تقارير (البيان): نتانياهو يراهن على مهاجري جمهوريات الكومنولث للاحتفاظ بالحكومة

ت + ت - الحجم الطبيعي

على هامش مسلسل انفراج وتعثر المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية ينشط مكتب في الحكومة الاسرائيلية هو مكتب زئيف جيزيل مستشار رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو حول شؤون الهجرة . وتولي اسرائيل أهمية كبرى لمسألة هجرة اليهود الى فلسطين وزيادة اعداد المهاجرين بدافع الخوف من معدلات الولادة المرتفعة ليس بين الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين والمدن والقرى في الاراضي التي تسيطر عليها السلطة الوطنية الفلسطينية فحسب, بل من تكاثر عدد الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية في المناطق المحتلة عام 48 نفسها. ورغم كل ذلك ونقص الموارد المائية والطبيعية فان اسرائيل تستقبل نحو 65 ألف مهاجر سنويا خلال السنوات الماضية وهناك تقارير بان عام 1999 قد يشهد زيادة كبيرة في عدد المهاجرين الى فلسطين. جيزيل ولد في اوكرانيا قبل 40 عاما ويحمل دكتوراه في علوم الكمبيوتر وعمل معلقا سياسيا عندما انتقل الى اسرائيل عام 1988 علق على قول ناتان شرانسكي وزير الصناعة الاسرائيلي بأن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها دول الاتحاد السوفييتي السابق قد تدفع 500 الف مهاجر للانتقال الى اسرائيل, (نأمل ذلك وأود أن أرى حدوث مثل هذه الهجرة ولكنها لن تحدث, وفي الأغلب لا يوجد الا حوالي 400 الف يهودي فقط في الاتحاد السوفييتي السابق, كما ان الجالية اليهودية في موسكو على سبيل المثال منصهرة كليا هناك, وفي العامين 1991 - 1992 عندما كانت المحال التجارية خاوية وأسعار المعيشة جهنمية غادر معظم يهود الاتحاد السوفييتي السابق الى اسرائيل أو الولايات المتحدة أما اليوم فمن بقي منهم لا يعانون أي شيء أسوأ مما كان عليه الحال قبل سبع سنوات. ومع ذلك فمنذ نهاية اغسطس الماضي شوهدت طوابير طويلة خارج السفارة الاسرائيلية في موسكو ومكاتب الوكالة اليهودية وهي المنظمة التي تربط اسرائيل بيهود الشتات, وأعلنت الوكالة انها تتوقع هجرة مائة ألف مهاجر روسي خلال الأشهر القليلة المقبلة, وهو ضعف العدد في العام 1997 حيث قدر عدد المهاجرين الجدد الذين قدموا الى اسرائيل حوالي 66 ألف مهاجر, 83% منهم جاءوا من الاتحاد السوفييتي السابق. لكن جيزيل يرى ما هو مخالف لتوقعات الوكالة اليهودية ويرى ان الطوابير امام السفارة الاسرائيلية هي لطلب تأشيرة سياحية, ويأمل بعضهم في البقاء في اسرائيل, أما بالنسبة الى مكاتب الوكالة اليهودية يقول ان اليهود يأتون للحصول على اوراقهم للهجرة في حالة الطوارئ, (وليس واضحا اطلاقاً اننا وصلنا الى حالة من الطوارئ) . وفيما تبرز الحقائق على أرض الواقع عزوف اليهود الأمريكيين عن الهجرة الى فلسطين فإن جنسية هؤلاء المهاجرين تتركز في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق والتي تتم بغض النظر عن مشكلة الموارد الطبيعية المحدودة مثل المياه اضافة الى ان الكثافة السكانية الحقت حتى الآن ضررا كبيرا للأرض, وغضت الحكومات الاسرائيلية السابقة الطرف عن النسبة التي يمكن ان تحملها الأرض من أفواج القادمين لاغتصاب جزء منها. لكن جيزيل يعد بحق نموذجا لليهود القادمين من أوروبا الشرقية ومدى هيمنة الايديولوجيا الصهيونية حيث يقول انني أقبل جميع اليهود, ولا أستطيع أن أخبرهم بألا يأتوا إلى هنا لأن لدينا نقصا في المياه أو أن الأرض فقيرة بالموارد الطبيعية, مشكلة المياه والموارد الأخرى ليست من اختصاصي, لدينا علماء ممتازون وهم قادرون على إيجاد حلول لهذه المشاكل اذا اراد نصف مليون يهودي أن يأتوا إلى هنا, إنني متأكد من ان اسرائيل عند إحلال السلام مع العرب, سوف تحتفظ بحق السيطرة على امدادات المياه, وخاصة ان أرييل شارون أصبح وزيرا للخارجية. وحسب (قانون العودة) الذي يرجع الى العام 1950 (يحق لجميع اليهود - أي كل من ولد من أم يهودية أو اعتنق اليهودية - أن يأتوا الى اسرائيل وأن يصبحوا مواطنين اسرائيليين, وتم توسيع هذا القانون في 1970 ليشمل اليوم أي طفل وحفيد ليهودي وأصبح باستطاعة الزوج غير اليهودي أن يقيم هنا, هذه هي المعايير الرئيسية) . رغم ذلك يقدر ان نحو 40% من السبعمائة ألف مهاجر يهودي الذين هاجروا الى اسرائيل في التسعينات هم بالفعل مسيحيون, إذ لا تستطيع أي حكومة اسرائيلية أن تطلب من يهودي أن ينفصل عن زوجته لأنها ليست يهودية وكذلك لا تستطيع أن تميز ضد الأطفال من أم غير يهودية وأب يهودي. وعلاوة على هدف ايجاد توازن ديمجرافي بين الفلسطينيين واليهود هناك غرض في نفس بنيامين نتانياهو نفسه اذا ما علمنا ان 73% من المهاجرين اليهود الجدد صوتوا لنتانياهو عام 1996 وهم يؤيدون ايضا الأحزاب الوطنية ويقول جيزيل (اعتقد اننا سنرى الشيء نفسه في الانتخابات المقبلة, ان الدعم لـ (بيبي) نابع من عدة عوامل اهمها ان المهاجرين الروس الذين أتوا من دولة اشتراكية يرفضون رفضا كاملا الافكار الاشتراكية) . خدمة وورلد نيوز لينك

Email