الافارقة الجدد يهاجمون فرنسا من باريس: الرئيس الفرنسي يجتمع بـ نادي الاصدقاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

حرص جاك شيراك ان يجتمع بـ (نادي الاصدقاء) الفرانكوفونيين الذي تشكله عشرون دولة افريقية, تستخدم اللغة الفرنسية كلغة رسمية لها . وقد اوحى جاك شيراك بانه يجتمع بعائلته الكبيرة, وبذلك اراد الرئيس الفرنسي ان يقول للمستعمرات الفرنسية القديمة بانها لاتزال تحتل مكانة خاصة في قلب فرنسا . لكن بعض (اعضاء) نادي الاصدقاء من الدول الفرانكوفونية عبر عن مشاعر الضياع, ذلك لان البيت الفرانكوفوني اصبح الان في مهب الرياح بعد التطورات التي شهدها العالم اخيرا. عمر بانغو, الرئيس الغابوني الذي يحكم بلاده منذ ثلاثين عاما رفض الاشتراك في اعمال القمة الفرنسية - الافريقية الحالية ربما بسبب اشتراك بعض دول الكومنولث الافريقية. فالاصدقاء الجدد في النادي الفرانكوفوني يتحدثون بالانجليزية والبرتغالية وقد دارت مداولاتهم ونقاشاتهم حول البترول والاموال, وهذه الدول الغريبة على (الجسد الفرانكوفوني) كما حاول بعض القادة الافارقة الاشارة اليه, سيستفيدون, على غرار الدول الفرانكوفونية, من قروض واعانات (الوكالة الفرنسية للتنمية) . ويتشكك القادة الافارقة من الاصلاحات التي طرأت على السياسة الفرنسية أزاء افريقيا والدول الفرانكوفونية, بل انهم لايجدون الضمانات الكافية في هذه الاصلاحات, رغم انها تعمل تحت رعاية وزراء الخارجية والمال. حتى ان انشاء مناطق لها افضلية في الدعم والتعاون لم تهديء قلق بعض البلدان الافريقية وهي ترى فرنسا توزع مساعداتها عبر اوروبا والمؤسسات الدولية الاخرى. وثمة قادة افارقة لايعيرون اهتماما لذلك او بالاحرى لايبدون قلقهم ازاء اصلاح السياسة الفرنسية ازاء افريقيا مثل بليز كومباوري, رئيس بوركينا فاسو الذي قال: من الطبيعي ان تنفتح فرنسا على البلدان الاخرى. فاذا ما حقق الاقتصاد الفرنسي نجاحا فانه سيدر ثماره علينا بالتالي ...) والموضوع الحيوي الآخر الذي ساد اجتماعات الامس هو العملة الافريقية الموحدة فرنك cfa, عملة غرب افريقيا الذي تضمنه فرنسا, وقد تعرضت هذه العملة الى انخفاض بنسبة 50 % في عام 1994. واكدت باريس مجددا بان الـ cfa اي العملة الافريقية الموحدة ستظل مرتبطة بالاورو - العملة الاوروبية الموحدة. وقد علق رئيس بوركينو فاسو, بليز كومباوري بان العملة ليست هامة بالنسبة للبلد وانما قوة اقتصادها. وفي خضم هذه الاجتماعات ضاعف القادة الافارقة ممن ينتمون الى الانكلوفونية, وعلى الخصوص الآتين من (افريقيا الجديدة) من تصريحاتهم المعادية لفرنسا رغم تواجدهم في قلب المؤتمر . قال الرئيس الكونغولي الشهير لوران ديزيريه كابيلا: ان الفرانكوفونية ماهي الا امتداد للسياسة الاستعمارية الجديدة حيث تجد الدول الافريقية المستقلة نفسها تحت مظلة فرنسا, فيما قال رجل رواندا القوي, بول كاغامي, متهما فرنسا باقتراف المجازر: ( اذا كانت فرنسا تنوي الآن ان تفعل شيئا هنا فمن الافضل لها ان تنتظر دعوة منا) . على اية حال, فان المشاعر السائدة بين القادة الافارقة بان فرنسا اخذت بالابتعاد عن قارتهم مشيرين الى اصلاحات جذرية وكبيرة اجرتها فرنسا على سياستها الافريقية في 4 فبراير من العام الحالي باريس - شاكر نوري

Email