تحليل اخباري: المصالح تجمع بغداد وواشنطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

مر على الرئيس العراقي صدام حسين العديد من الرؤساء الامريكيين خلال ثلاثين عاما قضاها في السلطة وقد يمر عليه اخرون بالرغم من تعهدات الرئيس الامريكي الحالى بيل كلينتون باسقاطه . ونجا العراق الشهر الحالي من ضربات جوية امريكية بريطانية وشيكة بالموافقة في اخر لحظة على التعاون من جديد مع مفتشي الامم المتحدة بعد قرار في 31 اكتوبر بوقف التعاون معهم. وقال دبلوماسي (كان بامكان صدام الخروج من مخبئه ليعلن النصر) مشيرا الى ان قصف بغداد لن يدمر الرئيس العراقي بل انه قد يزيده قوة. ولم تزحزح الهزيمة الساحقة في حرب الخليج وثمانية اعوام من العقوبات التي اصابت البلاد بالشلل والضربات الجوية الدورية التي تقودها الولايات المتحدة والتهديدات المستمرة باتخاذ اجراءات عسكرية اخرى تبعد صدام عن السلطة. ويقول دبلوماسيون في بغداد ان جماعات المعارضة العراقية المختلفة التي تساندها بريطانيا والولايات المتحدة غير مزودة باسلحة كافية للقضاء على قبضة صدام على السلطة. ويقول البعض ان التصريحات الامريكية البريطانية بالرغبة في الاطاحة بصدام قد تكون مجرد حرب كلامية للاستهلاك المحلي وليست استراتيجية واقعية للاطاحة به وملء الفراغ في السلطة في المنطقة. ولكن لم تجد فكرة اتخاذ اتجاه عملي في التعامل مع العراق يعتمد على المصالح المشتركة حتي الان اذانا صاغية في واشنطن او لندن. وقال مسؤول عراقي رفض نشر اسمه (امريكا والعراق تجمعهما مصالح مشتركة, اذا تمكن الامريكيون من التفاهم مع القيادة العراقية فان العراق قادر على ضمان الاستقرار والامن في المنطقة) . لن يكون هناك ما يدعو الى تواجد عسكري غربي ضخم في المنطقة الذي يعد اجراء استفزازيا لان المسلمين يكرهونه ويؤدي الى عنف وتطرف ويثير مشاعر مناهضة للغرب. واعرب عن اعتقاده بامكانية التغلب على مشاعر الكراهية التي يكنها الغرب لصدام قائلا (هذه ليست مشكلة.. اعتاد الامريكيون على وصف عرفات ومانديلا بالارهابيين والان يعانقونهما, هذا يوضح امكانية تغيير امريكا لمسارها) . ولكن دبلوماسيا اوروبيا قال ان كلينتون حافظ على المصالح الامريكية بتحقيق الاستقرار في المنطقة عندما الغي قصف العراق بالرغم من ان تحدي بغداد الواضح لقرارات الامم المتحدة اثار استياء حتي الدول الصديقة لبغداد والمعارضة لاتخاذ اجراءات عسكرية ضده. وتساءل (لماذا يهتم الامريكيون بتغيير الاوضاع الراهنة, هل هناك تضارب مصالح بين العراق والولايات المتحدة, لا هناك تقارب) . ومالت الولايات المتحدة وقوى غربية اخري صوب العراق اثناء حربه مع ايران التي استمرت من عام 1980 الى عام 1988 اذ اعتبرته حصنا منيعا يقي من الثورة الاسلامية لآية الله روح الله الخميني. واوضح المسؤول العراقي ان العراق العلماني ما زال قادرا على القيام بدور الموازنة ولكن ذلك لن يتحقق باضعاف استقراره. ويتفق العديد من الدبلوماسيين في ان القضاء على صدام سيطلق العنان لفوضى قد تمتد الى ما وراء الحدود العراقية. وقال مبعوث آسيوي (اذا انتهى صدام ستكون هناك فوضى قد تؤدي الى تفكك العراق بشكله الحالي, لا احد يسعى لتفكيك العراق) . وقال المسؤول العراقي ردا على سؤال حول ما اذا كان من الممكن اعتبار العراق قوة للحفاظ على الاستقرار في المنطقة بعد غزوه الكويت بانه يتحتم على الغرب النظر الى الامور في اطارها. ــ رويترز

Email