان الموالية لها في افغانستان كما يجب أن تتخذ اجراءات لضبط ترسانتها النووية ومنع تسرب تقنياتها. وبين المطالب والشروط من الجانبين لم تسفر رحلة رئيس الوزراء الباكستانى نواز شريف الى الولايات المتحدة هذا الاسبوع عن تحقيق أى نتائج ملموسة سوى ربما الحصول على حوالى مائة مليون دولار في اطار حل طال انتظاره لصفقة طائرات عسكرية لم تتم ووعد من الرئيس بيل كلينتون بانه سيزور باكستان العام المقبل. وقال مسؤولون باكستانيون ومصادر دبلوماسية ان شريف الذى التقى خلال زيارته مع الرئيس بيل كلينتون ووزيرة خارجيته مادلين أولبرايت ومستشار الامن القومى صمويل برجر سعى أيضا الى الحصول على وساطة أمريكية لحل مشكلة كشمير ولكن كلينتون رد عليه في مؤتمر صحفي قائلا ان واشنطن لايمكنها الوساطة في هذه القضية المعقدة سوى بعد موافقة الطرفين مع الوضع في الحسبان أن الهند ترفض أى تدخل دولى في هذا النزاع الحدودي. ووصل رئيس الوزراء الباكستانى نواز شريف الى حد التلويح بالقدرات النووية العلنية الجديدة في شبه القارة الهندية للضغط على المجتمع الدولى لحل قضية كشمير. وقال شريف في مؤتمر صحفي عقده في ختام زيارته للولايات المتحدة (لقد اصبحت المنطقة نقطة اشعاع نووية وقد حان الوقت لتنفيذ قرارات المجتمع الدولى في هذا الصدد ومن اجل ايجاد تسوية عادلة فالقضية الان ليست فقط سلامة وأمن العالم بل أيضا أمن مليار مواطن يقيمون في هذه المنطقة. وطالب شريف بأن تحصل بلاده على معونات عسكرية أمريكية تقليدية تمكنها من استعادة التوازن التقليدى مع خصمها الهند وشكا في مؤتمره الصحفي الذى عقد في نادى الصحافة القومى في واشنطن من ان المجتمع الدولى مهموم للغاية بقضايا منع انتشار (الاسلحة النووية ولكنه لايولى أى عناية لامن باكستان الذى تضرر بعد التفجيرات الهندية النووية منتصف العام الماضى مما دفعها للقيام بتفجيرات نووية بدورها لاستعادة التوازن الاستراتيجى وتحقيق الردع النووى المتبادل) على حد تعبيره (ورغم هذا التوازن الا أن الهند وفقا للخبراء تتفوق على باكستان بمراحل من حيث القوة العسكرية التقليدية والقدرات الصاروخية) . على الناحية الأخرى ولجهة المطالب الأمريكية لدى باكستان يبدو أن الولايات المتحدة انتزعت وعدا ما غير محدد من شريف بالمساعدة في تقديم بن لادن الى العدالة. ولم يعد رئيس الوزراء الباكستانى علنا بان يضغط على حركة طالبان التى تزعم مصادر امريكية انها تتلقى دعما سياسيا ومعنويا من باكستان من أجل تسليم بن لادن غير أنه قال (نحن مستعدون لمحاربة الارهاب ومساعدة ودعم الجهود الامريكية واذا كان اسامة بن لادن متورط في الارهاب فسندعم جهود واشنطن) . وأضاف (لقد سلمنا ارهابيين للولايات المتحدة في مناسبات عديدة وشكا من انه لم يتلق اى معلومات مسبقة حول ضرب الولايات المتحدة لافغانستان في شهر اغسطس الماضى وقال (لقد كانت مفاجأة بالنسبة لنا) . وقال شريف انه يجب التوصل الى حل شامل لمشكلة افغانستان لانها تؤثر سلبا وبشدة على بلاده حيث أدت الى ادمان ثلاثة ملايين باكستانى للمخدرات وتفشى تجارة السلاح والمخدرات والجريمة المنظمة وتدفق حوالى 5ر1 مليون لاجىء على باكستان. وألمح الى الفوائد الاقتصادية المتوقعة من أى تسوية افغانية قائلا ان بلاده تريد مد خط انابيب نفط من تركمانستان عبر افغانستان ولكن هذا يستلزم تهدئة الاوضاع في افغانستان اولا. ــ ا.ش.ا.

Email