المهدي يرحب والخرطوم أبدت موافقة مسبقة: مصر تستعد لإطلاق مبادرة لحل الأزمة السودانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستعد الحكومة المصرية لاطلاق مبادرة لحل الأزمة السودانية عبر الجمع بين كافة أطراف الصراع. وحصلت القاهرة على دعم مسبق من حكومة الخرطوم لتحركها الذي سارع الزعيم السوداني المعارض الصادق المهدي بمباركته . وقال مصدر مطلع في وزارة الخارجية المصرية لـ (البيان) ان مصر تعكف بالفعل على اعداد مبادرة بهذا الشأن. وقال المصدر الذي طلب حجب اسمه ان المبادرة التي يجري اعدادها سترتكز على جمع كل أطراف الصراع السياسي في السودان من حكومة ومعارضة مشيرا الى ان الحكومة السودانية اكدت رغبتها في ذلك على لسان وزير خارجيتها مؤيدة قيام مصر بدور فاعل في إعادة السلام والاستقرار في السودان والحفاظ على وحدته. وكانت مصر التي انضمت مؤخرا لمنتدى شركاء السلطة الحكومية لمكافحة الجفاف والتصحر لدول شرق افريقيا التي تعرف اختصارا بمنظمة (إيجاد) , وشاركت في الاجتماعات التي اختتمت قبل أيام في روما والتي بحثت في إيجاد حلا عاجلا للأزمة السودانية بناء على المبادئ التي اتخذت منها (الايجاد) أساسا للحل ووافقت عليها الحكومة والمعارضة الجنوبية المسلحة بزعامة العقيد جون قرنق. جدير بالذكر ان اجتماعات روما تمخضت عن تكوين ثلاث لجان أساسية تشتمل على لجنة لتحديد وقف اطلاق النار, لجنة لوضع الترتيبات الانتقالية ولجنة أخرى لتقرير المصير, حسب المدخل الأوروبي للحل. وتبدو القاهرة غير متحمسة لرؤية (إيجاد) لحل الأزمة السودانية وتركيزها على مسألة تقرير المصير للجنوب الأمر الذي تراه مصر تهديدا لمصالحها الاستراتيجية المرتبطة بتدفق مياه النيل, ولا تخفي مصر قلقها ازاء المسألة برمتها ولا تفتأ تحذر من انها لن تسمح بانفصال جنوب السودان. إلى هذا أكد رئيس الوزراء السوداني السابق الصادق المهدي على (أهمية الدور المصري وفاعليته في ايجاد أرضية صالحة لحل المشكلة السودانية من خلال تحقيق تطلعات الشعب السوداني وتأكيد حقه في الحرية والديمقراطية وتحقيق السلام القائم على العدل) . وأضاف المهدي ان دور مصر من داخل وخارج (الايجاد) ينال ثقة جميع السودانيين وهو ما جسده إعلان القاهرة (الصادر عن زعماء المعارضة السودانية) من خلال قراراته وتوصياته, وتعليقا على ما يتردد عن مبادرة للأمم المتحدة بشأن المسألة السودانية, أشار المهدي الى (ضرورة ان تكون المبادرة شاملة تتناول الشأن السوداني بشكل أشمل لتحقق السلام وتعزز الديمقراطية وتلبي تطلعات أهل السودان) . وكانت تقارير غير رسمية أشارت الى ان براندري كاست مساعد الامين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية حمل مبادرة لحل الأزمة السودانية خلال زيارة اختتمها هذا الاسبوع والتقى خلالها بالرئيس السوداني عمر البشير, الا ان معارضين بارزين ألمحوا إلى ان العديد من المبادرات الدولية تركز فقط على معالجة الأزمة السودانية من زاوية الحرب الأهلية في الجنوب والشؤون الانسانية دون الاهتمام بتحقيق الديمقراطية وقيام دولة المواطنة والحقوق المتساوية في سودان موحد. القاهرة - فخر الدين هارون

Email