المعارضة السودانية بالداخل سلمت مذكرة لمبعوث عنان الى الخرطوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تطور مثير تقدمت قيادات المعارضة السودانية بالداخل بمذكرة الى كيرات برندر قاست مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية الموفد الخاص لكوفي عنان الامين العام للامم المتحدة للسودان الذي اختتم زيارة للخرطوم امس وحملت المذكرة ديباجة التجمع الوطني الديمقراطي ووقعها كل من الحاج مضوي محمد أحمد نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يتزعمه محمد عثمان الميرغني رئىس التجمع الوطني الديمقراطي المعارض, وآدم موسى مادبو العضو القيادي في حزب الأمة الذي يتزعمه الصادق المهدي رئىس الوزراء السابق, وسعاد ابراهيم احمد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني, وازيك كودي وجوزيف أوكل من القيادة الجنوبية المنضوية تحت التجمع, وعلي محمود حسنين العضو القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي وفضل الله برمة ناصر العضو القيادي في حزب الامة. ونادت المذكرة بضرورة حل سائر المشاكل السودانية وليس مشكلة الاغاثة والجنوب وحدها, وشددت على عقد المؤتمر الدستوري, والاسراع في تحقيق التحول الديمقراطي مؤكدة ان المعارضة لاتثق في (الانقاذ) وتنادي بانعقاد المؤتمر الدستوري تحت مظلة دولية. وقدم المذكرة ابيل ألير نائب الرئىس السوداني الاسبق, القيادي الجنوبي البارز الذي ينشط في المعارضة السلمية الداخلية منذ مجىء (الانقاذ) بانقلاب عسكري في يونيو 1989م ومعه احدى القيادات الشمالية. ووصفت مصادر (البيان) الخطوة بانها (اكبر دليل على تماسك التجمع الوطني الديمقراطي والمعارضة الداخلية, واعمق تعبير عن الوحدة الوطنية) . ولكن المصادر نفسها رفضت التصريح باسم الشخصية القيادية التي قدمت مذكرة التجمع مع ابيل ألير. واجتمع ألير ومرافقه مع قاست الاحد الماضي لساعة أو يزيد بحسب مصادر (البيان) التي قالت ان الاجتماع تناول (المطلب الملح المتمثل في استعادة الديمقراطية والتعددية السياسية وحل مشكلة الجنوب سلميا) وشدد ممثلو المعارضة الداخلية تحديدا على المؤتمر الدستوري معتبرين ان الحلول الجزئية لا تعالج سائر قضايا السودان وقالوا للمبعوث الدولي: انه في ظل غياب الحلول الجذرية فإن المآسي تتزايد يوما إثر يوم مشيرين الى أن حل مشكلة الجنوب لايتم بمعزل عن بقية المشكلات السودانية المتشابكة. وابلغت سعاد ابراهيم احمد القيادية في الحزب الشيوعي السوداني, واحدى الموقعين على المذكرة (البيان) بان ممثلي التجمع بالداخل اللذين سلما المذكرة الى مساعد الامين العام للأمم المتحدة شددا على ضرورة اطلاع المنظمة الدولية بدورها الانساني والتاريخي, وطالبا بضرورة توسيع مظلة (إيجاد) واكدا ان مصداقية (الانقاذ) ضعيفة لدى المعارضة الامر الذي يتطلب ايجاد مظلة دولية للمؤتمر الدستوري باعتباره المطلب الرئيسي للقوى السياسية السودانية التي لا ترى ان في (التوالي السياسي) اي مدخل لتحولات ديمقراطية جذرية. من جانبه قال علي محمود حسنين العضو القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي واحد الموقعين على المذكرة لــ (البيان) ان المعارضة الداخلية موحدة تجاه ضرورة معالجة كافة المشكلات السودانية في سياق المؤتمر القومي الدستوري, وان المذكرة التي سلمتها المعارضة لمساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية تأتي تعزيزا لنضال المعارضة الداخلية السلمى المشروع لاننا نرى ان حل المشكلة السودانية. يجب ان يكون شاملا, وان التعددية والديمقراطية هما مفتاح حل سائر مشكلات السودان, لا فرض تصورات (الانقاذ) لنظام الحكم, واكد ان المذكرة تعبر عن وحدة وتماسك المعارضة الداخلية.

Email