الاحتلال يواصل القصف وواشنطن تسعى لوقف التصعيد: إسرائيل تعترف بالتفوق العسكري للمقاومة اللبنانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

واصلت مدفعية الاحتلال الاسرائيلي امس قصفها لمناطق الجنوب اللبناني وردت المقاومة بمهاجمة ثلاثة مواقع للاحتلال وعملائه بالقذائف الصاروخية وسط اعتراف اسرائيل بتفوق المقاومة العسكرية النوعي على قواتها في الجنوب وتجديد التهديد بضرب البنية التحتية لبيروت, وفيما اعلنت واشنطن انها تعمل على تهدئة التصعيد المتفجر حذرت المقاومة اللبنانية اسرائيل من شن هجوم موسع على لبنان قائلة ان خسائرها ستكون كبيرة. فقد اعلنت قيادة السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلى امس ان عدة مجموعات لها هاجمت ثلاثة مواقع مشتركة لاسرائيل وميليشيا جيش لبنان الجنوبى المتحالفة معها فى جنوب لبنان وحققت فيهما اصابات مباشرة. وقالت القيادة فى بيان وزعه المكتب الاعلامى لحزب الله ان هجمات مجموعة رجال السرايا استهدفت مواقع رشاف وحميد والدبشة فى الشريط الحدودى المحتل مستخدمين القاذفات الصاروخية والاسلحة الرشاشة واصابت دشمه وتحصيانته بشكل مباشر. وذكر البيان انه شوهدت اعمدة الدخان تتصاعد من المواقع المستهدفة مشيرا الى ان العدو اصيب بحالة من الذعر والارباك وبدا باطلاق النار فى كل الاتجاهات. وكان اول هجوم نفذته السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلى التى تضم مقاتلين من عدة احزاب بقيادة حزب الله فى 14 مارس من العام الحالي. وكان حزب الله اعلن عن تشكيل سرايا المقاومة فى نوفمبر من العام الماضى فى محاولة لاشراك كافة القطاعات الشبابية المسلمة والمسيحية فى المقاومة. وذكرت مصادر امنية ان المدفعية الاسرائيلية قصفت صباحا تلال اقليم التفاح واللويزة وعربصاليم والجبل الرفيع والوادى الاخضر ومجرى نهر الزهرانى فى منطقة اقليم التفاح المعقل الرئيسى لحزب الله فى جنوب لبنان. واضافت ان القصف (طال ثكنة الجيش المهجورة فى النبطية ومجرى الزهرانى واطراف حبوش ولم تتوفر معلومات عن وقوع اصابات) . وقالت مصادر لبنانية أن الطيران الحربي وطائرات الهليكوبتر الاسرائيلية حلقت بكثافة صباح امس في أجواء مناطق الجنوب ولاسيما فوق خطوط التماس الفاصلة بين المناطق المحتلة والمحررة. واضافت المصادر أن القصف المدفعي استهدف أيضا مثلث صربين وسقطت عدة قذائف على بعد امتار قليلة من مركز الكتيبة النيبالية العاملة ضمن قوات الطوارىء الدولية في جنوب لبنان. وقد حضرت على الفور قوة من جهاز الارتباط واجرت كشفا على مكان سقوط القذائف. وأشارت المصادر الامنية الى أن قذيفة مضيئة سقطت الليلة الماضية فى أحد الحقول المزروعة باشجار الزيتون فى بلدة الكفير احدى قرى حاصبيا المحررة وأدت الى حريق كبير التهم حوالى 500 شجرة زيتون وقد عمل رجال الدفاع المدنى الاهالى بمؤازرة وحدات الجيش اللبنانى على اخماد الحريق. وجدد وزير الامن الداخلي الاسرائيلي امس دعوته لضرب البنى التحتية للعاصمة بيروت لاجبار الحكومة اللبنانية على نشر الجيش في الجنوب. وقال كهلاني في تصريح الى الاذاعة الاسرائيلية (يجب ان تدرك السلطات اللبنانية ان عاصمتها ستحرم من المياه والكهرباء في كل مرة يقتل فيها جنودنا في لبنان) . واضاف (اني لا اؤيد انسحابا من لبنان, لانه لا يمكن ترك تجمعاتنا السكنية في الجليل رهينة بيد السوريين عندما يغرق كازينو بيروت الكبير في الظلام ستفهم الحكومة اللبنانية ان عليها تامين السيادة اللبنانية بارسال جنودها الى الجنوب) . وقد اعتاد كهلاني, الذي كان يشير الى كازينو لبنان في المعاملتين على بعد 20 كيلومترا الى الشمال من بيروت, مثل هذه التهديدات. ففي ابريل 1996 قصف الطيران الاسرائيلي منشآت كهربائية في لبنان متسببا في انقطاع متكرر في التيار في بيروت. لكن تهديدات كهلاني هذه الم تمنع وزير التجارة والصناعة نانان شارانسكي أحد اعضاء المجلس الوزاري المصغر من الاعتراف بأن اسرائيل (لا تتمتع بأي تفوق نوعي رغم التقنية العالمية والمتقدمة التي يمتلكها الجيش الاسرائيلي) مبررا ذلك بحجة ان الحرب في جنوب لبنان هي حرب عصابات) . وجدد شارانسكي تهديدات تحميل سوريا ولبنان مسؤولية ما يحدث في الجنوب اللبناني. ومن جهة استبعد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حديث اذاعي قيام اسرائيل بعدوان واسع على لبنان. وبرر ذلك بالقول بأن اسرائيل لايمكنها ضمان النتائج والتطورات الميدانية والسياسية لاي عدوان واسع ضد لبنان. وقال ان اسرائيل مهددة بخطر حقيقي في حال تنفيذها عدوانا واسعا باعتبار ان ظروف المقاومة افضل عسكريا مما كانت عليه أثناء عدواني 1993 و1996. واوضح الشيخ قاسم فى حديثه الاذاعى أنه على المستوى السياسى فان اسرائيل لا تريد لعدوان على لبنان أن يعيد قلب الاوراق ويصرف النظر عما حققه الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات والتقدم القائم على المسار السياسى وفق المنحى الذى تريده فى المنطقة. في غضون ذلك ذكر مصدر رسمي لبناني ان السفير الامريكي في لبنان ديفيد ساترفيلد نقل امس رسالة من وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت الى الحكومة اللبنانية تدعو الى (ضبط النفس) . واضاف المصدر ان الرسالة سلمت خلال لقاء بين ساترفيلد ورئيس الوزراء المستقيل رفيق الحريري. وقال ساترفيلد في تصريح له بعد لقائه مع نبيه بري رئيس المجلس النيابي اللبناني في منزله في الجنوب أن بلاده تسعى للجم التصعيد وضمان هدوء الوضع كما تسعى الى حل دائم في الجنوب يضمن الامن والاستقرار لجميع سكان المنطقة. ــ الوكالات

Email