وزير الثقافة والاعلام السوداني لـ(البيان): لا توجد مبادرة رسمية للمصالحة مع الأحزاب وهناك لقاءات عفوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكد الدكتور غازي صلاح الدين وزير الثقافة والاعلام السوداني ان اللقاءات بين مسؤولين حكوميين وشخصيات من المعارضة شائعات اكثر منها حقيقة وأنه ليس هناك مبادرة رسمية للقاء شخصيات حزبية . وابدى عدم ممانعته لاشتراك اي مجموعة لها قاعدة جماهيرية في السودان للعمل وفق القوانين. واشار إلى ان الحرب التي تجري في الجنوب حدودية ولا تمس جسمه وان علاقات السودان بجيرانه جيدة فيما عدا التي لا تملك ارادتها وحول العلاقة مع مصر, قال ان ما بيننا وبين مصر لا يقال للصحافة. جاء ذلك في حوار مع (البيان) بالشارقة فيما يلي نصه: تؤكد الحكومة اجراء حوار مع المعارضة الشمالية تنفيها المعارضة بشكل مستمر (البيان) نشرت خبرا عن لقاء قطبي المهدي مع محمد عثمان الميرغني ما هي حقيقة الانباء وأين يقف الحوار مع المعارضة؟ ــ المسيرة السياسية في السودان لا تحركها مطالب اشخاص تتحرك في ارادة ذاتية لتقديم النموذج السياسي للبلاد. الحديث عن لقاءات بين مسؤولين سودانيين مع بعض الشخصيات الحزبية السابقة شائعات أكثر منها حقيقة, بعض هذه اللقاءات يحدث عفوا في مناسبات اجتماعية داخل السودان وخارجه لا توجد مبادرة رسمية للقاء مع الشخصيات الحزبية. اللقاءات الشخصية هي تحقيق للاجماع والمسألة لا تأتي بالتمنيات وانما عبر الحوارات واللقاءات المباشرة مع المعارضة. ــ الاجماع في الساحة السياسية يجب ألا ينظر اليه على أنه لا يمكن ان يتحقق الا عبر شخصيات, الاجماع يمكن ان يتحقق باستيعاب الاجيال المقبلة واستيعاب المواهب والكفاءات الموجودة في المجتمع والتي تجري يوميا وليست مرتبطة بشخصيات بعينها. حينما تسمى قيادات المعارضة بأنها شخصيات وكأنك تعزلها من قاعدتها الجماهيرية وتاريخها السياسي, أنا لا امانع من اي مجموعة لها قاعدة في السودان أن تعمل وفق القانون. هذا القانون أو الدستور لم تشارك فيه المعارضة؟ ــ القانون يتيح الحريات كما يتيحها الدستور الامريكي والنظام البريطاني ماذا يريد اكثر من ذلك هو الان اقصى ما يتمناه في سياق اي حوار أو أي تفاوض موجود الان في الساحة اذن عليه ان يأتي وينظم نفسه وان يعبر عن النقد الموضوعي ــ لا يمكن ان تقول ان القانون لابد ان يشارك فيه كل الناس, لان كل القوانين لم يشارك فيها كل الناس, من الذي شارك من الاجيال الحالية في الدستور الامريكي قبل مائتي عام, ليس العبرة ان يشارك كل الناس في صياغة الدستور والا فانني اقول لك ان اكثر من 90% شاركوا في اجازة الدستور هذا يكفي. يظل الاتهام قائم بان شريحة سياسية واحدة في السودان وضعت الدستور والقوانين المنظمة للعمل السياسي. ــ هذا اتهام لا اساس له من الصحة اقول لك هذا الدستور بعد ان وضع طرح لاستفتاء بدعوة لكل المنظمات الاقليمية والعالمية للمشاركة وللشهادة له. دليل على هذا الاتهام وعدم استعداد الحكومة للمشاركة الاصرار على كلمة (التوالي) التي اجمعت كل الجهات السياسية والفنية في الداخل والخارج على عدم وضوحها. ــ هذا دليل اخر على الخواء الذي يمثل الطرح الذي يطرحه هؤلاء وانا شخصيا كمتحدث رسمي عن الحكومة تحدثت إلى اذاعات وصحف عالمية وقلت اننا لا نصر على كلمة توال وهي ليست كلمة مقدسة والاهم من كلمة (التوالي) والاهم من أي نص دستوري هو مضمون ذلك النص لذلك نجد ان الشخص الذي عانى من الخواء الفكري يركز على الشكليات فكلمة التوالي أثيرت حولها شبهات بأنها لا تعني حرية التنظيم ولكن جاء القانون فيما بعد ليثبت ان قانون التوالي السياسي هو قانون التنظيم السياسي بل انه قانون مرن جدا مقارنة بما طرحه هؤلاء المتحالفون في أسمرا في المسودة المقترحة لقانون التنظيمات السياسية الذي كان واضحا فيه رسميا العزل السياسي, القانون الذي طرح في السودان لم يمارس عزلا, لم يحجر على شخص بعينه وانما وضع معايير عامة فهذا الذي ذكرته انت تحديدا هو اكبر دليل استخدمته انا لأقول لك ان لا يوجد طرح مقابل لما تطرحه ثورة الانقاذ لا يوجد طرح موضوعي مبدئي جوهري يمكن التعويل عليه ويمكن الاعتداد به, التركيز هو على ما يمكن ان ينظر اليه كشبهات اخطاء في الشكل وليس في المضمون ولكن اقول لك ليس لدي اي تقديس لكلمة توال ولا لكلمة تنظيم. هناك ملاحظات ايضا على قانون التوالي مثل المسجل وصلاحياته الواسعة. ــ اي قانون في العالم يمكن ان تكون عليه ملاحظات بصراحة مشكلة هؤلاء الناس لا يفكرون بعقولهم ولا يملكون ارادتهم فضلا عن أنهم تاريخيا لم يطرحوا طرحا فكريا متميزا, هذه الجماعة قائمة فكرة الطائفية السياسية وهذه فكرة متخلفة جدا في الادب السياسي وفضلا عن هذا لا يمكن ان يعطل مسيرة التاريخ لبلد ما. التطور الذي تتحدث عنه ليس تطورا طبيعيا ما يجري الان توجيه للتطور نفسه. ــ يمكن ان تدخل لتصنع التاريخ ليس هناك ما يسمى تاريخ غير طبيعي هناك احداث كبيرة صنعت التاريخ هناك افراد صنعوا التاريخ وغيروا مسار التاريخ ليس عيبا ان تتدخل في مسيرة التاريخ العيب ان تركن في مكانك وان تتوقف وان تتخلف في مسيرة التاريخ ليس العيب أن تؤثر في مسيرة التاريخ. في تقديرك كيف تؤثر انت الان؟ ــ انا أوثر ايجابيا لانني اطرح نظاما اتجاوز به المشروعيات التاريخية التي قامت على الطائفية السياسية اطرح مشروعا يحرر السودان من قبضة النفوذ الخارجي التي يقع فيه هؤلاء واحرر طاقات السودان الاقتصادية انا احاول ان أوثر في مسيرة التاريخ تأثيرا موجبا. وهناك من يرى انك تؤثر تأثيرا سلبيا؟ ــ ان من يرى هذا الرأي لا يملك ارادته ويتحرك في المنطقة بأجندة غيره ليس بأجندته. هل تعاني اتفاقية الخرطوم للسلام من أزمة؟ ــ زرت جوبا قبل اسبوعين ورأيت ان تطبيق اتفاقية الجنوب قد بدأ يرسل اشاراته لقاعدة المجتمع وهذا هو الاهم بالنسبة لي من الزعماء, الجنوبي العادي في جوبا يحس بأن هذه الاتفاقية جادة وذات مغزى وهنا يمكن ان تحدث عناصر نجاح في اتفاق طويل الامد. ان تحدث مشاكل في تطبيق الاتفاقية وان يغضب بعض القادة وان ينفصلوا او ينسلخ هذا شيء طبيعي نحن كرجال دولة وليس كسياسيين يجب ان ننظر الى مجمل التحرك الذي احدثته الاتفاقية هل هو تقدمي امامي ام انه رجع بنا للوراء. محصلة التحرك هي للامام الى بلوغ السلام. ورغم ذلك الحرب مازالت مشتعلة في الجنوب؟ ــ الحرب التي حدثت اصبحت حربا حدودية والمسؤول الاول منها هو اوغندا, انا استغرب لماذا تغفل الحقائق في الجنوب. الآن اكبر مشروع اقتصادي يحدث في السودان سينتقل به نقلة كبيرة الى الامام يحدث في منطقة ما كان يمكن ان يطأها مسؤول تعمل فيها شركات بترولية صينية وكندية وماليزية هذا يحدث في قلب الجنوب في هجليجة والوحدة في اعالي النيل في مشروع البترول السوداني, هذا يحدث في المنطقة التي كانت منطقة حرب في السابق, الآن هذه المنطقة آمنة, اعالي النيل آمنة الآن. ما تراه الآن هو ظواهر حدودية من دول تعلن موقفها بصراحة شديدة جدا وتعلن موقفها بصراحة شديدة جدا وتعلن انها تأتمر بأمر الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة. اوغندا واريتريا ولكن الحرب لم تعد موجودة في جسم الجنوب. هذه ظاهرة مختلفة من حرب الجنوب السابقة والدليل على ذلك انها تحولت الى حرب نظامية لأن جون قرنق يقاتل بالدبابات وبالمدفعية ويقاتل مع القوات الاوغندية. ولذلك الحرب اخذت تطورا جديدا لأنها اصبحت مرتبطة بارادة اقليمية وعالمية لا علاقة لها بحرب الجنوب التي عرفناها في عام1955. الواقع يقول ان علاقات السودان بمعظم جيرانه متوترة أو مقطوعة؟ ــ ليس معظم جيرانه, متوترة مع الجيران الذين تحركهم امريكا ليس لنا مشكلة مع تشاد مطلقا الآن بعد ان خرج كابيلا عن ايدي امريكا لا علاقة وصداقة ممتازة وليس لنا مشاكل مع ليبيا واثيوبيا الآن بعد ان توترت علاقتها مع اريتريا علاقتنا بها واضحة جدا. العلاقة كانت مميزة مع اريتريا ما الذي جعلها تصل للقطيعة؟ ــ اريتريا وجدت انها لا تستطيع ان تقوم بأمرها والسودان يقوم بأمره. الى اين تسير الوساطة القطرية للمصالحة الاريترية السودانية؟ ما توصلنا اليه خطوة ايجابية لكن هناك مسائل هامة ما زالت معلقة. وماذا عن العلاقة مع مصر ظلت متذبذبة تنحدر ثم تتحسن وهكذا؟ ــ العلاقة مع مصر لا تنحدر وقد وصلت الى مستوى من التحسن يمكن ان يتقدم. ما الذي يمنعها من ان تتقدم؟ ــ هذا حديث لا يقال للصحافة. الانهيار الاقتصادي الذي يعانيه السودان والضائقة المعيشية التي يعيشها المواطن السوداني خاصة الطبقة الوسطى من الموظفين والعمال ما اسبابها وكيف يمكن معالجتها؟ ــ هناك مشكلات اقتصادية في السودان لم تصل الى درجة فظيعة من الانهيار لأسباب موضوعية هناك مشكلات اساسية وجوهرية, لا يمكن ان تتحدث عن نماء اقتصادي ولا توجد لديك بنية تحتية من طرق وسكك حديدية ومواد اساسية وهناك مشكلات تمثلت في التحول النوعي من الاقتصاد السوداني من اقتصاد تابع يعتمد على الغير وهذا ليس ذنب السودان وحده وانما ذنب التحولات العالمية وينطبق هذا على كثير من الدول والآن لا تقدم منح او معونات الا للدول المحورية التي تخدم سياسات غربية, وروسيا لم تعد تنفع والاتحاد السوفييتي لم يعد قائما, هناك تحولات في الاقتصاد العالمي وكان لابد من التعامل مع هذه المسائل بجدية فضلا عن ان السودان يعيش حربا وهناك تكاليف عالية للحرب وجزء كبير من الدخل يذهب للتأمين وبناء السلام وبالتالي الانفاق العام على هذه المسائل كبير, التحولات التي حدثت الآن تحولات ايجابية جدا في انها اعادت هيكلة الاقتصاد السوداني. هذه التحولات الايجابية حتى الآن لم يظهر اثرها على الشعب السوداني وبخاصة الشباب الذين هم في طريقهم للحرب او الهجرة خارج السودان؟ ــ هذه تعميمات يجب ان تكون علميا كم عدد الشباب الذين ذهبوا للحرب هل تعلم ان كل عدد الشباب الذين ذهبوا للحرب هم سبعة آلاف طالب. هذه المعلومات استقيها من الاجهزة الرسمية, يوميا هناك فوج من الشباب في طريقه للحرب و7 آلاف ليس عددا قليلا؟ ــ هذا عدد قليل جدا مقارنة بتعداد السكان في السودان الذي يبلغ 30 مليون ونسبة الشباب فيه 20 مليون هذا الرقم صغير جدا وهذه تعميمات غير صحيحة. حوار ــ صلاح عمر الشيخ

Email